«وادي الذئاب» لتسويق سياسة حزب العدالة التركي

30-09-2014

«وادي الذئاب» لتسويق سياسة حزب العدالة التركي

يبدو أنّ المسلسل التركي «وادي الذئاب» لن يكلّ من استلهام الأحداث السياسيّة في المنطقة، على هامش الأزمة السوريّة. بدأت قناة «كنادل دي» التركيّة بعرض الجزء التاسع من السلسلة البوليسيّة الشهيرة مؤخراً. وفي الحلقة الثانية منه، يقدّم لنا صنّاع العمل لقطة مستوحاة من فيديو ذبح الصحافي الأميركي جايمس فولي على يد تنظيم «داعش» في 20/ آب أغسطس الماضي.
ليس بجديد على تركيبة العمل الإحالة إلى تطوّرات سياسيّة راهنة. فبدءاً من الجزء الثامن، ينضمّ بطله مراد/ بولات علمدار (الممثل التركي نجاتي شاشماظ) إلى صفوف المعارضة في سوريا، للقتال معها. وفي بداية الجزء التاسع، يعود للظهور في تركيا، بعدما ظنّه الجميع ميتاً. تشعّبت السلسلة التلفزيونيّة إلى ثلاثة أفلام، أوّلها عن العراق، والثالث عن فلسطين، أثار كلّ واحد منها عاصفةً من الجدل، لما تضمّنه من تسويق للسياسة الخارجيّة التركيّة.مشهد من المسلسل التركي عن "يوتيوب"
لا يختلف الأمر كثيراً في الجزء التاسع من السلسلة التلفزيونيّة الشهيرة. فبدءاً من الدقيقة السادسة من الحلقة الثانية، تنتقل الكاميرا من اسطنبول، إلى مشاهد التقطت في بيئة صحراويّة، تشبه تلك التي اعتدنا على رؤيتها في أشرطة فيديو «داعش» على «يوتيوب». سيّارات رباعيّة الدفع تدخل مخيّماً لمقاتلين يرتدون ملابس تشبه ملابس مقاتلي التنظيم، مدجّجين بالأسلحة. في إحدى الخيم، يجتمع الخليفة «صادق بريطاني» مع أحد معاونيه الذي يتلقّى اتصالاً لتحذيره من عودة علمدار، من قبل «شرير» تركي. يدخل أحد عناصر التنظيم الخيمة، سائلاً الخليفة عما إذا كان جاهزاً لتسجيل عمليّة الإعدام. عندها، يطلب الخليفة من معاونه، ويدعى صاغير، تولي الأمر. يبدو المعاون إرهابياً «مودرن»، تماماً كما يجري التسويق إعلامياً لبعض نجوم «داعش»، إذ انّه يحرص على ارتداء نظارته الشمسيّة، قبل تفقّد الكاميرات الموضوعة لالتقاط «الحدث» من زاويتين مختلفتين. يتولّى الرجل إخراج المشهد الذي يأتي مطابقاً بكافة عناصره لفيديو إعدام فولي: الزيّ البرتقالي المأخوذ من أزياء معتقلي غوانتنامو، الضحيّة راكعة على الأرض بهدوء وصمت، و«الجزّار» الملثّم برداء أسود من رأسه إلى قدميه يرفع سكينه بمواجهة الكاميرا. عند التأكّد من أنّ كلّ شيء في مكانه، وأنّ جميع الممثلين في مواقعه، يأمر معاون الخليفة بـ«التسجيل». لكنّنا لن نرى مشهد الذبح في «وادي الذئاب»، ولن نسمع رسالة من الأسير إلى العالم. في مشهد سابق لذلك، يقول صاغير نفسه، «آن دورنا لكي نكتب التاريخ».
لو لم يكن المشهد محمّلاً بالكثير من آثار الواقع، لكان كأيّ سيناريو متخيّل لحدث درامي، بأبعاده السرياليّة. لكنّ الواقع خلال السنوات الأربع الماضية، تحوّل إلى مسرح درامي دموّي كبير، يحظى بمتفرّجين من كلّ أنحاء العالم، ما بات يلهم صانعي الأعمال التلفزيونيّة. وإن كانت الدراما السوريّة تحاول أخذ مسافتها من الواقع، مع إعادة تمثيله مع الكثير من التمويه، إلا انّ الدراما التركيّة اختارت العكس هنا. وضعت «داعش» على رأس الحدث، وأدخلت إلى المشهد خليفة يسجّل عمليّات إعدام كتلك التي نراها في نشرات الأخبار. الأكثر إثارة في هذه الاستعادة البصرية، هو الموقف العدائي الذي تتخذه تركيا من الولايات المتحدة الأميركيّة، في مسلسل تقوم حبكته على تتبع المافيا المرتبطة بأميركا و«إسرائيل» الشريكة في حروب المنطقة.

روز سليمان

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...