المخرج محمد الشيخ نجيب: انتبهوا هناك ممرات ضيقة
بينما كان المخرج محمد الشيخ نجيب يقوم منذ عامين بالتحضيرات لمسلسله «ممرات ضيقة» الذي يعرض حالياً على قناة «أبو ظبي» التقيناه ولم يخف حينها اعتقاده بأن العمل «سيكون موضع خلاف بين مرحب بالفكرة وبين معارض لتناولها درامياً»، وأن البعض قد يعتبر ان العمل « قاس في رمضان»، إلا أن ذلك برأيه «ليس معناه ألا يعرض خلال الشهر الكريم»، مفضلاً مشاهدة العمل بداية وعدم الحكم عليه حتى نهاية عرضه. يومها أكد أنه حاول تجنب هذه القسوة بـ«تلطيف ما يمكن تلطيفه، حتى يتقبل المشاهد ما سنقدمه على الدراما».
ما حصل أن العمل حصل من لجان تقييم الأعمال في التلفزيون السوري (الجهة الرسمية الموكلة بالحكم على مستوى الأعمال والسماح بتصديرها) على تقدير ممتاز إلى جانب مسلسل «رسائل الحب والحرب» للمخرج باسل الخطيب، وكان من الممكن أن يشكل ذلك التقدير جواز سفر لعرضه في وقت الذروة، إلا أن الرقابة انتهت بتقديرها إلى قرار عدم عرضه. البعض أرجع السبب إلى «قسوة» مضمونه، بينما قال المخرج الشيخ نجيب لـ«السفير» الذي التقته بمناسبة إعادة عرض العمل: «قيل لي إن التلفزيون السوري الذي يمتلك حق العرض الحصري مع الجهة المنتجة «أل بي سي» لا يريد عرض عملين ممتازين في رمضان، فاختاروا مسلسل المخرج الخطيب». يدافع المخرج الشيخ نجيب عن مسلسله بالقول: « يرونه مخيفاً وقاسياً وأراه تربوياً، يحذر الناس. فأنا لا أتقصد إخافة الناس، بل أريد أن أنبههم، لا تعتقدوا أن كل الطرق مفتوحة، فمن بينها ما يمكن أن تودي بنا إلى الهلاك، وهذا الذي على ما يبدو لم يراعه المعارضون للمسلسل».
يرصد «ممرات ضيقة» الذي كتبه فؤاد حميرة حكايات «مجموعة من نزيلات سجن النساء، لا للوقوف على عوالمهم الخاصة وعرض حالتهن وحسب، بل لرصد كيفية تعامل المجتمع معهن».
ولا يخفي المخرج الشيخ نجيب أن سعادته بعرض العمل الآن أقل مما لو عرض جماهيرياًَ في شهر رمضان المنصرم، معتبراً أن العرض الآن «كمن جاؤوا له ببذلة عرسه ليلبسها بعد عامين من زواجه»، لافتاً إلى أنه لو قدر له أن يقدم «ممرات ضيقة» الآن «لنفذته بصيغة إخراجية مختلفة، فمفرداتي كمخرج ورؤيتي تطورت عما كانت عليه منذ عامين».
هذا ويكشف المخرج الشيخ نجيب عن «مشروع تجاري» ربما كان السبب في تأخير عرض العمل أيضاً إلى جانب قرار الرقابة في التلفزيون السوري، ملمحاً إلى أن ما ورد إليه من كواليس الشركة المنتجة للعمل «بانة» أن «خلافاً حصل بين المخرج نجدت أنزور وقناة «أل بي سي» على الشخصية الرئيسية في مسلسل «سقف العالم»، وأن «أل بي سي» استجابت لطلب أنزور ولكنها أرادت أن تخفض بالمبلغ المرصود لإنتاج العمل، فجاء أنزور بجهة منتجة ليبية لتدخل مع «أل بي سي» في إنتاج العمل، ومقابل ذلك أعطى «إل بي سي» مسلسل ممرات ضيقة بمبلغ مقطوع ووضع في شارة العمل إنه من إنتاجهم(!)» دائماً بحسب الشيخ نجيب.
ويلفت في هذا السياق إلى أن «كثير من الفنانين يدخلون العمل الفني على أنه مفروش لهم بالورد والحرير، ليكـــتشفوا في النهاية أن الحرير سحب من تحتهم.. وهـــكذا يصير همهم الوحيد الدفاع عن أسمهم فقط».
وفي حين يبدو كلام الشيخ نجيب هجوماً على شركة «بانة» زميله المخرج نجدت أنزور يشدد على أن الكلام هو «روي وقائع ما حدث معي، وهما يستطيعان أن يقولان ما يريدان عما حصل أيضاً.. وهذا حقهما، ولكني لا أخذ موقفاً عدائياً منهما بكلامي هذا». ويكمل: «في مسلسلي الأخير «قمر بني هاشم» نظرت الشركة المنتجة «بانة» والمخرج نجدت أنزور (المنتجان المنفذان للعمل) كانا ينظران إلى مسلسل على أنه «مشروع لا يريدان منه سوى نسبتهما من الربح ولا يهم كيف يخرج فنياً، ظناً منهما أن العمل لن يعرض سوى على قناة «ساهور»، ولكنه عرض على 18 محطة، العمل خرج بهذا الشكل لا بسبب الإنتاج بل كان هناك جهد شخصي للدفاع عن محمد الشيخ نجيب. إذ كان هناك تقصيراً في الإمكانيات الإنتاجية حتى «وصلت إلى مرحلة طلبت المزيد من الكومبارس، فقالوا لي هذا الحاضر دبر حالك».
ورداً عن سؤال في ما إذا كان سيعاود العمل مع شركة بانة والمخرج نجدت أنزور مجدداً، أكد المخرج الشيخ نجيب: «إذا عرض علي عمل من قبلهما في ظروف إنتاجية جيدة فلماذا لا..»،
علماً بأن محمد الشيخ نجيب يعكف اليوم على تصوير مسلسله الجديد «نفوس ضعيفة» للكاتب مروان قاووق وإنتاج شركة «كولدين لاين» وهو من بطولة نخبة من ممثلين الدراما السورية منهم كاريس بشار، عبد المنعم عمايري، أسعـــد فضة، منى واصـــف، قيس الشيخ نجيب، عبد الهادي الصباغ.. وآخرون.
ماهر منصور
المصدر: السفير
إضافة تعليق جديد