استراتيجية التجارة والعولمة في مجلس النواب الأمريكي

31-01-2007

استراتيجية التجارة والعولمة في مجلس النواب الأمريكي

الجمل:    نشر موقع الدراسات الاستراتيجية والدولية تقرير غرانت الدوناس الذي قدمه بالأمس 30 كانون الثاني 2007م، أمام لجنة السبل والوسائل التابعة لمجلس النواب الأمريكي، حول موضوع (التجارة والعولمة).
يقع التقرير في عشرة صفحات، وقد تناول فيه غرانت ألدوناس الموضوع من خلال النقاط الآتية:
• المقدمة: يقول الدوناس بأننا في عصر يتميز بالتغير الاقتصادي المطرد وغير المسبوق، وهو تغير لا مثيل له حتى في فترات الثورة الصناعية، وعصر العولمة السابق خلال نهاية القرن التاسع عشر، ومرحلة الكساد العظيم، أو حتى في مرحلة النمو الاقتصادي غير العادي الذي شهدته أمريكا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية.
ويشير غرانت الدوناس إلى ضرورة العمل من أجل اختبار وتفحص تأثيرات وتداعيات العولمة، ليس فقط على أساس الكفاءة والفاعلية الاقتصادية، وإنما على أساس اعتبارات القدرة على تحقيق المجتمع المتساوي القائم على عدالة توزيع الفرص.
كذلك يقول الدوناس بضرورة أن يكون للحكومة دور، بحيث لا يقتصر الأمر على الاعتماد على قوى السوق وحدها لكي تعمل وتقرر ما تشاء، وذلك لأن ثمة واجب رئيسي للحكومة يتمثل في ضرورة أن تعمل على وضع أدوات ووسائل ووسائط الاقتصاد العولمي تحت تصرف كل الراغبين في ذلك.
• كيف تكون، وكيف لا تكون العولمة: وفي هذه النقطة يقول غرانت الدوناس، من الضروري أن نكون واضحين حول العولمة واللاعولمة، وذلك من أجل أن تستطيع التفكير بوضوح حول الكيفية التي تشكل وتصيغ بها بنود وأجندة واعتبارات انخراطنا ومشاركتنا وإسهامنا في الاقتصاد العالمي.
وفي هذا الصدد يشير الدوناس إلى (القوى الدافعة للعولمة) باعتبارها العامل الذي يتوقف عليه تشكيل وصياغة المستقبل الاقتصادي، ويوضح ذلك على أساس اعتبارات أن (العولمة) في حد ذاتها هي مجرد أطروحة تتعلق بفطرة نظرية، مستقبلية، يتوقف تحديد مضمونها حصراً على (قوى العولمة) باعتبارها القوى التي تقوم بتشكيل وتفعيل عملية العولمة على أرض الواقع.
على سبيل المثال يشير إلى وجود ثلاثة اتجاهات أساسية لعملية الدفع باتجاه التكامل الجاري حالياً في الأسواق العالمية هي:
- التكنولوجيا: وقد أدت إلى تقليل وتخفيض تكاليف الاتصالات والنقل والتي كانت في الماضي سبباً في انقسام وتباين الأسواق العالمية.
- انتهاء الحرب الباردة: وقد أدت إلى إزالة الحواجز التي كانت تعترض حركة التبادل التجاري بين دول العالم، وتعرقل تدفقات السلع والخدمات العبارة للحدود الدولية.
- اتفاقية الغات: وقد أدت إلى تقليل الرسوم والتكاليف الجمركية وذلك وصولاً إلى إلغائها بالكامل بين دول العالم، كذلك فقد ساعدت اتفاقية الغات بقدر كبير على انخراط دول العالم في التكتلات الاقتصادية الإقليمية والتي أصبحت بمثابة الخطوة الممهدة لتشكيل تكتل اقتصادي عالمي موحد.
• التحدي الاقتصادي الذي واجه أمريكا: يقول غرانت الدوناس بأن التحدي الرئيس الذي يواجه أمريكا إزاء عملية العولمة، هو بالأساس تحد ديموغرافي –سكاني- يتمثل في معدلات مستوى العمر المقدم الذي تتميز به قوة العمل الأمريكية، وذلك لأن الأغلبية العظمى من قوة العمل الأمريكية هي من كبار السن، والمتقدمين في العمى، وذلك على النحو الذي جعل من العمالة الأمريكية تفضل القيام بالأعمال ذات الطابع الإداري والذهني البحت.
