أهداف زيارة وزير الدفاع الأمريكي لمصر وإسرائيل

04-10-2011

أهداف زيارة وزير الدفاع الأمريكي لمصر وإسرائيل

الجمل: بدأ وزير الدفاع الأمريكي الجديد ليون بانيتا يوم أمس الاثنين أولى جولاته الشرق أوسطية، والتي سوف تشمل إسرائيل والأراضي الفلسطينية ومصر، وفي هذا الخصوص تقول المعلومات والتسريبات بأن جولة ليون بانيتا سوف تواجه المزيد من المصاعب والعقبات. فما هي دبلوماسية الوزير الأمريكي ليون بانيتا، وما هو هامش النجاح المتاح أمامه لجهة إخراج المنطقة من منعطفات حافة الحرب الخطيرة؟

* جدول أعمال وزير الدفاع الأمريكي: ماذا يحمل ليون بانيتا للشرق الأوسط؟
تولى ليون بانيتا لبضعة سنوات منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، والآن بعد إحالة وزير الدفاع الأمريكي روبرت غيتس للتقاعد، تولى بانيتا المنصب، وفي هذا الخصوص، برغم أن ليون بانيتا قد سبق وزار إسرائيل والمنطقة باعتباره مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، فإن زيارته هذه تعتبر الأولى له للمنطقة بصفته وزيراً للدفاع في الولايات المتحدة الأمريكية، وتقول المعلومات والتقارير بأن فعاليات زيارة الوزير بانيتا سوف تتضمن الآتي:وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا
•    زيارة إسرائيل: بدأت فعاليات الزيارة بالأمس، وسوف تتضمن عقد العديد من اللقاءات، ومن أبرزها لقاء مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك.
•    زيارة الأراضي الفلسطينية: سوف يزور الضفة الغربية، حيث يعقد لقاءات مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض.
•    زيارة مصر: سوف يلتقي ليون بانيتا مع كبار المسؤولين المصريين في المجلس العسكري الحاكم وفي مقدمتهم رئيس المجلس المشير طنطاوي، إضافة إلى وزير الدفاع المصري.
تقول التقارير والتسريبات بأن زيارة الوزير الأمريكي ليون بانيتا الجارية حالياً، سوف تنطوي على المزيد من النتائج الهامة، وعلى وجه الخصوص في ما يتعلق بجهود خفض حدة التوترات الداخلية والخارجية، وذلك على النحو الذي يحقق الهدف التكتيكي الأمريكي الرامي إلى تعزيز أمن إسرائيل وتأكيد التزام واشنطن بحماية إسرائيل، إضافة إلى حث المصريين والفلسطينيين على ضرورة التعاون مع إسرائيل في ملف عملية سلام الشرق الأوسط طالما أن واشنطن سوف تظل بالمقابل أكثر اهتماماً بتقديم المساعدات والمعونات الأمريكية لحلفائها في المنطقة، وعلى وجه الخصوص إسرائيل ومصر، والسلطة الفلسطينية.

