أحفاد العبيد يتظاهرون في باريس طلبا للمساواة

11-05-2008

أحفاد العبيد يتظاهرون في باريس طلبا للمساواة

أحيا مئات من السود الفرنسيين أمس الذكرى المائة والستين لإلغاء الرق في فرنسا بتنظيم مظاهرة رددوا فيها شعارات تطالب بإنهاء ما سموه التمييز العنصري في فرنسا وإنصاف أحفاد ضحايا تجارة الرقيق والممارسات الاستعبادية في هذا البلد.

وتميزت المظاهرة بإلقاء خطب في ميدان الباستيل التاريخي الواقع في قلب العاصمة الفرنسية حيث تناوب على الكلام سياسيون وناشطون من المجتمع المدني ومثقفون من أصول أفريقية.

وقال رئيس المجلس التمثيلي لجمعيات السود الفرنسيين باتريك لوزيس إن الهدف من المظاهرة "ليس التذكير فقط بمأساة 42 مليون أفريقي راحوا ضحية التهجير وتجارة الرقيق والعبودية خلال القرون الستة الماضية، وإنما أيضا تسليط الضوء على الأوضاع الصعبة التي يعيشها السود وغيرهم من الأقليات غير الأوروبية اليوم في فرنسا".

وأوضح لوزيس أن ملايين من الفرنسيين ذوي الأصول الأفريقية والمغاربية مهمشون داخل المجتمع الفرنسي، وطالب الحكومة بإنشاء هيئة رسمية يعهد إليها برصد  ومعاقبة حالات التمييز العنصري أو الديني التي تحدث في البلاد.

واعتبر أن الحاجة باتت ملحة لإصدار قانون يلزم الأحزاب الفرنسية بتخصيص نسبة 20% في قوائمها الانتخابية لأبناء المهاجرين والفرنسيين من أصول غير أوروبية.

من جانبه، أكد المؤرخ كلود ريب أن معركة السود في فرنسا يجب أن تستهدف تحقيق مساواة فعلية في هذا البلد، مشيرا إلى أن "المكاسب التي تحققت حتى الآن لا تزال تقتصر على مسألة الذاكرة ولا تمس الواقع المعاش لأحفاد ضحايا العبودية".

ففي 2001 قام البرلمان الفرنسي بإصدار قانون يعتبر تجارة الرقيق والعبودية التي مارسها الأوروبيون ضد سكان أفريقيا السود "جريمة ضد الإنسانية". كما عمد الرئيس السابق جاك شيراك، تحت ضغط جمعيات السود، إلى إصدار مرسوم في 2006 يقر بالمسؤولية التاريخية للدولة الفرنسية عن تلك الممارسات.

ويأتي قرار الرئيس نيكولا ساركوزي السبت بإدراج هذا الموضوع في مقررات المدارس الابتدائية اعتبارا من السنة الدراسية المقبلة تنازلا آخر لحركة السود الحقوقية. بيد أن ريب يعتقد أن الأهم هو "إنهاء التهميش السياسي والاقتصادي والإعلامي المفروض على السود في هذا البلد".

وأيدت هذا الطرح كريستين توبيرا، البرلمانية السوداء التي لعبت دورا مهما في إقرار التشريع المجرّم للرق، إذ أكدت أن النظرة السلبية لدى الجمهور الفرنسي للإنسان الأسود مازالت تؤدي إلى استبعاد الكفاءات ذات الأصول الزنجية من مناصب المسؤولية في الإدارة العمومية والقطاع الخاص على حد سواء.

وأثناء خطابها، أنشدت توبيرا -المتحدرة من أقاليم ما وراء البحار الفرنسية- أبياتا حماسية مترجمة إلى الفرنسية للشاعر العربي الجاهلي عنترة بن شداد يرد فيها على من عيروه بسواد بشرته ويتباهى فيها بموهبته الإبداعية وشجاعته وتفانيه في خدمة جماعته. واختتمت توبيرا كلمتها قائلة إن "السود لم يعودوا دمى قاتمة في كرنفالات الآخرين".

عبد الله بن عالي

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...