هل ستغير أنقرا موقفها من دمشق

28-12-2011

هل ستغير أنقرا موقفها من دمشق

Image
Syria1212_1

الجمل: نشر الموقع الالكتروني الخاص بمعهد الفكر الاستراتيجي التركي ورقة بحثية من إعداد الخبير سيناك شاكماك، حملت عنوان (ما الذي سوف يحدث لاحقاً في سوريا)، وفي هذا الخصوص نشير إلى أن مضمون الورقة يطرح وجهة نظر جديدة تشكل بدايات لاحتمالات حدوث تحول في الموقف التركي الرسمي إزاء سوريا، فما هي معطيات الورقة، وما هو الجديد في مضمونها؟

* ورقة الخبير التركي سيناك شاكماك: المعطيات والنقاط الأساسية
سعت ورقة سيناك شاكمال لجهة التوصل إلى إجابة واضحة حول ضرورة ما الذي يجب على أنقرا القيام به من مواقف إزاء سوريا، من خلال الاستناد على المعطيات الآتية:
•    أصبح الوضع السوري أكثر تعقيداً، ليس بفعل التطورات الداخلية، وإنما بفعل تزايد تدخل الأطراف الخارجية في الشأن السيادي السوري.
•    البلدان الأوروبية الغربية وأمريكا وحلفاءها الخليجيين والسعودية يريدون تغيير النظام في دمشق، ولكن وبرغم الضغوط المكثفة والاستهداف الداخلي والخارجي طوال فترة العشرة أشهر الماضية، لم تحدث أي مؤشرات تفيد لجهة أن سيناريو تغيير النظام يمكن تنفيذه.
•    بعد مرور عشرة أشهر  وبرغم التدخل الخارجي والضغط، اتضح بجلاء أن دمشق ما تزال أكثر تماسكاً، وبأنها قادرة على البقاء والاستمرار لفترة طويلة جداً.
وتأسيساً على هذه النقاط علق الخبير سيناك شاكماك قائلاً بأنه من الصعب تقديم إجابة حصرية واضحة لاتجاه تطورات وقائع الحدث الاحتجاجي السياسي الجاري حالياً في "بعض" مناطق سوريا.

* الأطراف الثالثة المتورطة في الحدث السوري: إشكالية الإدراك وإشكالية النوايا
تحدث الخبير سيناك في ورقته بشكل تفصيلي منهجي عن دور وتوجهات الأطراف الثالثة المتورطة لجهة التدخل في الحدث الاحتجاجي السياسي السوري، ويمكن الإشارة إلى ذلك على النحو الآتي:
•    تبلغ عضوية الاتحاد الأوروبي 28 دولة، منها فرنسا وبريطانيا لها موقف واضح معادٍ لدمشق، أما بقية دول الاتحاد الأوروبي فليس لها أي موقف واضح إزاء دمشق، وبالتالي لا يوجد إجماع داخل الاتحاد الأوروبي لجهة المطالبة بإنفاذ سيناريو إسقاط النظام.
•    جامعة الدول العربية، طالبت بإجراء الإصلاحات وبالتحقيق ونشر المراقبين، ولكن هذه الجامعة لم تصل حتى الآن إلى مرحلة المطالبة جهراً بسيناريو تغيير النظام.
•    روسيا والصين حددتا موقفاً قاطعاً لجهة منع تدويل ملف الحدث الاحتجاجي السوري على غرار سيناريو تدويل الحدث الاحتجاجي الليبي.
هذا، وأضاف الخبير سيناك  في هذه النقطة قائلاً بأن روسيا والصين وإن كانتا قد وافقتا على سيناريو تدويل الحدث الاحتجاجي الليبي، فإنهما رفضتا تدويل الحدث الاحتجاجي السوري وذلك على أساس  اعتبارات منظور استراتيجي روسي ـ صيني مفاده، أن حدود الهيمنة الأمريكية يمكن أن يتم التعايش معها ضمن ليبيا، ولكن أن تمتد هذه الهيمنة لتشمل سوريا فهذا أمر مرفوض قطعياً. وبالتالي يتوجب على واشنطن وحلفاءها أن يدركوا بوضوح أن هذه الهيمنة يجب رسم حدودها بما لا يشمل سوريا.
خلص الخبير سيناك قائلاً بأن ما هو جدير بالملاحظة يتمثل في تميز المعارضة السورية بالآتي:
•    عدم وجود معارضة حقيقية تتميز بالقوة والفاعلية السياسية.
•    تباين توجهات وطموحات الأطراف المعارضة.
•    انقسام المعارضة ضمن جماعات وتنظيمات صغيرة متنافرة.
هذا، وأضاف سيناك شاكماك قائلاً بأنه يتوجب على تركيا أن تفهم جيداً أن المعارضة السورية بشكلها المفكك الحالي لا تصلح لأن تكون شريكاً يمكن لأنقرا الاعتماد عليه، أما بالنسبة لمستقبل سيناريو التدخل الخارجي، فقد أشار سيناك قائلاً، بأن المحاولة الأخيرة الساعية لتدويل الحدث السوري، سوف تركز على محاولة تجميع أكبر قدر ممكن من الأطراف الدولية والإقليمية المعادية لدمشق، وبكلمات أخرى، سوف تركز محاولة التدويل القادمة على تقرير مجلس حقوق الإنسان، وتقرير منظمة العفو الدولية، إضافة إلى التقارير الأخرى، ثم التقدم بها دفعة واحدة إلى مجلس الأمن الدولي من أجل الحصول على قرار دولي بنقل الملف إلى المحكمة الجنائية الدولية على أمل إفساح المجال أمام آلية استهدافية جديدة ضد دمشق، بما يتيح لاحقاً توفير الذرائع اللازمة لجهة التدخل الدولي في سوريا. وفي معرض التعليق على ذلك تحدث الخبير قائلاً بأن سيناريو التدخل الدولي سوف يظل بمثابة مجرد احتمال ضئيل الفرصة طالما أن روسيا والصين لن تستسلما لواشنطن وفرنسا وبريطانيا، وطالما أن دمشق ما تزال قوية متماسكة، وهو الأهم.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...