«زهرة النرجس»... دراما من ستينيات الزمن السعيد

27-09-2008

«زهرة النرجس»... دراما من ستينيات الزمن السعيد

عمل درامي من تأليف خلدون قتلان، وإخراج الفنان الشاب رامي حنا في ثاني تجربة إخراجية له بعد «عنترة». «زهرة النرجس» يحشد عدداً كبيراً من الفنانين السوريين، يتفاوت حجم ظهورهم في المسلسل نظراً لقصته التي تتعامل مع أجيالبد الهادي الصباغ ومي سكاف وربا المأمون في المسلسل ومراحل زمنية مختلفة. وهو من بطولة كاريس بشار ورامي حنا وأيمن رضا وعبد الهادي الصباغ ولورا أبو أسعد ومي سكاف وسلوم حداد ونخبة من الممثلين السوريين.
يحتل المسلسل مكانة خاصة، نظراً إلى أنه واحد من الأعمال الاجتماعية المعاصرة القليلة التي تستحق التوقف عندها. ذلك أن هذه النوعية من الأعمال قليلة بطبيعة الحال في هذا الموسم، فيما يعمل أبرز الفنانين من مخرجين وممثلين في أعمال البيئة الشعبية والأعمال البدوية.
بنية «زهرة النرجس» تقوم على الانتقال بين زمنين، الستينيات والسبعينيات من جهة، والحاضر (عام 2008) من جهة أخرى. البطلة هي نرجس العنابي (كاريس بشار) تركت منزل العائلة في الضيعة، في الستينيات، بعدما اعتدى عليها الطبيب الذي كانت تعمل لديه خادمة، وبوصولها إلى منزل الحاج أبو علي (سلوم حداد) الذي تعمل فيه خادمة أيضاً، تنفتح أمامها آفاق جديدة، فتتعلم القراءة والكتابة، وتتعرف إلى صديقة عمرها أمينة (لورا أبو أسعد). هنا، تشعر للمرة الأولى بجمالها وتكتشف موهبتها الغنائية. يتزوجها الحجي، لكنه يتوفى بعد أعوام قليلة ويترك لها ثروة. تتزوج نرجس التي تغير اسمها إلى ندى كامل أو ندوش، من صالح الحوت (أيمن رضا) الذي يستغلها، لكنها تتمرد عليه وتذهب لتغني في النوادي الليلية وتحقق نجاحاً باهراً، فتتعرف إلى رجال نافذين وتجبر صالح على تطليقها. تتطور شخصيتها، وتبدأ بتحقيق حضور فني كبير. تلتقي الصائغ جورج (إياد أبو الشامات) والشاعر عمر (رامي حنا)، وتتجه إلى تأسيس جريدة بالتعاون مع عمر تحمل اسم «زهرة دمشق». يقع هذا الأخير في حبها، وتشعر نحوه بعاطفة ملتبسة، وهي المرغوبة من أكثر من رجل يمتلكون الجاذبية. ينتحر عمر، ويظهر في حياة ندى الشاعر المنافس مظفر. علماً بأن قصائد عمر هي للشاعر السوري الراحل رياض صالح الحسين الذي توفي مطلع الثمانينيات، ولا يلحظ المسلسل أن الخطاب الشعري السائد لكلا المرحلتين مختلف.
الخط المعاصر ينشأ من وصية يتركها أحد أفراد عائلة العنابي الذي يتوفى في المهجر، ويوصي بثروته لأقاربه شرط أن توزعها نرجس شخصياً. وهنا، يتحرك إخوة نرجس وأخواتها الذين نبذوها، للبحث عنها. وهكذا، نتعرف على الشخصيات التي عرفتها، والتي تروي مقاطع من سيرتها تتحول إلى مشاهد، ينتقل العمل بين الزمنين، في الزمن الماضي لا نرى ديكورات وملابس وماكياجَ مختلفاً فحسب، بل نوعية صورة مختلفة أيضاً. يبدو الماضي أكثر شاعرية، لكنه غالباً معزول عن السياق التاريخي، ما يقود إلى عدد من الثغر... فهل وجدت الصحافة الخاصة، في نهاية الستينيات ومطلع السبعينيات؟ ثم ما هذه الجريدة نصف الشهرية التي تتصدر عناوين كقضية المرأة صفحتها الأولى!
هناك إشارات إلى حضور اليسار في الحياة الثقافية، لكنها طفيفة، ولا تعبر عن انشغالات المثقفين الحقيقية في تلك المرحلة. شاء العمل أن يبتعد عن التاريخي والسياسي، وقدم زمناً مشتهى، أكثر منه زمناً واقعياً، وخصوصاً أنه تحرك في منطقة تخلط بين الثقافة والفن والترفيه.
جشع أقارب نرجس، يقود إلى البحث عن كل شخص عرفها، وتنشأ مفارقات في هذا السياق. لكن ذلك يقدم الذريعة الدرامية لاستمرار الأحداث والتنقل بين فترتين، ويجعل المسلسل أمراً ممكناً، تقنية لم نرها في الدراما السورية من قبل، على رغم أنها مألوفة في السينما والأدب العالميين. هناك أيضاً مقاربة لمناطق ومراحل أهملتها الأعمال التلفزيونية، وإقحام موفق للغناء، (تؤدي أغنيات نرجس الفنانة ليندا بيطار). لكن من الغريب أن شارة المسلسل التي وضعها طاهر مامللي وغنتها المطربة ميادة الحناوي، هي نسخة من أغنية فيروز «سنرجع يوماً» مع تعديلات طفيفة في الكلمات، وإفادة كبيرة من اللحن الأصلي.

21.00 على «أبو ظبي»
12.30 على الفضائية السورية

منار ديب

المصدر: الأخبار


 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...