هكذا تموّل الثورة في مدينة النبك السورية

22-01-2012

هكذا تموّل الثورة في مدينة النبك السورية

عشرات عمليات الاختطاف ومئات عملية سطو مسلح استهدفت أفراد وممتلكات من بيوت وسيارات في مدينة النبك ومحيطها من يبرود والسحل و ألدون وغيرها من مدن القلمون، إلا أن أغلب عمليات الاختطاف استهدفت أثرياء مدينة النبك في القلمون السوري،ومحطات الوقود بالإضافة إلى سيارات فخمة تتم مقايضتها لاحقاً بمبالغ تتجاوز مئات الألوف وأحياناً الملايين.
سجلت شبكة اخبار النبك على شبكة الانترنت حالات اعتداء جسدي على المخطوفين دون سقوط ضحايا، كما وثقت أولى حالات الخطف و الاعتداء في 28-10-2011.
وازدادت عمليات السطو على الأفراد وممتلكات الدولة،خلال الشهر الماضي، حتى أن كابلات الهاتف المحورية في النبك لم تسلم من النهب وتم سرقتها ست مرات متتالية علماً بأن قيمتها تتجاوز الثلاثة ملايين ليرة سورية.
ويؤكد أحد أعضاء مجلس مدينة النبك أن عمليات السطو تتم عن طريق عصابات مسلحة تتمركز في فليطة وغيرها من المناطق الحدودية في القلمون السوري والتي يشهد لها تهريب السلاح والمخدرات منذ سنوات مضت ويضيف العضو أنه يملك وثائق تؤكد تهريب السلاح بكثرة خلال عشر شهور مضت عن طريق عصابات يقودها المجرم الدولي أبو العباس الذي سبق وسجنته الحكومة السورية ثم أفرجت عنه في بداية الاحداث المسلحة في سورية وشمله العفو الأول و يقال أنه يملك السيطرة على منافذ التهريب في المنطقة هو و جماعته.
وأشارت السيدة سحر مسكة عضو مجلس المدينة أن الاعتداءات اليومية تتزامن مع انقطاع التيار الكهربائي في المساء، ووصلت إلى حد أقلق الأهالي بشكل كبير وخصوصاً عندما طالت عمليات الخطف نساء القلمون وأطفالها وتعرض بعض شبابها لإطلاق نار أثناء قيادتهم لسياراتهم بهدف الاستيلاء عليها ومقايضتها لاحقاً بمبالغ تتجاوز مئات الألوف حتى أن المدينة شهدت اختطاف احد أثريائها وهو أبو قاسم البطل وطلب خاطفوه مبلغ خمسة عشرة مليون ليرة سورية مقابل تسليمه لعائلته.
ودرءا للمزيد من الحوادث عقد المجلس البلدي والوجهاء اتفاقاً مع رئيس مفرزة النبك العقيد نايف فدعوس لتشكيل لجان حماية للمدينة تقوم بدوريات مسلحة مشتركة مع عناصر من الأمن ومنحتهم تفويضاً باعتقال أو قتل أي مسلح معتدي في المنطقة بشرط وجود عنصر الأمن معهم.
اجمع اهالي النبك على طلب واحد قدموه إلى عميد في الأمن الداخلي وهو شخصية يثق بها مجلس المدينة وتضمن الطلب تسليح لجان حماية النبك، بالإضافة لطلب نقل مجموعة عناصر أمنية يشهد لها بالتقاعس وربما التآمر مع العصابات المسلحة وبالفعل لبى العميد طلبهم ونقل ثمانية عناصر تدور حولهم التساؤلات.
كما أمر العميد بإرسال مئة عنصر من عناصر الأمن لدعم اللجان الأهلية مع ستة عشر سيارة أمن تقوم بسد منافذ النبك، وشدد الاهالي على أهمية أن تقتصر مهمة اللجان على حفظ الأمن في المنطقة فقط بغض النظر عن الاعتبارات السياسية أو التعرض للمظاهرات أو المنشورات السياسية كما اعتادت أن تفعل اللجان الشعبية سابقاً.
وجمع أهالي النبك مبلغ مليون ليرة سورية من المغتربين في الخليج وأثرياء النبك بهدف تسليح اللجان وتأمين معيشة العناصر المنتمية اليها .
ويوجه أهالي النبك متمثلةً بمجلسها البلدي نداءً إلى السلطات لتقديم المعونة لحماية المنطقة وكف يد الفساد فيها ويقترح أحد أعضاء مجلس المدينة استصلاح الاراضي الحدودية التي يقطنها المسلحون بهدف ردعهم عن عمليات تهريب المازوت والسلاح و المخدرات كخطوة لاحقة.
بينما فكك رجال الامن عبوة ناسفة قبل انفجارها كانت مزروعة قرب نفق السحل على الطريق الدولي في القلمون مساء الثلاثاء17-1-2012 ، وتعد أولى العبوات الناسفة التي اكتشفت في المنطقة،ولم تشهد النبك مظاهرات ضد النظام السوري و لم تسجل سابقاً إلا حالة اعتداء واحدة استهدفت أحد رجالات الأمن المدرب الرياضي عهد الشاقي ومساعديه عصمت الأديب ومحمد عز الدين في كمين دبر لهم على مفرق العرقوب أدت إلى مقتلهم.
أثرياء النبك يمولون الثورة؟
يعتقد السيد محي الدين ريا ماجستير في إدارة الأعمال وأحد وجهاء النبك أن عمليات السطو تستهدف إرهاق أهالي النبك مادياً وخصوصاً بعد تردد الأقاويل عن تمويل أثريائها للقائمين على الثورة السورية وتبنيها لعشرات العائلات الحمصية المنكوبة، و أن الإجرام المتسارع في المنطقة مرتبط بالتمويل الكبير الذي يقوم يقدمه الأهالي للثورة.
وأضاف أن سقوط النظام الأمني في النبك التي لم يخرج فيها مظاهرات ضد نظام الحكم يعد دليلاً على أن هناك من يبتز المتمولين وحين لا يدفعون ما هو مطلوب دفعه للثورة ينتقم بعض المسلحين منهم لتخويفهم.
وفي سياق منح الرخصة المجانية التي منحها الأهل للجان الحماية الأهلية لقتل المسلحين، ربما هي رد الاثرياء على المسلحين الذين يريدون ابتزازهم .
أحد معارضي النظام في النبك يقول أنه لا فائدة من إلغاء المحاكم الميدانية أو ما يسمى بقانون الطوارئ في سبيل أن تأخذ المحاكم الشرعية دورها،وخصوصاً بعد استخدام مئة عنصر مسلح في خدمة اللجان الأهلية ستشرع القتل في الشوارع.

المصدر: عربي برس

التعليقات

أعتقد أنه على سيادة الرئيس أن يأخذ زمام المبادرة لإعادة هيبة الدولة وسلطة القانون على كامل الأراضي السورية أو أن يستقيل ويعطي زمام المبادرة لمن هو جدير لقيادتها بيد من حديد لإعادة هيبة الدولة بعد أن أتخذت عدة خطوات إسمها إصلاحية وهي فعلا خطوات في غير زمانها....فهل لكم أن تبرروا إلغاء حالة الطوارئ أو الإفراجات المتكررة عن مسلحين ومهربي سلاح وقطاعي طرق...؟

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...