موسكو تدعو المعارضة السورية إلى الموافقة على خطة أنان

29-03-2012

موسكو تدعو المعارضة السورية إلى الموافقة على خطة أنان

حثّت موسكو المعارضة السورية أمس، على الموافقة «بوضوح» على خطة المبعوث الدولي والعربي كوفي أنان، فيما سارعت واشنطن إلى اتهام الرئيس بشار الاسد بعدم تطبيق الخطة بعد يوم واحد من موافقة دمشق عليها. أما فرنسا، فاعتبرت أن «مؤتمر اصدقاء سورية» الذي سيعقد في اسطنبول «سيحكم» على التزام الأسد بالخطة. أنان من جهته نفى ما أعلنه وزير الخارجية الايراني علي أكبر صالحي عن نيته زيارة طهران قريباً.
وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إنه «من المهم للغاية... أن تحذو جماعات المعارضة السورية حذو دمشق وتعلن بوضوح موافقتها على مقترحات الحل السلمي التي قدّمها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية الخاص». وأضافت الوزارة «من الواضح أيضاً أن أموراً كثيرة تتوقف الآن على أطراف خارجية لا سيما أولئك القادرين على التأثير على المعارضة بشكل إيجابي».
من جانبه، قال المتحدث باسم الخارجية الصينية هونغ لي ردا على اسئلة حول خطة انان «نأمل في ان تحترم الحكومة السورية والاطراف المعنية في سورية التزاماتهما». واضاف «نحن مسرورون لموافقة الحكومة السورية على خطة المبعوث الخاص انان الواقعة في ست نقاط ونعتقد انها ستؤدي الى نتائج بالنسبة للتسوية السياسية للازمة السورية». من جهة اخرى، قالت الصين الى انها لن تحضر مؤتمر «اصدقاء سورية» في اسطنبول في الاول من نيسان المقبل. وذكرت وزارة الخارجية «في الظروف الحالية لا تنوي الصين المشاركة» في هذا المؤتمر.
في المقابل، اتهمت الولايات المتحدة الاسد بعدم الوفاء بوعوده لجهة تطبيق خطة مبعوث الامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان لحل الازمة السورية. وانتقدت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الرئيس السوري وقالت للصحافيين ان «الاسد لم يتخذ الخطوات اللازمة لتطبيق» خطة السلام التي قدمها انان.

واضافت نولاند «سنحكم على (بشار الاسد) على اساس اعماله لا على اساس وعوده»، داعية الى «مواصلة الضغط» عليه. ورأت ايضا ان «استمرار التوقيفات واعمال العنف لا يشكل اشارة جيدة».
من جهته، دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الرئيس السوري الى التطبيق «الفوري» لخطة كوفي انان. وقال خلال مؤتمر صحافي في الكويت «اناشد الرئيس الاسد تنفيذ تعهداته فوراً ليس هناك وقت لنضيعه».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو خلال مؤتمر صحافي «هناك قبول محتمل لبشار الاسد لخطة كوفي انان». واضاف ان «اجتماع اسطنبول سيكون مناسبة للاسرة الدولية للتحقق ما اذا كان نظام دمشق يطبق هذه الخطة ام لا ويحترم تعهداته ام لا ويوقف المجازر التي يرتكبها يوميا منذ اكثر من عام ام لا».
وأضاف فاليرو معلقا على الموافقة التي اعطاها النظام السوري لكوفي انان «بعد اشهر من الوعود التي لم تحترم، ستحكم فرنسا والاسرة الدولية على افعال (الاسد)». واضاف ان القمع في سورية «اوقع في الايام الماضية عشرات القتلى ونحصي اليوم عشرات آلاف الجرحى والسجناء واللاجئين والنازحين». واوضح فاليرو «نطالب التطبيق التام لخطة السلام التي اقترحها انان بدءاً بالوقف الفوري للقمع».
من جهة اخرى، اشاد فاليرو «بجهود المعارضين السوريين المجتمعين في اسطنبول لبناء رؤية مشتركة لسورية الغد». واعتبر ان البيان الذي تم تبنيه «وثيقة مرجعية لتحديد مبادئ سورية ديموقراطية وتعددية تحترم حقوق السوريين كافة». وقال فاليرو ان فرنسا ترغب بأن تكون قمة اسطنبول المقبلة «مناسبة لتأكيد الدعم الدولي للمعارضة السورية المنضوية تحت المجلس الوطني السوري».
ودعا وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيله سورية الى تطبيق سريع لخطة انان، مؤكداً انه سيحكم على افعال دمشق وليس على اقوالها. وقال خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض في برلين «يدعم مجلس الامن الدولي خطة انان التي تأتي في ست نقاط. انها مدعومة من المانيا». واضاف «هذه الخطة هي اساس لوقف لاطلاق النار ولنقل مساعدة انسانية ويجب تطبيقها بسرعة».
وحذر صالحي خلال لقائه الموفد الخاص للرئيس السوري فيصل المقداد، من قيام الاطراف الدولية والاقليمية بأي إجراء متسرع وتدخّل او انتهاج سياسة من جانب واحد تجاه سورية. واكد صالحي «علي دعم سورية الصديقة والشقيقة وذكّر بضرورة تجاوز المرحلة الامنية والتقدم بعملية الاصلاحات والاهتمام بمطالب الشعب في عملية بلورة الحوار الوطني». واعلن «استعداد الجمهورية الاسلامية الايرانية لتقديم المساعدة لسورية حكومة وشعباً بهدف تجاوز الظروف الصعبة والمشاكل التي حدثت خاصة في بداية عملية اعادة اعمار المناطق المتضررة».
ومن جانبه قدم المقداد خلال هذا اللقاء شرحا تفصيليا حول آخر المستجدات في شتي المجالات السياسية والامنية والاقتصادية في بلاده، معتبرا أن الظروف الراهنة «مناسبة في ضوء الاهتمام الخاص للحكومة السورية للتقدم بعملية الاصلاحات ومتابعة الحوار الوطني».
وصرح المتحدث باسم انان أحمد فوزي بأن أنان «سيكون في جنيف في وقت لاحق من اليوم (الاربعاء) ولن يذهب الى اي مكان آخر في الايام المقبلة. لن يزور ايران الاثنين المقبل ولا الاسبوع المقبل». ومن المقرر ان يلقي انان كلمة عبر الدائرة المغلقة امام مجلس الامن الدولي من جنيف الاثنين المقبل، بحسب فوزي. وهذه المرة الثانية التي يلقي فيها المبعوث الخاص كلمته بهذه الطريقة. 
                                                                                                                           وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...