نيوزيلاندا تفتقد ثلوجها نتيجة الاحتباس الحراري

07-08-2014

نيوزيلاندا تفتقد ثلوجها نتيجة الاحتباس الحراري

دخل الشتاء شهره الثالث في نيوزيلاندا، لكن نيك جارمان يؤكد أنه يصاب بالجنون كلما نظر إلى الأمطار المتساقطة على المرتفعات التي كانت يوماً مسرحاً لرياضة التزلج على الثلج في سلسلة جبال الألب الجنوبية.
ويشكل وادي «كرايجيبيرن» للتزلج على الثلج واحداً من مراكز تزلج عديدة لم تفتح أبوابها ولو ليوم واحد هذا العام في البلاد، فيما يتخوف البعض من عدم تساقط الثلج قريباً بما يكفي لانطلاق موسم التزلج، وهو أمر يؤكد جارمان أنه «لم يحصل في السنوات الـ30 الماضية»، وهي السنوات التي قضاها في ممارسة هوايته المفضلة في مرتفعات نيوزيلاندا الشاهقة.
وبدأ هواة التزلج في أنحاء البلاد يشعرون حقيقة بتأثيرات الاحتباس الحراري لأول مرة منذ بدء تسجيل معدلات الحرارة رسمياً في نيوزيلاندا في العام 1909. وبالرغم من أن حالة وحيدة لانعدام الثلج كتلك التي يسجلونها هذا العام لا تثبت أنها ستكون القاعدة، غير أنها تأتي في وقت يشير فيه الباحثون إلى أن كميات الثلج والجليد في البلاد آخذة في الذوبان بمعدلات مخيفة في الآونة الأخيرة.
وتمكنت بعض منتجعات التزلج على الثلج في نيوزيلاندا من فتح أبوابها هذا العام، فقط لأنها استثمرت نسبة كبيرة من أموالها لصناعة ثلجها الخاص، وهي صناعة يؤكد أصحابها أنهم يقومون بها بـ«كميات كبيرة مؤخراً». وبفضل هذه الصناعة، ستتمكن البلاد، أقله خلال الموسم الحالي، من الحفاظ على سمعتها كواحدة من أهم مراكز استقطاب هواة الرياضات الشتوية، إذ تجتذب جبال الألب الجنوبية، وقمتها الأعلى «أوركي»، وهي أعلى نقطة في نيوزيلاندا، حوالي 60 ألف متزلج من أستراليا وحدها، وذلك بين شهري حزيران وآب من كل عام.
وكانت دراسة نشرها باحثون نيوزيلانديون في شهر تموز الماضي أشارت إلى أن «اثنين من أكبر أنهر البلاد الجليدية، وهما نهرا فرانز جوزيف وفوكس، شهدا ذوباناً وصل عمقه إلى 3 كيلومتر منذ بداية القرن التاسع عشر، ما جعلهما اليوم أقصر بحوالي 20 في المئة»، مؤكدين أن «هذه النتائج هي دليل واضح على ظاهرة الاحتباس الحراري التي بدأت في القرن الماضي».
هذه الدراسة سبقتها دراسة أخرى في العام 2012، استعانت بلقطات جوية، لتؤكد أن «سماكة الثلج انخفضت في جبال الألب الجنوبية بنسبة 15 في المئة بين العامين 1976 و2008»، فيما يعتبر معدها، تريفور شين، أن «هذه النسبة هي مخيفة للغاية».
بالرغم من هذه الأرقام، ومن الدراسات التي تؤكد أن عوامل الطبيعة المتطرفة آخذة في الازدياد، لا يفارق الأمل وجه جارمان الحزين. هذا الأمل قاد الرجل ليكتب على موقع مركز تزلجه على الإنترنت: «نحن لا نزال اليوم على بعد عاصفة ثلجية واحدة فقط لنعود ونفتح أبوابنا، لذا استمروا في الرقص، والصلاة، وتقديم القرابين إلى آلهة الثلج، أو افعلوا كل ما يلزم، لعل شيئاً ما قد ينجح في إسقاط الثلج في نهاية الأمر».

(أ ب)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...