هلــع أميركــي مــن «أم الأعاصيــر»

01-09-2008

هلــع أميركــي مــن «أم الأعاصيــر»

خرج الكوبيون من ملاجئهم، أمس، ليجدوا بيوتهم مدمرة وغارقة تحت الماء، بعدما ضرب الإعصار »غوستاف« السواحل الغربية الكوبية، من دون أن يخلّف قتلى كما فعل في خليج مكسيكو الغني بالنفط. في هذه الأثناء، أُعلنت الطوارئ في أربع ولايات أميركية وسط خشية من تكرار مشهدي لإعصار »كاترينا« (٢٠٠٥)، وفرّ أكثر من مليون أميركي من ولاية لويزيانا، المالشرطة الأميركية تغيّر سير السيارات أمس للسماح بفرار الأميركيين من المناطق التي قد يضربها الإعصار »غوستاف«.حطة المقبلة لـ»غوستاف«، في ظلّ توقعات بارتفاع حدة الإعصار إلى الدرجة الخامسة، وتحوله إلى »أم الأعاصير«.
وكان »غوستاف« ضرب الساحل الكوبي الجنوبي، آيسلا دولا جوفينتود («جزيرة الجنوب«)، بسرعة رياح غير مسبوقة بلغت ٢٢٠ كيلومتراً في الساعة، خلعت أعمدة الهاتف ولم تبقِ سوى على القليل من الأشجار معلّقة بجذورها، وأطاحت ببعض المنازل فيما تركت البقية من دون أبواب ونوافذ. وتسبب الإعصار بإجلاء ربع مليون كوبي في أرجاء البلاد، فيما نقل التلفزيون الكوبي عن مراسل ميداني، من آيسلا دولا جوفينتود، قوله إن العاصفة بدت »كما لو أنها موجة ناسفة مرتدة من قنبلة«، حيث غمرت المياه جميع الطرقات، وبعض الأحياء السكنية كاملة.
وكان »غوستاف« أسفر، في وقت سابق، عن مقتل ٨٤ شخصاً في كل من هاييتي وجمهورية الدومينيكان، وجامايكا. كما تسبب بوقف إنتاج ٩٦ في المئة من الشركات النفطية العاملة في خليج المكسيك.
ومع اقتراب الإعصار من جنوبي الولايات المتحدة، وجّه عمدة نيو أورلينز في ولاية لويزيانا الأميركية حيث أعلن حظر التجول، راي ناغين، نداء الخطر الأكثر هلعاً حيال »غوستاف« حتى الساعة، واصفاً إياه بأنه »أم الأعاصير«. وذلك فيما فرّ أكثر من مليون أميركي من نيو أورلينز والمدن الساحلية المجاورة، بالسيارات، والباصات، والقطارات، والطائرات، خشية تكرار مأساة »كاترينا«، التي أودت بنحو ١٦٠٠ لويزياني في العام .٢٠٠٥
وقال ناغين لسكان نيو أورلينز: »عليكم أن تخافوا.. وأن تقلقوا وتتحركوا سريعاً لمغادرة نيو أورلينز الآن.. هذا إعصار القرن«، مضيفاً: »هذا إعصار قوي ويزداد قوة كل يوم.. لا أعتقد أنني شاهدت له مثيلاً.. قد يكون واحداً من أكثر الأشياء المروعة التي تشهدها هذه البلاد إذا استمر بذات الوتيرة. عليكم الالتزام بهذا التحذير.. فنحن حقيقة لا نملك الموارد لإنقاذكم بعد هذا«.
من جهته، حرص الرئيس الأميركي جورج بوش على عدم تكرار إهمال إدارته الذي حصد أشد التنديد إبان »كاترينا«، فأمر بإخلاء فوري لكل من ألاباما، لويزيانا، ميسيسيبي وتكساس، وبتقديم مساعدات فدرالية للولايات الجنوبية الأربع من أجل مواجهة الإعصار المدمّر، الذي يتوقع أن يضربها في وقت متأخر من اليوم أو غداً، وفق »مركز الأعاصير القومي« في ميامي.
ومع تقدمه، تحوّل »غوستاف« إلى إعصار من الدرجة الرابعة، أمس الأول، وتوقع المركز الوطني الأميركي للأعاصير ان »يتحول إلى إعصار من الفئة الخامسة البالغ الخطورة«، بوصوله إلى السواحل الأميركية، مع رياح تبلغ سرعتها ٢٣٠ كيلومتراً في الساعة، وذلك رغم انخفاضه بشكل مفاجئ من أربعة إلى ثلاثة درجات، أمس.

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...