أنسي الحاج

27-07-2013

أنسي الحاج: «عبارة تخلع نيع القارئ»

■ الوجوه رموز
الرموز خالدة، يقول المحلّل النفسي كارل غوستاف يونغ، صديق فرويد ثم المفترق عنه.
...والوجوه أيضاً خالدة.
الوجوه هي الرموز.
لا وجه إلّا هو رمز.
وما نحبّه في الآخر هو ما يعنيه لنا هذا الرمز.
قد نقع على رأسنا عندما يضلّلنا الرمز _ الوجه فنتّجه صوب أهداف خاطئة في الشخص، لكنّ هذا لا يعني أنّ صاحب الوجه «مستحيل» أن يصادف رمزه، فيلتقي السراب بالماء والمتوهَّم بجسده والظلّ بالضوء.


■ ■ ■

20-07-2013

أنسي الحاج: الإسـلام والشعـور بالذنـب

يتوقّف المرء حائراً أمام مشهد ملحمي يسقط فيه يوميّاً مئات القتلى بين سوريا والعراق منذ سنين وعندما يلتقي أحداً من البلدين لا يلمس في ردود فعله شيئاً ممّا كان يتخيّل. وإذا أتيح لأحدنا أن يلتقي مسؤولاً، عسكريّاً أو سياسيّاً، يحادثه عن مجازر البلدين لا يلمس لديه إحساساً بالذنب أو بالفظاعة، بل يُفاجأ بصلابة أعصابه وجمود قلبه وكأنّه ولد في العنف وعاش في العنف ومِنْ حكْم الأقدار أن يموت بالعنف.
29-06-2013

أنسي الحاج: مع فاتن حمامة

ليس في وجه الممثّلة المصريّة غموضُ ابتسامةِ الإيطاليّة، لكنّ فيه إشراق الطفولةِ الخالدة الغموض في شفافيّة براءتها. تظنّ أنْ ليس في وجهها غير العذوبة والأنوثة، لكنّك لا تلبث أن تكتشف السخرية، سخرية لطيفة أخويّة، وسخريةٌ متمرّدة كهبّةِ نسمةِ حرير، وسخريةٌ إذا غضبت فكشجرةِ وردٍ تُزايدُ على الريح التي تراقصها.
25-05-2013

أنسي الحاج: أصـداف على الشاطـئ

■ «الكتاب»
أتصفّحُ ديوان «الكتاب» لأدونيس. الجزء الأوّل. (صدر الجزء الثاني بترجمته الفرنسيّة قبل أسبوع). كتابٌ مهيب. لا أجرؤ بعد قراءته أن أعتبر نفسي كاتباً عربيّاً. كتاب كهذا يفضح أمّيتي. كيف يكون كاتب عربيّاً ويجهل ما تنضح به عروق أدونيس عن الإسلام؟ ما يكابده؟ ما اقتطع شطراً عظيماً من حياته في استنطاقه ومجادلته والتصارع وإيّاه؟ تكاد كلّ ملاحظة فيه أن تكون معجماً مصغّراً. عن الإسلام؟ بل عن الجاهليّة وكلّ العرب. والأخطر في أوضاعنا المتفجّرة أنّ هذه التفاصيل باتت جزءاً من الحديث المتداول لأجيال اليوم، وبمعانيها التي على رؤوسها القتال.

04-05-2013

أنسي الحاج: عفوَ الكلمـــــات

لماذا يتمكّن الموسيقيّون من التعبير بالموسيقى ولا يستطيع الكتّاب؟ لماذا يقدر الملاكمون والمصارعون أن يعبّروا بالضرب ولا يستطيع الكتّاب؟
ولنبقَ في الموسيقى، حتّى لا ننساق إلى الإفصاح عمّا سنندم عليه لحظةَ الإفاقة من ساعة الحقيقة.

27-04-2013

أنسي الحاج: استفهام بعد فوات الأوان

لنفترض أنّ المرأة والرجل لم يُخْلَقا بعضهما لبعض. ولا عبرة في الانسجامات «الاجتماعيّة» أو الرضائيّة ولا في الانجذابات الخاطفة: الأولى اتفاقات تتعلّق بالتقاليد والمظاهر ولا تتّصل بالجنس والشغف، والثانية هي جوهر الموضوع، فكونها انجذابات خاطفة هو ما يطرح السؤال حول غلطة (أم لا غلطة) البناء على كون هذين الكائنين وُجدا ليتساكنا ويتحابّا ويحفرا الزمن بمسيرتهما المشتركة، أم أن ارتباطهما عقاب لهما.

20-04-2013

أنسي الحاج: نهايــــــات

هذه نهايات عصور. فلنتفاءل بها كممرّات إلى بدايات. بعض النهايات كان يجب أن تحصل أيّاً تكن عواقبها. هناك أزمان يشكّل مجرد استمرارها اعتداء على الحياة وتورّماً في التاريخ.
13-04-2013

أنسي الحاج: أنا وأنت ناقصـــــان

■ أنا وأنت ناقصان

انظرْ إلى صور القتلى، مَن يَقْدر أن يَقتل هكذا؟
الجميع،
... إلّا أنا وأنت... لأنّنا ناقصان.
يجب أن ننتظر بشراً آخرين يتوقّفون عن فعل هذا،
بشراً ناقصين مثلي ومثلك،
ناقصي الصلابة، ناقصي العضلات، ناقصي البطولة، رخوين جبناء مثلي ومثلك.


■ ■ ■

30-03-2013

أنسي الحاج: غربـة ميشـال عفلـق

خلال مطالعة السيرة الذاتيّة «علامات الدرب» للصحافي العريق سليمان الفرزلي (صدرت في لندن عن «اللبنانيّون المتّحدون للصحافة والنشر»)، استوقفتني محطّات يرفع فيها الكاتب الستار عن أسرار تاريخيّة خطيرة.
23-03-2013

أنسي الحاج: «كلّهم حريريّـــــون»

واحد من أمرين: إمّا أن يكون وراء تصعيد التجهّم الديني الإسلامي أصابع دُوليّة وإمّا أنّه ناتجٌ طبيعيّ من النسيج الاجتماعي والثقافي الإسلامي.