أفاتار عملاق «تايتانيك» يعود

24-01-2010

أفاتار عملاق «تايتانيك» يعود

“Avatar” اضخم انتاج هوليوودي للعام، الذي فاز بجائزتي أفضل فيلم  وأفضل اخراج في “غولدن غلوب”، والذي يحقق ارباحاً خيالية في عروضاته الاميركية والعالمية، يعتبره النقاد ثورة في صناعة السينما، وفي استخدام الابعاد الثلاثة. ومخرجه وكاتب السيناريو هو العملاق جيمس كاميرون الذي يعود به بعد 12 سنة على فيلمه الناجح جداً ايضاً “AVATAR”.  “TITANIC”نموذج لسينما المستقبل، وممثلان كانا قبله مجهولين، واصبحا بعده نجمين يعيشان فيه قصة حب هي نموذج لعشاق المستقبل، انهما سام وارثنغتون الآتي من استراليا، وزوي سالدانا الآتية من نيويورك. ماذا عن الفيلم ومخرجه وحيثيات تصويره؟

مبدع “Titanic” يعود مع “Avatar” الملحمة الخيالية – العلمية، طامحاً لابتداع سينما المستقبل: انها ثورة تبدأ في عالم السينما. صحيح ان افلاماً كثيرة تستخدم الابعاد الثلاثة، غير أن كاميرون يفيد من مميزات هذه التقنية في الاخراج طبعاً، ولكنه يهدف الى ابعد... يقول: “انا لا اصنع الفيلم لأنه فقط بالابعاد الثلاثة، انا اصنعه لأن القصة جيدة. فالأمر يشبه ما حصل مع ثورة الالوان في السينما. فأنت لا تصنع الفيلم لأنه بالالوان، بل لأن القصة جيدة. في بداية “التكنيكولور”، كنت تسمع اشخاصاً يقولون: “يا الهي هذا الفيلم رائع بالالوان! فأوراق الخريف ستلمع في الصورة وكل شيء سيكون رائعاً لأنه بالالوان، لكن هذا غباء. اذا قررت ان تخرج فيلماً لأنه “سيكون رائعاً بالابعاد الثلاثة”، فهناك فرصة كبيرة كي تحصل على عمل لا قيمة له.
فكرة الفيلم تعود الى 14 سنة ولكن كاميرون كان يؤجلها في انتظار ان تتطور تقنية الابعاد الثلاثة، الى ان جاء الوقت في العام 2006 ليحصل على موافقة شركة فوكس على انتاجه، رغم ميزانيته الكبيرة (240 مليون دولار)، والشركة وافقت بعد تردد كبير، وفي العام 2006 بدأ التصوير وامتد على اربع سنوات.
وبالعودة الى القصة، فان جيمس كاميرون يؤلف سيناريوهاته دوماً انطلاقاً من القصص العالمية، فمثلاً «تيتانيك» يذكرك بروميو وجولييت، انما تجري الاحداث على باخرة تغرق. اما «Avatar» فانه يذكرك باسطورة بوكا هونتاس.
يقول كاميرون :هذا حقيقي رغم ان القصة لا تنتهي بالطريقة نفسها لكن تستلهم بشكل كبير قصة بوكا هونتاس، كما تستوحي من» الرقص مع الذئاب» و»مغامرات زاك وكريستا في الغابة الاستوائية». فاذا مزجك كل ذلك معاً، تصل على Avatar... وكلمة Avatar في القاموس تعني: تجسد الآلة (في ديانة الهند) وتعني ايضاً: تحول.. تبدل.. انمساخ.
