ميقـاتـي يتـمهّـل سـعـياً لـ«حكـومـة مُقنعـة»

31-01-2011

ميقـاتـي يتـمهّـل سـعـياً لـ«حكـومـة مُقنعـة»

واصل رئيس الحكومة اللبنانية المكلف نجيب ميقاتي، خلال عطلة الاسبوع، اتصالاته ومشاوراته الهادئة، بعيدا عن الاضواء والضوضاء، لتظهير صورة حكومته الجديدة التي يريدها ان تكون مُقنعة وأن تشكل صدمة إيجابية للبنانيين، وسط رغبة لديه في «تبرئة ذمته» حيال فريق 14 آذار، من خلال الصبر عليه واستنفاد كل الفرص الزمنية والسياسية لمحاولة ضمه الى حكومة وحدة وطنية، مع تسجيل بروز إشارات إيجابية من حزب الكتائب في هذا الاتجاه.
ولكن ميقاتي يبدو حريصا في الوقت ذاته على وضع تصور أولي للبديل المحتمل في حال أصرت قوى 14 آذار على عدم المشاركة، وقد بات من شبه المؤكد ان الخيار الآخر يتمثل في حكومة سياسية مطعمة بالتكنوقراط، ولا تضم أسماء مستفزة للاكثرية السابقة، على ان السؤال المطروح الآن يتعلق بتوقيت تشكيلها، وهل سيُعلن عنها قبل او بعد ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط المقبل، وهو يوم يتجه تيار المستقبل الى استثماره في «عرض قوة» شعبي، يراد منه توجيه رسالة «شديدة اللهجة» إلى ميقاتي وحزب الله، وسط معلومات ترددت عن سعي الى استعجال صدور كلمة القاضي دانيال فرانسين في القرار الاتهامي، قبل 14 شباط.

وفي حين قالت مصادر واسعة الاطلاع انها تستبعد الانتهاء من تأليف الحكومة في الاسبوع الحالي، أوضحت مصادر ميقاتي انه أطلع رئيس الجمهورية على تصوره لتشكيل الحكومة واطلع منه على رؤيته في هذا المجال.
وأكدت مصادر ميقاتي ان لا شيء نهائيا بعد، وكل ما يتم تداوله من تشكيلات وأسماء غير نهائي وغير دقيق، وليس محسوما ما إذا كانت التشكيلة ستضم 24 او 30 وزيرا، موضحة ان الرئيس المكلف سيعطي الوقت اللازم لتشكيلة متوافق عليها من قبل اكثرية القوى السياسية، «وهو لن يقطع الجسور مع أي طرف ولو قطع الآخرون، لأنه مهتم بتشكيل حكومة تشارك فيها كل الأطراف السياسية، ولا فيتو عنده على أي طرف حتى داخل قوى 14 آذار، بما يتيح تأمين مشاركة مسيحية وازنة في الحكومة، ولذلك اتصل به الرئيس الجميل ثم عاد هو واتصل به امس».

-من ناحيته، أبلغ الرئيس نبيه بري انه يتوقع تشكيل حكومة سياسية مطعمة بالتكنوقراط، داعيا الى الإسراع من دون التسرع في تأليفها. وأكد ان المعارضة السابقة سترشح أسماء تريح الرئيس ميقاتي وتسهل مهمته «لأننا حريصون على التعاون معه وإنجاحه».
وأشار الى ان حركة أمل وحزب الله متفقان على توزع المقاعد الشيعية مناصفة، لافتا الانتباه الى انه يؤيد ان يأخذ الرئيس المكلف بعض الوقت من أجل محاولة ضم فريق 14 آذار الى الحكومة، فإذا أخفق يبدأ البحث في توليفة حكومية أخرى.
وردا على قول الرئيس سعد الحريري إن خروجه من السلطة تم بأمر عمليات خارجي نفذته أدوات محلية: قال: صحيح ان هناك أمر عمليات خارجيا قد صدر، ولكنه جاء من أميركا لتعطيل التفاهم السوري - السعودي الذي كان شبه منجز، وكاد يكتمل، قبل زيارة الرئيس سعد الحريري الى الولايات المتحدة ولقائه بالرئيس باراك أوباما.
وحول تعليقه على إيحاء الحريري بأن دمشق هي التي أخرجته من رئاسة الحكومة، قال: ما تلقاه سعد الحريري من دلال سوري خلال أشهر لم نتلق مثله على مدى 30 عاما من العلاقة مع سوريا، فما ذنبنا إذا كان قد أضاع هذه الفرصة.
وفي ما خص نفي الحريري أن تكون هناك ورقة تفاهم قد التزم بها، شدد بري على ان النائب وليد جنبلاط تسلم ورقة من العقيد وسام الحسن، وافق عليها الحريري متضمنة بند وقف التعاون مع المحكمة الدولية، ولاحقا قرأ جنبلاط امام الحريري نص الورقة وسأله أكثر من مرة عما إذا كان موافقا عليها، فأجابه بالإيجاب، وهذا ما حمله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الى لقائه مع الرئيس بشار الأسد، وعلى هذا الاساس تمهل جنبلاط قليلا، قبل أن يحسم خياره بتسمية الرئيس نجيب ميقاتي، بعدما اكتشف حقيقة موقف الحريري.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...