• السياسة الاقتصادية في عصر العولمة: ويشير غرانت الدوناس إلى النقاط الآتية باعتبارها ذات ضرورة قصوى في تفعيل التوجهات السياسة الاقتصادية الأمريكية إزاء العالم:
- التعامل بالتزام ومسؤولية مع مفاوضات اتفاقيات التجارة، واستحداث سياسة اقتصادية أمريكية تتلاءم مع ذلك.
- التركيز على أهمية الإسراع بحل المنازعات المتعلقة بالتجارة العالمية.
- أن تكون الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية الأمريكية منسجمة ومتماشية مع اتفاقيات التجارة العالمية.
- أن يتم تنقيح وتقديم القوانين الأمريكية، بما يؤدي إلى حذف وإزالة البنود التي تتناقض مع مبادئ وأسس التجارة العالمية.
- خلق البيئة الاقتصادية التي تساعد الاقتصاد الأمريكي على التكيف وتحقيق الانضباط ضمن الاقتصاد العالمي.
- مراجعة وتقديم نظام القروض والدعم، بما لا يتنافى أو يتعارض مع نظام التجارة العالمية.
- يتوجب أن يقوم الكونغرس الأمريكي بالتدقيق في برامج المساعدات التثبيت والضبط الاقتصادي، وذلك عن طريق:
* التأهيل والتدريب بما يتناسب مع نوع الوظيفة والعمل.
* ربط المساعدات بالتجارة.
* تعزيز عمليات التأمين الصحي وعائدات مكافآت المعاش.
* اختبار وفحص البدائل، وبالذات المتعلقة بالتكاتف
• دور السياسة التجارية: يقول غرانت الدوناس بأن على السياسة التجارية الأمريكية أن تركز على تطبيق استراتيجية الإمساك بالعولمة عن طريق رجال الأعمال الأمريكيين، وذلك بأن تعمل الإدارة الأمريكية على فتح الفرص التي تتيح لهم تشكيل الأهداف التجارية المؤدية للإمساك بالاقتصاد العالمي.
وعموماً نقول: لقد تعامل العقل العربي مع عملية العولمة من خلال الجوانب الثقافية والفكرية البحتة، أما العقل الأمريكي والغربي، فمن الواضح أنه يتعامل مع عملية العولمة على أساس اعتبارات الجانب الاقتصادي حصراً، وعلى هذه الخلفية يمكن القول: إن التقرير الذي قدمه غرانت ألدوناس كان واضحاً منذ البداية، فتقريره حمل عنوان (التجارة والعولمة) أي ربط بين التجارة والعولمة، وأيضاً وضع التجارة قبل العولمة بما يشير إلى حقيقة أن التجارة هل المدخل الوحيد المؤدي للعولمة.
إن عملية العولمة تمثل بالنسبة للعقل الأمريكي عملية السيطرة على شرايين ورئة العالم، بالاستناد حصراً الى الوسائل الاقتصادية، والتي تقوم حصراً وقبل كل شيء على التجارة.
إن اختيار الأمريكيين للتجارة كنقطة البدء وحجر الزاوية في عملية العولمة يأتي في إدراكهم لاستراتيجية عوامل القوة والضعف الموجودة في النظام الدولي.. وطالما أن أمريكا تسيطر على تدفقات رأس المال العالمي المباشرة، وغير المباشرة، فإن تطبيق النظام التجاري المتعدد الأطراف الذي تطرحه منظمة التجارة العالمية وصندوق النقد الدولي والبنك الدولي، (أو الثالوث الاقتصادي العالمي الذي تديره وزارة الخزانة الأمريكية في الخفاء) سوف يكون بمثابة (بطاقة السفر) التي تستخدمها اقتصاديات بلدان العالم في الركوب على مقاعد قاطرة العولمة التي تجرها ماكينة الاقتصاد الأمريكي.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...