الاتحاد الأفريقي يقرّ خطة التدخل في مالي
تصاعدت وتيرة الحراك السياسي المرافق للعمل العسكري المرتقب ضد الإسلاميين في شمال مالي، إذ أقر الاتحاد الإفريقي إرسال قوة عسكرية دولية إلى هذه المنطقة، وفق المخطط الذي تبنّاه الأحد الماضي قادة دول غرب إفريقيا، فيما ناقش عشرة وزراء من خمس دول أوروبية هذه المسألة في اجتماع عقد مساء أمس في باريس، في وقت أعلنت الجزائر أنها ستغلق حدودها في حال إطلاق أي عملية عسكرية في تلك الدولة الإفريقية التي تتقاسم معها حدوداً بمئات الكيلومترات، وهو ما فسّرته دول غرب أفريقيا بأنه دعم جزائري للتدخل.
وقال مفوض السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي رمضان العمامرة، في أديس أبابا، إن «مجلس السلم والأمن في الاتحاد الإفريقي قرر الموافقة على التصور المنسّق للعمليات من اجل نشر مخطط له، لقوة بقيادة إفريقيا دعماً لمالي»، في إشارة إلى المخطط الذي أقره قادة غرب إفريقيا، خلال اجتماعهم في أبوجا يوم الأحد الماضي، والقاضي بإرسال 3300 جندي إلى شمال مالي.
وأضاف العمامرة إن الاتحاد الإفريقي يُوصي مجلس الأمن الدولي «بالترخيص لهذا المخطط لنشر القوة لمدة عام».
وتتعيّن إحالة هذا المخطط الى الأمم المتحدة في نهاية تشرين الثاني الحالي عبر الاتحاد الإفريقي، وذلك بهدف منح الضوء الأخضر للعمليات من قبل مجلس الأمن الدولي.
ولم يقدم العمامرة تفاصيل بشأن المهمة، لكنه أوضح أن الأمر يتعلق بـ«باستعادة المناطق المحتلة في شمال مالي وتفكيك شبكات الإرهابيين والمجرمين فيها، وإعادة سلطة الدولة الفعلية على كامل التراب الوطني».
وهيمنت مسألة المشاركة الأوروبية في تدخل عسكري في مالي على لقاء عقد أمس في باريس بين عشرة وزراء من خمس دول أوروبية هي فرنسا وألمانيا وبولندا وايطاليا واسبانيا، ترى في مثل هذه العملية فرصة لتحريك مشروع «أوروبا الدفاع».
وفي هذا الإطار، قال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إن فرنسا لن تتدخل «في أي حال من الأحوال» بنفسها في مالي، مذكراً بأن باريس التزمت بأن «تدعم لوجستياً» البلدان الإفريقية لإنهاء احتلال «المجموعات الإرهابية» شمال مالي.
في هذا الوقت، قال رئيس لجنة المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا «إيكواس» كادري ديزيريه ويدراوغو إن «السلطات الجزائرية اكدت انها ستغلق حدودها»، في حال إطلاق عملية عسكرية في شمال مالي، موضحاً ان الجزائر شاركت في الاجتماعات التحضيرية كافة لتدخل افريقي في مالي تنظمه مجموعة «ايكواس».
واضاف إن «الجزائر كانت على الدوام الى جانبنا. اعتقد أنها تشاطرنا وجهات نظرنا وآراءنا» حول أزمة مالي.
وللجزائر حدود مشتركة تمتد بطول 1400 كيلومتر مع مالي التي تحتل شمالها منذ نيسان الماضي مجموعات اسلامية مسلحة بينها تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي».
وفي السياق، أجرى ممثل الامم المتحدة في افريقيا الغربية سعيد جينيت محادثات في واغادوغو مع ممثلين عن جماعة «انصار الدين الاسلامية»، احدى المجموعات الاسلامية المسلحة التي تسيطر على شمال مالي.
وهذا اول لقاء رسمي بين مسؤول اممي وجماعة «انصار الدين» التي تطبق الشريعة الاسلامية في شكل متشدد في شمال مالي مع تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي»، و«حركة التوحيد والجهاد» في غرب افريقيا.
المصدر: وكالات
إضافة تعليق جديد