أثرياء الصين يتعلمون الـ«إيتيكيت» بتكلفة باهظة

21-11-2014

أثرياء الصين يتعلمون الـ«إيتيكيت» بتكلفة باهظة

لأن بلادهم هي الثانية على لائحة الدول التي تحتضن أكبر عدد من أصحاب الملايين في العالم، لم يعد مجدياً لأغنياء الصين أن يظهروا بمظهر يوحي بحجم حساباتهم الضخمة في المصارف، فأسفارهم العالمية المتزايدة، ونشاطهم الاقتصادي، دفعهم أكثر من أي وقت مضى الى البحث عن الوسائل التي تمكنهم من تعلم أصول الـ»إيتيكيت»، التي يعتبرون أن الحاجة إليها أصبحت ماسة في عصر العولمة الحديثة.
في قلب العاصمة الصينية بكين، يدير جايمس هوبيرت شركة «سياتون» لتعليم أثرياء الصين فنون الـ»إيتيكيت»، واللياقة الاجتماعية، وهو يقول في هذا الإطار، انه «لم يعد يقتصر إبراز الثراء لدى الصينيين على شراء المنتجات التي تحمل علامات فاخرة، بل إنهم يشددون اليوم على معايير أخرى تبرز حسن تصرفهم في مجتمع متنوع ومتطلب».ويجوب هوبيرت أنحاء الصين لتعليم زبائنه أصول اللياقة العامة، ابتداء من كيفية المصافحة اللائقة، إلى طريقة عقد ربطة العنق، إلى كيفية النظر إلى الشخص الآخر، واختيار الملابس الملائمة لأنواع المناسبات المختلفة.
وفي معهد «ساريتا» في بكين، تقدم ساره جاين هو نوعين من صفوف الـ»إيتيكيت»، واحد مخصص للنساء المتزوجات، وآخر للمبتدئات. وتقول هو إن «زبائني هم ممن اعتادوا على شراء حقيبة من نوع هيرميس منذ عشر سنوات على الأقل، ولكنهم اليوم يمتلكون تطلعات أكبر من ذلك بكثير».
وتمتد صفوف الـ»إيتيكيت» في معهد «ساريتا» 12 يوماً، بتكلفة 16 ألف دولار، أو أكثر بقليل، أي بتكلفة سنة دراسية في بعض أهم الجامعات الأوروبية. وتتعلم خلالها النساء الثريات كيفية إقامة حفل عشاء، والمواضيع التي من الممكن إثارتها خلال جلسة اجتماعية، والبروتوكول الديبلوماسي وطرق التعامل الجيدة في المطاعم الفنادق الشهيرة. وهناك أيضاً حصص لتعليم لفظ الماركات العالمية بطريقة صحيحة.
وأخيراً، هناك مدرسة «ديبريتس» البريطانية، التي تعمل على تهيئة الطلاب الصينيين الأغنياء لمواجهة الحياة خارج بلادهم، بدءاً من تعلم إجراء مقابلة في جامعة أو مقر عمل، إلى أصول المحادثة. وأطلقت المدرسة خلال العام الحالي برنامجين لها في مدينتي شانغهاي وهونغ كونغ.
ومن أهم إنجازات المدرسة في هذا الإطار، أنها جعلت زوجين صينيين يطيران إلى بلجيكا لشراء 10 أحصنة لأطفالهم البالغ أكبرهم من العمر عشر سنوات، طمعاً في أن يصبحوا راكبي خيول محترفين في المستقبل.
بالرغم من ذلك، تؤكد المدرسة في شعارها أن ما تفعله «ليس تعليم الصح مقابل الخطأ»، بل جل هدفها يتركز على كيفية «تعلم واستلطاف ثقافة مختلفة».


 (عن «سي ان أن وورلد»)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...