عودة «سينما سيتي» تكسر الركود في دمشق

04-08-2014

عودة «سينما سيتي» تكسر الركود في دمشق

كان إغلاق سينما «سيتي» (سينما دمشق سابقا) في نيسان العام الماضي بمثابة إطلاق رصاصة الرحمة على حركة السينما في سوريا، فالسينما الوحيدة التي كانت تواكب نتاجات السينما العالمية والتي تتمتع بتقنيات حديثة لم تقفل أبوابها وحسب، بل غطت واجهتها الزجاجية بجدار إسمنتي في إعلان عن إغلاقها إلى أجل غير مسمى. اليوم تزيح سينما «سيتي» ستارها الإسمنتي لتعود إلى الجمهور السوري، معلنة إعادة تفعيل العمل فيها بعد إغلاق دام سنة ونيف، ولتعد جمهور السينما الدمشقي بالمحافظة على نهجها في عرض الأفلام الحديثة، ومن ذلك برنامجها الأول في عيد الفطر الذي قدمت فيه أفلام « Transformers: Age of Extinction لمايكل باي، Step Up All In لتريش ساي، Planes: Fire & Rescue روبرتس غاناواي، والفيلم المصري «صنع في مصر» بطولة أحمد حلمي وتأليف مصطفى حلمي، وإخراج عمرو سلامة»، حيث وزعت هذه الأفلام على صالتي السينما الأولى التي تحوي (280 كرسياً) والثانية (180 كرسياً).
لم تأت إعادة تفعيل سينما سيتي كحدث منفصل عن حركة السينما السورية اليوم، حيث حمل هذا العام العديد من الفعاليات السينمائية في العاصمة دمشق كان أولها مهرجان «أفلام حديثة من الشركات العالمية» الذي عرض مجموعة من الأفلام الحديثة في دار الأوبرا بدمشق. كذلك حملت دار الأوبرا مهرجان «سينما الشباب والأفلام القصيرة الأول»، بالإضافة إلى بعض العروض الفردية لمجموعة من إنتاجات المؤسسة العامة للسينما. فبرغم المستوى المتواضع جدا الذي قدم في هاتين التظاهرتين، لاسيما مهرجان أفلام سينما الشباب، إلا أن إيجابية الحدث تمثلت بتحريك الركود السينمائي في عاصمة كاد يموت فيها العرض السينمائي بالمطلق.
تتمثل إيجابية إعادة افتتاح سينما سيتي بإعادة تحريك عجلة العرض السينمائي، ففي الوقت الذي يقتصر عمر المهرجان على أيام معدودة، يتيح العرض المستمر في سينما سيتي إقامة حركة عرض سينمائي دورية، ناهيك عن توجه السينما التجاري في غالبيته، ما يساهم في الإقبال الجماهيري على السينما، كذلك التفات إدارة السينما لعرض الأفلام الحديثة، وهذا ما سيساهم في جذب الجمهور أيضا. زد على ذلك سعر التذكرة (950 ليرة سورية، ما يعادل 6 دولارات أميركية). فرغم ارتفاع سعر التذكرة ضعفين عما كان عليه قبيل إغلاق السينما في العام الماضي، إلا أن السعر مناسب للعامة، لاسيما أن الدولار ارتفع سعر صرفه ثلاث أضعاف بين 2013 و2014، ولا ننسى تكاليف الأفلام ونفقات التشغيل، وبذلك تتيح الدار لشريحة واسعة من محبي السينما الدخول إليها طالما أن السعر تحت سقف الألف ليرة سورية.
لا شك في أن إعادة افتتاح «سينما سيتي» يشكل خطوة إيجابية تكافئ سكان دمشق القابضين على جمر الحرب السورية، وتضخ الحياة في شريان السينما في العاصمة، بيد أن هذه الخطوة تبقى رهن وضع دمشق الأمني الذي أقفل السينما سابقا، بالإضافة إلى نوعية الأفلام التي ستعرض في «سينما سيتي»، وهذا موكل لبرمجة الدار من جهة، و للمؤسسة العامة للسينما من جهة أخرى، وهي التي نجحت في إعادة إحياء العرض السينمائي في دمشق، لكنها فشلت في تقديم برمجة واضحة في «مهرجان أفلام حديثة»، وفي تقديم نوعية ذات جودة عالية تليق بالشباب السوري التواق إلى التغيير في «مشروع سينما الشباب».

علاء الدين العالم

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...