الصابئة العراقيون احتفلوا برأس سنتهم

25-07-2010

الصابئة العراقيون احتفلوا برأس سنتهم

يشعر الشيخ علاء عزيز (40 عاما) بالحزن وهو يرى قلة فقط من ابناء ملته جاؤوا بلباسهم الابيض للغطس ثلاث مرات في مياه نهر دجلة في بغداد لتطهير انفسهم في مناسبة رأس السنة للصابئة المندائيين. "انها مأساة حقيقية ان نرى طائفتنا تنحسر"، على قوله، وهو المطلع على واقع الحال والمعاناة لكونه نائب رئيس هذه الطائفة الممثلة بصفتها اقلية بنائب واحد في البرلمان العراقي. ويتذكر: "من قبل، كان حشد يتدافع من الفجر الى الغروب في هذا المكان، لكن اليوم وبعيد الظهر، لم يعد هناك احد. وهذا محزن فعلا. العدد من الصابئة العراقيين عند نهر الدجلة في العراقجميع يهاجرون".
وحتى رئيس الطائفة الشيخ ستار جبار الحلو ليس في بغداد لرأس السنة الذي يحيي خلاله المنتمون اليها خلق العالم في ثلاثة ايام. وهو موجود في اوستراليا، حيث يعيش مع اسرته وتقيم اكبر جالية للصابئة في العالم.
الصابئة المعروفون ايضا باسم "المندائيين"، يتكلمون تقليديا شكلا من اشكال الآرامية، ويعتبرون ان آدم نبيّهم، ويقدسون يوحنا المعمدان، وتعود جذورهم الى ما قبل المسيحية، بينما يعتقد بحاثة انهم مذهب منشق عن اليهودية وصل الى بلاد الرافدين في القرن الثاني قبل الميلاد. وفي بداية الثمانينات، كان عددهم اكثر من 100 الف في العراق. لكن الطائفة انحسرت بعد الحربين اللتين شنهما الرئيس الراحل صدام حسين على ايران والكويت. وقبل اسقاط نظام صدام حسين العام 2003، لم يكن بقي من الصابئة اكثر من 35 الفا موزعين في ست مدن كبيرة هي بغداد واربيل (شمال) والديوانية والكوت (وسط) والعمارة والبصرة (جنوب).
من جهته، قال عدي سلام (28 عاما) الضابط في الجيش العراقي الذي جاء للغطس ثلاث مرات في النهر "ليطهر جسمه وروحه وعقله" ان "عددا كبيرا من اعضاء طائفتنا قتلوا او سرقوا او تلقوا تهديدات. نشعر بالخوف وعددنا يتراجع". وتدارك: "انهم الشباب خصوصا الذين يرحلون".
في حي الجادرية، حيث كان يعيش وزراء صدام حسين، يقع معبد الصابئة بسقفه الذي يرتفع عليه صليب مغطى بقماش ابيض رمزا للنقاء. وقال سيف رفعت (20 عاما) الناطق باسم الطائفة: "منذ عام 2003، مات 800 من ابناء ملتنا، لان لا احد يحمينا. قتلتهم "القاعدة" وميليشيات اخرى او عصابات".
كثر من الصابئة يعملون صاغة، وقد استهدفتهم هجمات. ففي نيسان 2009، اسفرت عملية سطو على محلين للصاغة في العاصمة يملكهما صابئة عن سقوط 7 قتلى، بينهم ثلاثة من ابناء هذه الطائفة. وقال الشيخ عزيز بلباسه الابيض، وهو يحمل عصا طويلة: "نحن جزء من العراق والعراق جزء منا. لدينا التاريخ نفسه والماضي نفسه والمستقبل نفسه، ونريد ان يستعيد هذا البلد الامن والاستقرار ليتمكن ابناء طائفتنا من العيش هنا من جديد مثل اسرة كبيرة".
ما زالت اصول هذه الديانة غامضة. لكن وجهاءها افادوا انها نشأت في بلاد الرافدين، ثم انتقلت المجموعة الى القدس بسرعة، قبل ان تعود الى بلدها. ولا يمارس الصابئة اي نشاطات تبشيرية، والى جانب وجودهم في العراق، ينتشرون في اوستراليا وايران واسوج وهولندا والمانيا.

المصدر: وص ف

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...