نصر الله: الكلام عن الأسرى وغزة وفلسطين مؤجل الى مناسبة قريبة

14-08-2006

نصر الله: الكلام عن الأسرى وغزة وفلسطين مؤجل الى مناسبة قريبة

الجمل : في كلمة له بثها تلفزيون المنار مساء أمس الأثنين ، قال السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله ، أننا اليوم أمام نصر استراتيجي، وطمأن المهجرين بأنه سيتم تأمين سكن لهم مباشرة، ودعا اللبنانيين للحفاظ على الوحدة الوطنية، كما رفض الدخول في السجال الدائر حول نزع سلاح حزب الله ، مؤكداً عدم تخلي المقاومة عن سلاحها.كما نوه في بداية حديثه الى تأجيل الكلام عن الأسرى و غزة وفلسطين إلى مناسبة قريبة ، تكون في خطاب مباشر ، ما يفهم منه أن المقاومة رفعت شروط مطالبها من إسرائيل ، ولم تعد تنحصر في تحرير الأسرى اللبنانيين والذين لأجلهم قام حزب الله بعمليته النوعية في  12 تموز والتي اسفرت عن أسر جنديين إسرائيليين وقتل ثمانية الأمر الذي اتخذته إسرائيل ذريعة لشن عدوان واسع على لبنان.

 