إذاً، Avatar هو بطل الفيلم الذي يتحول من بشري الى كائن فضائي. انها قصة ضابط المارينز جاك سولي (سام وارتنغتون) المقعد والذي ينتقل في العام 2154 الى كوكب باندورا عبر برنامج صممته غريس (سيغورني ويفر) للتعرف الى سكانه، تمهيداً لترحيلهم والاستيلاء على معدن نادر على كوكبهم. والكائنات على هذا الكوكب عمالقة ولونهم ازرق. وهناك يلتقي بواحدة منهم، هي نايتري (زوي سالدانا) فتنشأ بينهما قصة حب يهددها امكان نشوء حرب بين الكوكبين.
عن دوره في هذه القصة، يقول الممثل سام وارتنغتون الذي يلعب دور بطل مقعد عليه ان يختار بين مصيرين متناقضين: «اعتقد انه في كل فيلم جيد، هناك شخصية على مفترق طرق. جاك هو معاق ولا يستطيع ان يمشي. انه عسكري اعطي فرصة لأن يعود الى المشي ولكن عليه ايضاً ان يختار بين السلام والمواجهة». ويضيف:» الفيلم نوعاً ما فلسفي، كما كل افلام جيمس كاميرون، فهو لا يكتفي بالحركة والمؤثرات الخاصة، وان كان يتقنها الى الكمال، لكنه دائماً يطرح السؤال: ماذا سنفعل بالمجتمع الذي نعيش فيه؟»
في حوار جرى مع الممثلين الشابين اللذين اصبحا نجمين بعد هذا الفيلم، سام وارتنغتون وزوي سالدانا، نتعرف الى اسرار تصوير هذا الفيلم من خلال تعاملهما مع المخرج. عن علاقتهما ومعرفتهما بجيمس كاميرون، يقول سام: «بالنسبة إلي، هذا الاسم كان مرادفاً لـTitanic واتذكر انني اكتشفت الفيلم وانا افكر: جميعنا نعرف ان الباخرة تغرق في النهاية، لكن هذا المخرج نجح مع ذلك بأن يجلب كل الناس الى الصالات كي يروي لهم هذه القصة. هذا شيء يدعى الموهبة».
اما زوي فتقول: «لقد كبرت مع Terminator وAliens...الخ، وبطلات هذه الافلام أثرا في الشخصية التي اردتها لنفسي وانا اكبر. البعض لا يمل من القول لي الى اي مدى جيم هو مخرج صعب وقاس. ولكن، عندما يصور النساء بطريقته، يكون لدي كممثلة رغبة في العمل معه. في هوليوود، دائماً الرجال هم الذين ينفذون العالم، ولكن ليس ذلك ما يحصل لدى جي.
ويعلق سام «انا لا ارى اي سلبية في ان انقذ من قبل امرأة رائعة، خصوصاً عندما تكون زرقاء وطولها ثلاثة امتار!».
كيف تم اللقاء الاول بين النجمين الممثلين؟ يقول سام: «التقينا اول مرة في بار أحد فنادق لوس انجلوس. زوي جاءت من نيويورك وانا من استراليا. جيم طلب مني ان اتناقش مع الممثلة التي في ذهنه من اجل الفيلم. وهذا ما قدرته جدا».
وتضيف زوي: «جيم اعطانا منذ اللحظة الاولى الاحساس بأننا الوحيدون في ذهنه من اجل الدورين، ولم يشعرنا ابداً بأن هناك من ينافسنا. كما ان المسؤول من الكاستنغ عرف ان اعصابنا كانت مشدودة، لذلك اعطاني رقم سام لكي نتمكن من الالتقاء قبل بدء العمل».
يستطرد سام: «كل شيء جرى بشكل جيد اثناء اللقاء الاول. لكن بعد بضعة اشهر، عرفت ان زوي اتصلت بجيم وقالت له: المشكلة الوحيدة هي انني لم افهم كلمة واحدة مما قال سام. وانا الذي فكرت اثناءها: لقد هزت برأسها موافقة، لقد ضحكت: لقد طمأنتها... اكثر من هذا لقد جهدت في أن أتحدث على مهل لكي اغطي لهجتي».
وتعلق زوي: «احياناً، انت لا تلفظ حتى الكلمات. فقد تصدر اصواتاً»!