* دبلوماسية الوزير ليون بانيتا: إشكالية منعطف السياسة الأمريكية الشرق أوسطية
لاحظ معظم الخبراء والمحللين السياسيين، والمراقبين، أن الذي يقوم بفعاليات الدبلوماسية الوقائية الأمريكية الشرق أوسطية حالياً، هو وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، وليس وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، كما درجت العادة. وفي هذا الخصوص تشير التحليلات إلى الآتي:
•    تزايد تآكل وضعف مصداقية دبلوماسية وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلنتون، على خلفية الإخفاقات الكثيرة التي تعرضت لها الدبلوماسية الأمريكية في الشرق الأوسط، خلال الفترة الممتدة من مطلع هذا العام وحتى الآن، فقد سعت هيلاري كلنتون إلى تحسين وتطبيع العلاقات الأمريكية ـ التركية ـ الإسرائيلية، ولكنها تدهورت إلى الأسوأ، وسعت هيلاري كلنتون إلى تصعيد توترات علاقات أنقرا ـ دمشق، بما يتيح توريط أنقرا ومعها حلف الناتو في عمل عسكري مباشر ضد سوريا، ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، وسعت هيلاري كلنتون إلى توفير الغطاء اللازم لقيام الرياض بعمليات التدخل المباشر وغير المباشر من أجل احتواء حركات الاحتجاجات اليمنية والبحرينية، ولكن الأمر تدهور نحو الأسوأ، وسعت هيلاري كلنتون إلى احتواء القاهرة في مرحلة ما بعد رحيل الرئيس السابق حسني مبارك، ولكن القاهرة أصبحت عصية على هذا الاحتواء بعد تجدد الاحتجاجات وعمليات استهداف المصالح الإسرائيلية في مصر.
•    طبيعة المخاطر الجديدة في منطقة الشرق الأوسط، لم تعد تنحصر في التوترات السياسية والدبلوماسية، وإنما تدحرجت أكثر فأكثر باتجاه الدخول في دائرة المخاطر العسكرية وهو الأمر الذي لن تستطيع الوزيرة هيلاري كلنتون التعامل معه، إضافة إلى أن وزير الدفاع ليون بانيتا قد سبق له القيام بالمهام المماثلة عندما كان مديراً لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية، في زيارته الشهيرة لإسرائيل في عام 2009م، والتي أبلغ فيها الإسرائيليين صراحة بعدم القيام بأي عمل عسكري منفرد ضد المنشآت النووية الإيرانية.
تحدثت التحليلات والتسريبات بأن وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا، قد سعى لإطلاق بعض التصريحات قبل بدء زيارته بيوم واحد، وذلك من أجل نقل الرسائل التي تحمل الإشارات الأمريكية الجديدة الواضحة للأطراف الشرق أوسطية، وتضمنت هذه التصريحات النقاط الآتية:
•    إن استمرار إسرائيل في توتير العلاقات مع جيرانها قد أدى إلى تعريض إسرائيل لمخاطر العزلة الدبلوماسية في الشرق الأوسط.
•    إن على إسرائيل أن تهتم بضبط النفس في معاملاتها مع حلفاء أمريكا الشرق أوسطيين.
•    إن واشنطن تستطيع تعزيز المصالح الأمريكية في المنطقة طوال ما كانت إسرائيل أكثر اهتماماً بعدم توتير أجواء المنطقة.
•    إن على الفلسطينيين والإسرائيليين العودة فوراً لطاولة المفاوضات دون قيد أو شرط.
هذا، وأضافت التقارير بأن الوزير الأمريكي ليون بانيتا قد أطلق بعض التصريحات المعادية لسوريا، وأضافت التقارير التركية بأن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان قد تحدث بالكثير من الثناء على تصريحات الوزير الأمريكي ليون بانيتا. أما الإسرائيليون، فقد اكتفوا بمجرد إبداء الرغبة في استقبال الوزير الأمريكي مع الالتزام بعدم الاستجابة لمطالباته من خلال التأكيد على أن إسرائيل هي الحليف الاستراتيجي لواشنطن، وبأن جوهر المشكلة ليس هو إسرائيل وإنما هو تعامل الأطراف الشرق أوسطية الأخرى المعادية لإسرائيل.
وأضافت التسريبات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن المنظور الإسرائيلي غير المعلن لتصريحات بانيتا، يتضمن الآتي:
•    إن ليون بانيتا ينتمي إلى المذهب الكاثوليكي المسيحي، وبالتالي فهذا بالأساس صاحب عقيدة دينية غير متصالحة مع اليهود.
•    إن إسرائيل تفهم جيداً توجهات بانيتا السابقة، وذلك عندما زار إسرائيل خلال عام 2009م وهو في منصب مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وطالب الإسرائيليين بعدم القيام بتنفيذ أي عملية عسكرية منفردة     ضد إيران، بما جعل إسرائيل تضطر إلى تعليق العملية التي كانت وشيكة آنذاك، والآن سوف يسعى الإسرائيليون للمزيد من التدقيق في حديث الوزير بانيتا الذي سوف يتعرض بالضرورة لموضوع العمل العسكري الإسرائيلي المحتمل ضد إيران.
هذا، وأشارت التسريبات إلى أن الوزير الأمريكي ليون بانيتا سوف يبحث مع المصريين ملف المساعدات العسكرية الأمريكية لمصر، إضافة إلى ملف المخاطر العسكرية المحتملة في شبه جزيرة سيناء المصرية، بفعل انتشار فعاليات الحركات المسلحة والمخاطر المترتبة على فشل الأجهزة الأمنية المصرية في حماية خطوط نقل الغاز المصري لإسرائيل من خطر الهجمات والتفجيرات، وأشارت التسريبات إلى أن مصر قد درجت خلال فترة نظام الرئيس المصري حسني مبارك على التعاون مع إسرائيل في المجالات العسكرية والأمنية وفقاً لبنود اتفاقية كامب ديفيد، وقد تدهورت معدلات هذا التعاون بعد انهيار نظام حسني مبارك.
وفي هذا الخصوص سوف يسعى الوزير بانيتا من أجل التعرف على وجهة النظر المصرية الرسمية إزاء مدى إمكانية أو عدم إمكانية استمرار هذا التعاون، وإضافة لذلك تقول التسريبات بأن الوزير الأمريكي ليون بانيتا سوف يطلب من السلطات المصرية رسمياً إطلاق سراح الجاسوس الإسرائيلي الذي اعتقلته مؤخراً أجهزة الأمن المصرية، وذلك على أساس أنه مواطن أمريكي طالما أنه يحمل الجنسية الأمريكية.

الجمل ـ قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...