نجوم سوريون يزرعون «نجومية» ويحصدون «شركات إنتاج»

22-11-2008

نجوم سوريون يزرعون «نجومية» ويحصدون «شركات إنتاج»

عقب النجاح الجماهيري للمسلسلين التركيين »سنوات الضياع« و»نور« قامت المشرفة العامة عليهما الفنانة السورية لورا أبو أسعد بالإعــلان عن انفصــالها عن شركة »سامة للإنتاج الفني«، وهي الشــركة التي انتجت النسخة المدبلجة من المسلسلين السابقـين، وإنشاء شركتها الخاصة »العراب للإنتاج الفني« التي تعرض قناة »أبو ظبي« باكورة أعمالها (المسلسل التركي »دموع الورد«).
لملم الفنان سامر المصري نجاحه الجماهيري الذي ناله من دوره »العقيد أبو شهاب« في مسلسل »باب الحارة« جاعلاً منه رصيداً لإنشاء شركة إنتاج »ورد للإنتناج الفني« التي قدمت العام الماضي، بصفة منتج منفذ، باكورة إنتاجاتها مسلسل »وجه العدالة«.
بدوره، تزامن الإعلان عن البدء تصوير مسلسل »صراع على الرمال« مع إعلان مخرجه حاتم علي إنشاء شركة إنتاج درامي أيضاً هي »صورة للإنتاج الفني« قامت بمهمة منتج منفذ للمسلسل البدوي.
المخرجون هيثم حقي، نجدت أنزور، بسام الملا، يوسف رزق...، والفنانون أيمن زيدان، سلوم حداد، عبد الهادي الصباغ، فراس ابراهيم، سوزان نجم الدين، جمانة مراد... جميعهم أصحاب شركات إنتاجية درامية، منهم من ينتج بأمواله، وكثيراً منهم من اكتفى بمهمة منتج ـ منفذ.. والقائمة لن تنتهي عند هذا الحد، فقياساً بآلية إنشاء شركات الإنتاج السورية، نحن على موعد مع ولادة شركة إنتاج درامي جديدة كلما نجح مسلسل درامي سوري، ستأخذ على عاتقها الاضطلاع بمهمة »المنتج المنفذ« لكل من يتبرع برصد أمواله في الإنتاج الدرامي، وبطبيعة الحال سيـقف خلف تلك الشركة نجم المسلسل الناجح، وسيعد الشـركة الجديدة لإنتاج باكورة أعماله التي من الطبيعي أن تكرس نجوميته.
بلا شك أن »المنتج ـ الفنان« الذي يعي مفردات العملية الفنية واحتياجاتها أفضل من »المنتج ـ التاجر« الذي لا هاجس له سوى الربح، ولعلنا لا نبالغ في القول إن انطلاقة الدراما السورية الحقيقية مع مطلع التسعينيات كانت بفضل »المنتج ـ الفنان«، ورغم ما تمخض عن هذه التجربة من سلبيات بدت أكثر وضوحاً في تمسك »الفنان ـ المنتج« ببطولة ما ينتج حتى لو كان ذلك خارج منطق قدراته وشكله، لا يمكن لنا أن نسقط أن الأعمال الضخمة في الدراما السورية، تعود بمعظمها لمشاريع وقف خلفها »منتج ـ فنان«، فقد قدم الفنان أيمن زيدان مديراً لشركة »الشام الدولية«، مسلسل »نهاية رجل شجاع« وهو العمل الذي يعد إلى جانب مسلسل »هجرة القلوب إلى القلوب«، نقطة التحول في الدراما السورية الجديدة التي نعرفها اليوم، وسنتذكر أن وجود الفنان سلوم حداد على رأس شركة »سورية الدولية« أنتج أعمالاً ضخمة منها »الزير سالم«، ومنذ قرابة الشهرين، أشرنا في هذه الصفحة إلى فرادة التجربة السورية التي يقودها المخرج هيثم حقي عبر شركته »ريل فيلم« لناحية منح فرص إخراجية لعدد من المخرجين الشباب بالإضافة إلى التخطيط المبرمج للإنتاج التلفزيوني.
إذاً، ما المانع أن نشهد كل يوم ولادة شركة إنتاج صاحبها فنان، ما دامت للمنتج ـ الفنان أيد بيضاء على الإنتاج الدرامي؟
المشكلة في ظاهرة »المنتج ـ الفنان« أنه غالباً ما يكون منتجاً منفذاً، يقود شركة إنتاج صغيرة، تبحث عمن يسندها، وبالتالي هي الأضعف على طاولة أي اتفاق، وبذلك هي تترك أبواب الصناعة الدرامية السورية مشرعةً لتحكم الأموال الخارجية وأمزجتها.
وما دمنا بعيدين جداً عن إنشاء اتحاد للمنتجين السـوريين، فشركة »المنتج ـ الفــنان«، في كثير من الأحيان ستكون الحلقة الأضعف في التســويق، فهــي الأكثر خضوعاً للعروض الحصرية والمشفرة، وهي الأضعف في بورصة البيع، ولنتذكر كم تعدٍّ حصل على الحقوق الفكرية للدراما السورية، لم يستطع أحد الوقـوف في وجهها.
كانت شركة »المنتج ـ الفنان« في مسلسلات عديدة الجهة الأكثر تضييقاً على أجور من يعمل معها، وقد سمعنا أكثر من فنان يشكو من قلة أجور المسلسل الذي ينتجه زميله »الفنان ـ المنتج«، وتحدث البعض عن »بخل في الإنتاج« وصل حد شد الحزام فيما يتعلق بالطعام وكؤوس الشراب، وصابون غسل الإيدي!.
المشكلة الأهم أن الدراما هذه الأيام أصبحت »بزنس رابح« عند البعض، وأن البعض ممن يندرج تحت قائمة »المنتج ـ الفنان« لم يعد مشغولاً باللعبة الدرامية بوصفها فناً، بقدر ما هو مشغولاً بحسابات ربحها، وإلا لماذا كلما لمع بريق نجم، عمد إلى إنشاء شركة إنتاج درامي، على مبدأ أن »ما يجنيه المنتج أنا أولى به«؟!

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...