يستطرد سام: «التيار جرى بيننا رأساً. انه ايضاً لان جيم وضعنا فوراً في موضع مريح. فلم يكن لدينا شعور بأننا نمر بتجربة ولكن بأننا بدأنا تصوير الفيلم».
تعلق زوي: «هنا اكتشفنا معى طقطقة الاصاب».
ويكمل سام: «اذا طقطق جيم اصابعه فهذا يعني انه راض عما نفعله».
وعن التصوير بالابعاد الثلاثة، يقول سام: «امضيت ثمانية اشهر في استديو فارغ بالكامل ومحاطاً بدزينة من الكاميرات الصغيرة التي تلتقط كل حركة من جسدي. جيم كان يطلب مني ان اتحرك ايمائياً، ممثلاً قفزة من جرف مثلاً، او ان اصارع مخلوقاً رهيباً. وكان يقودني بضربة من عصا كي ابدأ الحركة. ولو شاهدنا أحد ونحن نمثل هكذا لرآنا في مظهر مضحك، ولكن في زاوية من الاستديو، كان يوجد فريق جيم التقني. ومع انتهاء كل لقطة، كنت اكتشف نفسي على الشاشة مع الديكورات وكل ما يلزم... كان الأمر رائعا ومدهشاً.
تقاطعه زوي لتقول: «كنا نمضي ايامنا في الستوديو من دون ان نرى ضوء النهار، ومن دون ان نتطلع الى ساعتنا. كنا نمضي احياناً عشرين ساعة متتالية من دون ان ننتبه. وفي ظل هذه الظروف، كان من الصعب علينا كممثلين ان نتأكد من لعبتنا، ولكن جيم كان واعياً هذا الامر، ولذلك اوجد لنا جواً تحس فيه بالامان تماماً».
وعن ساعات العمل الطويلة يقول سام: «اثناء التصوير، كنا نقول اننا نعمل حسب «ساعة جيم». يعني انه لم يكن هناك ساعات للعمل، ولا حدود للوقت، وليس هناك في الاستديو اشخاص كي يسجلوا ساعات اضافية. مع جيم، ايام العمل لاثنتي عشر ساعة غير موجودة. بالنسبة اليه 12 ساعة هي نصف يوم. اذ كنا نعمل لست عشرة ساعة ولتسع عشرة ساعة من دون توقف، وهذا لم يكن يزعجني. لو كان ضرورياً لأمضيت خمساً وعشرين ساعة». تقول زوي: والاغرب، اننا حتى لم نكن نتعب.
ويضيف سام: «جيم كان مثلنا. اذا كان قادراً على ان لا يتوقف، فهذا يعني اننا نحن ايضاً قادرون. اثناء استراحتنا للغداء المأخوذة. وعندما نترك البلاتو ليلاً، كان هو يبقى للعمل على تحضير ما سنفعله في اليوم التالي. وفي مواجهة شخص من هذا النوع، يصبح التشكي مضحكاً».
وتكمل زوي الفكرة فتقول: «في أحد الايام، كنا في رحلة استكشاف في غابة استوائية كي نتعود على هذا النوع من البيئة، وكان يجب ان انزل في نهر حيث المياه باردة جداً. وفي انتظار اللحظة التي يعطيني فيها جيم الأمر للقفز في الماء، رأيت جيم فجأة يقترب مني ويقول لي: امسكي الكاميرا... وقفز في الماء من دون تفكير.
ويضيف سام: «جيم هو نبع من الوحي والالهام.  انه يعرف عمل كل عنصر من الفريق افضل مما يعرفونه هم أنفسهم. واذا سمعت ان كاميرون هو دكتاتور، فهذا خطأ، فهو لا يصدر أوامره من برج عاجي، وانما هو في الخضم الى جانبك».


 إعداد: سهام خلوصي

المصدر: الكفاح العربي

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...