أوروبا متخوّفة من أميركا بعد الهزيمة في أفغانستان.. هل تشكل قوتها العسكرية؟

23-08-2021

أوروبا متخوّفة من أميركا بعد الهزيمة في أفغانستان.. هل تشكل قوتها العسكرية؟

تداعيات الانسحاب الأميركيّ من أفغانستان تتسارع|، مُوْقِعَةً الخوف وسط حلفاء واشنطن. أوروبا قلقة من مصير مماثل في أكثر من دولة في العالم، وتتوجّس من مؤشّرات التخلّي الأميركي عنها في مطار كابول.

الاتحاد الأوروبي يستخلص العِبَر، ويرى أنّ الحدث يستدعي إنشاء جيش أوروبي، يعرف قادته والحالمون به أنّ دونه عقبات وانقسامات.

وفي تعليق على آخر التطورات في أفغانستان، اعتبر المحلل في السياسات الأوروبية، إيفالد كونيغ، أن "دعوة بوريل إلى إنشاء جيش أوروبي ليست فكرة جديدة"، موضحاً أن هذه دعوة "لا تملك مستقبلاً، وتعكس الفشل الذي ظهر في الفترة الأخيرة".

كما أشار كونيغ إلى تخوّف أوروبي "من موجة جديدة من اللاجئين"، وأضاف: "اليمين المتطرف سيتصاعد في أوروبا مع قدوم مزيد من اللاجئين إليها".

أمّا مدير "معهد السياسات الدولية"، باولو فون شيراك، فقال إن "الفشل في أفغانستان يكمن في التقدير الخاطئ لعدم توقع سقوط كابول بهذه السرعة".

وتابع شيراك "المشهد في مطار كابول مؤسف، وهو نتيجة 20 عاماً من السياسات الفاشلة في أفغانستان"، معتبراً أن "الولايات المتحدة أُصيبت بفشل ذريع في سياساتها في أفغانستان والعراق، وتكبّدت خسائر بشرية ومادية".

وعن إنشاء جيش أوروبي، علّق مدير "معهد السياسات الدولية" بأنه "يتم الحديث عنه منذ عقود في أوروبا، التي لا تملك سياسة موحدة".

من جهته، مدير "المركز الأوروبي لدراسات التطرف" في كامبريدج، مكرم خوري مخول، أشار إلى أن "إدارة أوباما أطلقت سراح 5 من قادة طالبان من سجن غوانتانامو وشرعنت التفاوض مع الحركة".
واعتبر مخول أن "الخطاب العاطفي لبوريل هدفه القول لأميركا إنه يريد اللعب معها على الساحة الأفغانية".

وكان وزير خارجية الاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، شدّد في وقت سابق اليوم، على أهمية التحدّث إلى "طالبان" لإخلاء الرعايا والموظفين الأوروبيين والأفغان، ودعا إلى تنظيم قوة عسكرية أوروبية لمواجهة الأزمات المقبلة.

وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي "ليس هناك بديل عن الأوروبيين. يجب أن ننظّم أنفسنا لمواجهة العالم كما هو، وليس كما نحلم به"، مقترحاً "تزويد الاتحاد الأوروبي بقوة دخول أولى قوامها 50 ألف جندي، قادرة على العمل في ظروف مثل تلك التي نعيشها في أفغانستان". 

بدوره، انتقد رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، الرئيس الأميركي، جو بايدن، في إثر قراره الانسحاب من أفغانستان، الأمر الذي سمح لحركة "طالبان" بتولي السلطة هناك.

وقال بلير، الذي قاد بريطانيا إلى الحرب في أفغانستان إلى جانب الولايات المتحدة في عام 2001، إن الانسحاب العسكري تم "امتثالاً لشعار سياسي أحمق" بشأن إنهاء "الحروب الأبدية".

وأضاف بلير أن "قرار الانسحاب من أفغانستان بهذه الطريقة لم يكن مدفوعاً باستراتيجية كبرى، بل مدفوعاً بالسياسة".

أمّا الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ("الناتو")، ينس ستولتنبرغ، فرأى أن الوضع في أفغانستان "خطير وغير متوقَّع"، منتقداً "فشل السلطات الأفغانية أمام طالبان".

المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل لم تخف انزعاجها من الخطوة الأميركية، واعتبرت أن "الوضع في أفغانستان مرير"، بينما قال رئيس حزبها إن "انسحاب القوات الغربية من أفغانستان هو أكبر إخفاق للحلف الأطلسي منذ تأسيسه".

واعتبرت ميركل أن "الوضع في أفغانستان مرير، وأسباب سياسية داخلية أميركية ساهمت في قرار سحب القوات الغربية منها"، مضيفةً أن "انسحاب القوات الغربية من أفغانستان كان له تأثير الدومينو".

 

 


الميادين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...