كلمة السيد نصر الله

في هذا اليوم العظيم والذي يعود فيه اهلنا الى ديارهم وبيوتهم اتوجه اليكم بهذه الرسالة ‏وسأركز على بعض العناوين.‏
اولا ما نحن اليوم فيه لا أريد ان ادخل في تقييمه ولكن اقول نحن امام نصر استراتيجي ‏للبنان كل لبنان للأمة كل الأمة.‏
لأن الحديث في هذا السياق هو الحديث عن المقاومين والأوفياء الذين وقفوا معنا طيلة الحرب.‏
لا استطيع ان اعبر عما يجيش فيّ من مشاعر انما المكان المناسب مع الناس والخطاب المباشر معهم ‏وسأترك الكلام الى مناسبة قريبة لأتحدث عن الاسرى وعن غزة ومعاناة اهلها عن فلسطين والمظلومية والمفصل التاريخي.‏
الموضوع الذي انوي التحدث عنه هو النازحون، ويجب ان اتوجه بالتحية الى الذين صمدوا في ‏ارض المواجهة لأن حجم الدمار الذي الحقه العدو الاسرائيلي بالابنية والعائلات لا سابق له في أي حرب إسرائيلية على لبنان ، قام بتدمير آلالف المنازل  في لبنان مع التركيز على الضاحية الجنوبية والجنوب ‏ليعبر لنا عن حقده ووحشيته، والهدف هو ايلام الناس ومعاقبتهم على إيمانهم وشرفهم وشموخهم.‏ أخص بالشكر كل الطوائف والهيئات الإنسانية والدولة وكل من ساعد وساهم في احتضان أهلنا المهجرين
يجب ان نوجه التحية الى الذين صمدوا من النازحين وعادوا اليوم الى كل من ساهم في احتضان ‏اهلنا خلال فترة الحرب الصعبة.‏
في مسألة ما لحق به الضرر من بيوت وما سواها من امور ترتبط في البنى التحتية اؤجل الحديث ‏عنها الى مرحلة لاحقة.‏.
بالنسبة الى البيوت التي لحق بها الضرر وما زالت صالحة للسكن فإن الاخوة في البلدات هم سيجولون على ‏اصحاب المنازل لتقديم العون السريع من اجل السكن فيها. اريد ان اطمئن العائلات التي ‏تهدمت بيوتها وسنعمل سويا من الغد على خطين:‏
اولا تأمين مبلغ معقول لكل عائلة تستطيع ان تستأجر مدة سنة وتأمين الاساس لها ابتداء من ‏الغد، لان الترميم واعادة البناء يأخذان وقتاً، لان الوحدات السكنية التي هدمت هي بحدود ‏‏15 الف وحدة سكنية.‏
ثانيا البدء برفع الانقاض واعمال البناء عسى ان نتمكن في شهور قليلة من اعادة البناء ‏وبالتعاون نستطيع ان ننتصر، وادعو جميع المهندسين وتجار البناء وتجار الاثاث المنزلي ان لا ‏يزيدوا الاسعار لجهة الطلب عليها وذلك بسبب ظروف الناس، كما ادعو كل الشباب اللبناني ‏الى التطوع من اجل المساعدة.‏
واوجه النداء الى شباب حزب الله ومؤسساته والى الجميع ان ينزلوا الى معركة البناء وان ‏نكون حاضرين الى جانب المتضررين.‏
الموضوع الاخير يرتبط بمسألة الجدل الذي بدأ حول سلاح المقاومة، وانا اريد ان اقارب.‏
اثناء القتال عندما كان المقاومون يسطرون بطولات كان هناك نقاش في الغرف المغلقة حول ‏وضع الجنوب ومسألة انتشار الجيش والقوات الدولية، وما هو موقع المقاومة وكانت النقاشات ‏مسؤولة وحريصة. وكانت تدار النقاشات من قبل الرئيس بري.‏
كانت النقاشات قائمة حتى آخر جلسة للحكومة وفوجئنا ان بعض الوزراء في الحكومة قام ‏بتسريب الاختلاف في هذا الامر وبدأ النقاش يتسع، وتحول الى نقاش علني وهذا ليس مناسبا على ‏الاطلاق. نحن فضلنا ان لا ندخل في هذا السجال لانه لا يخدم المصلحة الوطنية بل يخدم العدو ‏الاسرائيلي الذي لديه خلافات حادة.‏
وبكل حرص اريد ان الفت هؤلاء السياسيين الذين نقلوا هذا السجال الى العلن، واقول هنا ‏خطأ في التوقيت على المستوى الاخلاقي ففي هذه اللحظات التي تدمر فيها اسرائيل المنازل ‏ويقف المقاومون في وجهها ويسطرون الملاحم والبطولات، وفي الوقت الذي يسقط شهداء مدنيون تحت ‏القصف الاسرائيلي يأتي بعض الاشخاص وينظرون بسلاح المقاومة فهذا امر غير اخلاقي، فهل ‏يتصورون هذه الشريحة الكبيرة من الشعب اللبناني بلا مشاعر ولا عواطف.‏
هل هؤلاء الناس مجرد احجار او عبيد، هذا خطأ كبير، ونحن بذلنا ما في وسعنا حتى لا يكون ‏هناك ردات فعل لان التضامن في البلد نحن احوج ما نحرص عليه ويمكننا ان نتحمل بعض الاذى مع ‏انني ادعو هؤلاء الى الكف وبكل حرص عن هذا الاذى.‏
نحن اليوم خرجنا من المعركة مرفوعي الراس وعدونا هو المهزوم.‏
في المضمون المستغرب ان العدو والمجتمع الدولي لا يسارعان للمطالبة بنزع سلاح المقاومة، فكيف ‏بهؤلاء في الداخل الذين يلجأون الى الاستفزاز، ونحن نعرف من أهم اهداف هذه الحرب هو انهاء ‏هذا السلاح واسرائيل عجزت عن ذلك، لهذا فهذا الامر لا يعالج لا بالاستفزاز ولا التهويل، ‏فالمطروح للنقاش هو الوضع جنوب نهر الليطاني بينما انتم تذهبون ابعد مما تطلبه اميركا ‏واسرائيل.‏
والى الذين يطلبون تسليم سلاح حزب الله للدولة، أسألهم هل جاؤوا ومعهم الاسرى، هل جاؤوا ‏ومعهم مزارع شبعا؟
اليوم نحن نستطيع ان ندعي باعتزاز ان اي قرار يمكن ان تتخذه اسرائيل للحرب على لبنان ‏سوف تحسب له الف حساب لأنه مكلف جداً.‏
نحن نؤيد الجيش ولكن في قدراته الحالية هل يستطيع ان يخوض الحــرب التي فرضت على لبنان، ‏والقوات الدولية اذا ارادت اسرائيل الدخــول فهل ستقف في وجهها. نحن جاهزون للحوار ‏حول مسألة السلاح وكنا على طاولة الحوار نبحثه.‏
بالنسبة الى بسط سلطة الدولة نحن مع بسط سلطة الدولة، ولكن اي دولة؟ الدولة القوية ‏القادرة العادلة التي تستطيع ان تحمي الناس. هل هذه الدولة هي كذلك؟!.‏
البعض يأتي ويقول ان سحب سلاح المقاومة شرط اساسي لبناء الدولة القوية القادرة ‏العادلة، وانا اقول العكس.‏
البداية تبدأ من بناء دولة قوية. اريد ان نعيد الوضع الى مكانه الطبيعي والسجال يفقد ‏لبنان قوته.‏
فاذا حافظنا على الوحدة والمقاومة نستطيع ان نبني الدولة القادرة بجيشها ومؤسساتها وغير ‏ذلك لا يساعد في بناء الدولة القوية التي تحمي الجميع وتطمئن الجميع.‏
لذلك فلنعد هذا النقاش الى دائرته الطبيعية ومن خلال احساسنا بالمسؤولية انا واثق اننا ‏نستطيع الوصول الى المعالجة الصحيحة.‏
وفي الختام الى النازحين العائدين بكم تعمر الديار وتقوم الكرامة ويصنع التاريخ.‏

الجمل

 

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...