«داعش» يضرب في الكويت: انتحاري يوقع عشرات الضحايا

27-06-2015

«داعش» يضرب في الكويت: انتحاري يوقع عشرات الضحايا

لم تنجح التدابير الأمنية المشددة، التي صرحت وزارة الداخلية الكويتية بإجرائها منذ ثلاثة أسابيع، على أثر الهجمات الانتحارية التي تعرضت لها مساجد في السعودية واليمن، في حماية المصلين في مسجد الامام الصادق في مدينة الكويت، من تسلل انتحاري إلى داخل المسجد مفجراً نفسه في أول هجوم من نوعه في البلاد، ذهب ضحيته 25 مصلياً على الأقل وأكثر من 200 جريح.
الهجوم الأول من نوعه في الكويت الذي تبناه، أمس، تنظيم «داعش»، هو الأول الذي يستهدف مسجدا للطائفة الشيعية، فضلا عن كونه الاعتداء الارهابي الأول في البلاد منذ كانون الثاني العام 2006، وأول عمل أمني معلن للتنظيم فيها.
وأعلنت وزارة الداخلية الكويتية عن «استشهاد 25 من المصلين وإصابة 202 من الابرياء الذين تم نقلهم الى المستشفيات للعلاج، وفقا للبيانات الاولية عن ضحايا العمل الاجرامي في التفجير الارهابي الذي استهدف مسجد الامام الصادق».
وقال عضو مجلس الأمة الكويتي خليل الصالح الذي كان داخل المسجد وقت الانفجار، إن «المصلين كانوا ساجدين في الصلاة عندما دخل انتحاري إلى المسجد، وفجر نفسه فدمر الجدران والسقف»، وأضاف أنه «يتضح من جثة الانتحاري أنه كان شابا في العشرينيات من العمر على ما يبدو وأنه دخل المسجد أثناء سجود المصلين»، لافتاً إلى أن أكثر من ألفي مصلٍ كانوا في المسجد لحظة الانفجار.
وتبنى تنظيم «داعش» الهجوم، وقال في بيان باسم «ولاية نجد» (فرع التنظيم في السعودية)، إنه «في عملية نوعية.. انطلق أحد فرسان أهل السنة الغيارى وهو الاخ ابو سليمان الموحد ملتحفا حزام العز الناسف مستهدفا وكرا خبيثا ومعبدا للرافضة المشركين في حي الصابري بمنطقة الكويت». وأشار البيان الذي تناقلته حسابات تابعة للتنظيم على وسائل التواصل الاجتماعي إلى إصابة «العشرات».
وأظهرت صور تم تداولها عبر مواقع التواصل ومواقع اخبارية كويتية رجالا يرتدون الملابس التقليدية وهي ملطخة بالدماء خارج المسجد، وأظهرت صورة أخرى جثث الضحايا ملفوفة في أكياس بيضاء.
وتداعت السلطات الكويتية والسياسيون في البلاد إلى محاولة احتواء المفاعيل المحتملة للهجوم، وبث التلفزيون الكويتي لقطات للأمير صباح الأحمد الصباح وهو يزور المسجد بعد الانفجار.
وأعرب الصباح عن «تأثره البالغ واستنكاره وادانته الشديدة لحادث الانفجار الذي وقع في مسجد الامام الصادق»، بحسب ما نقلت عنه وكالة الأنباء الكويتية الرسمية (كونا).
وأكد الصباح «أن هذا العمل الاجرامي على أحد بيوت الله والذي لم يراعِ منفذوه حرمة هذا الشهر الفضيل، وما يمثله من خروج عن شريعة الدين الاسلامي الحنيف بسفك دماء الابرياء الآمنين وقتل النفس التي حرم الله، انما هو محاولة يائسة وسلوك شرير ومشين لشق وحدة الصف واجتماع الكلمة وإثارة الفتنة والنعرات الطائفية البغيضة».
كما أكد رئيس الوزراء الكويتي جابر المبارك الحمد الصباح أن الهجوم «يستهدف الوحدة الوطنية في البلاد»، وقال في حديث لوكالة «رويترز» إن «هذا الحادث يستهدف جبهتنا الداخلية ووحدتنا الوطنية ونحن أقوى بكثير من هذا التصرف السيئ ووعي المواطن فوق كل شيء وهو الذي سيخذلهم».
بدوره قال عضو البرلمان الكويتي صالح عاشور إن الحادث «لم يكن يستهدف الشيعة في الكويت ولا الكويت وحدها وإنما يستهدف الأمة كلها»، وأضاف «الهدف هو تغليب ثقافة الغاب والارهاب والتكفير على الثقافة الإسلامية والتعددية الدينية... نحن أمام تحدّ كبير شعوبا وحكومات المقصود هو احداث فوضى خلاقة في المنطقة».
وأكد وزير العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية يعقوب الصانع إنه «بالرغم من الهجوم ستبقى الكويت واحة للأمن لجميع اطياف وطوائف المجتمع الكويتي، وإن الحكومة تتخذ كثيرا من الإجراءات لحماية المصلين والمساجد».
وتوالت الادانات للهجوم من قبل الاحزاب والمنظمات والنواب في الكويت، ووصفت الحركة الدستورية الاسلامية الهجوم بـ «العمل الاجرامي الدنيء»، كما وصف الداعية الكويتي الشيخ عجيل النشمي عبر موقع «تويتر» التفجير بـ «العمل الاجرامي ومقصده إثارة الفتنة»، وأضاف أن «الشيعة والسنة سيفشلون مخطط الإرهابيين بتوحدهم وتعاضدهم».
وأدان الاردن» بشدة التفجير الارهابي»، ونقلت وكالة الانباء الرسمية الأردنية «بترا» عن وزير الاعلام الأردني محمد المومني، تأكيده وقوف الاردن «إلى جانب الكويت.. في مواجهة الارهاب الذي يستهدف المساس بأمنها وسلامة مواطنيها».
بدوره أعرب رئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي عن استنكاره وتعازيه لحادثة «التفجير الارهابي». وقال في بيان صدر عن مكتبه «اننا اذ ندين هذه الحادثة الارهابية وكل الاعمال الارهابية ونعزي دولة الكويت حكومة وشعبا، فاننا نؤكد ان العصابات الارهابية خطر يهدد الجميع وعلى دول المنطقة والعالم المساهمة جدياً في محاربتها».
إلى ذلك، أدان وزير الخارجية الإماراتية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان «الجريمة النكراء». وأكد وقوف دولة الامارات «الكامل قيادة وحكومة وشعبا مع الشقيقة الكويت قيادة وحكومة وشعبا في مواجهة هذه المحنة المشتركة في الصراع ضد الارهاب والتطرف».

وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...