«أشياء تشبه الحب»: العيش تحت طائلة الوهم

01-05-2009

«أشياء تشبه الحب»: العيش تحت طائلة الوهم

لم ينجح القطاع التلفزيوني العام في سوريا في تسويق إنتاجاته للمحطات العربية الكبيرة إلّا مرات نادرة. ولعلّ واحدة من المرات هي بيعه مسلسل «أشياء تشبه الحب» لقناة «أبو ظبي» (بدأ عرضه الاثنين الماضي)، وهو عمل لم يأخذ حقه في العرض منذ إنتاجه عام 2007. يتناول المسلسل الذي كتبه عبد المجيد حيدر وأخرجه عبد الغني بلاط، حياة عائلة رؤوف (عبد الهادي الصباغ) عباس النوري في المسلسلوهي أسرة من الطبقة الوسطى. تتفجّر الأحداث عند عودة أنس (عباس النوري) شقيق رؤوف الذي كان قد سافر للدراسة منذ ثلاثين سنة ثم انقطعت أخباره تماماً. عودته المفاجئة ستكشف حقيقة الحياة التي تعيشها هذه الأسرة، وخصوصاً عند ارتباط ناجي (خالد القيش) الابن الأكبر لرؤوف بعلاقة عاطفية مع عبير (ميرنا شلفون) ابنة المقاول الفاسد لافي اللافي (عبد الحكيم قطيفان). تتطوّر الأحداث ليتبيّن لاحقاً أن بين رؤوف ولافي قصص ثأرٍ قديمة. وستظهر عودة أنس الأزمات الشخصية لكل فرد من أفراد الأسرة، فيظنه بعضهم عائداً من أجل حصته في البيت، والبعض الآخر يتخيله ثرياً، لكنهم يفاجأون بإفلاسه، وبأنه عاد بحثاً عن حياة ملؤها السكينة في بلده، لأنه شبع من الحياة في الخارج.
ناجي الذي يخيب أمله من فرصة الثراء التي توقّع أن تحققها عودة العم، لا يعود يبالي بموقف أبيه من زواجه بعبير. إذ يسهِّل له لافي الأمور لأنّه يرى في هذا الزواج فرصةً للانتقام من عدوه القديم رؤوف. وفي العرس الذي يبدو عرساً لانتصار الفساد والخيانة، يتهيأ الجو لنشوء علاقة فريدة بين أنس وسلافة (سمر سامي) زوجة لافي، فيهرب معها بالسيارة التي جلبها لهذه المناسبة. ومنذ تلك اللحظة، يرتبط مصيره بمصيرها، وتنفتّح أمامه آفاق جديد، فيستعيد شخصيته الحقيقة، ويبدأ انقلابه على نفسه. إذ يصبح معنياً بكل ما يدور من حوله، فيدخل في صراع مع لافي وناجي. من جهة أخرى، يتأثر رؤوف بقدرة أخيه على تجديد حياته، وتحت هذا التأثير يتوهم أنّه يحب منى (لورا أبو أسعد) مديرة مكتبه الجديدة، لكن هذه العلاقة الملتبسة التي تلوّن حياة رؤوف موقتاً سرعان ما تنهيها منى بطريقة عقلانية، فيدخل الأب في كآبة سوداء تبقيه معلّقاً في الفراغ.
تتعقّد الأمور في علاقة أنس وسلافة خصوصاً مع تصميم لافي على الانتقام، فيدبّر لقتلها بطريقة متوحشة. إذ يرسل من يخطفها ويتخلص منها بحادث سيارة مجهول. من جهته، يكرس أنس نفسه لاكتشاف الفاعل الذي يعرفه جيداً لكنّه يحتاج إلى الدليل، وبعد سلسلة من الأحداث البوليسية، يستطيع تجريم لافي وإدخاله السجن، لكن الغريب أن يقوم ناجي وعبير باستكمال مسيرة فساد لافي بطرق أخرى.
«أشياء تشبه الحب» دراما واقعية عن الأوهام التي نظنّها أحلاماً، ولا ندرك فداحتها إلا في النهاية. يقول مؤلف العمل: «المسلسل يتناول وهم العيش حيث تمضي الأيام والإنسان يظن نفسه حيّاً على أكمل وجه، ومشاعره مستيقظة، لكنه في لحظة ما، يكتشف أن ما مضى لم يكن إلا شيئاً يشبه العيش، وتلك المشاعر مشاعر تشبه الحب، هكذا هي حياتنا»..

16:00 من السبت إلى الأربعاء على قناة «أبو ظبي»

رائد وحش

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...