موسيقيون يلاقون الجمهور ليطوروا ذائقته

26-06-2009

موسيقيون يلاقون الجمهور ليطوروا ذائقته

ابتداء من مساء اليوم سيضاف جديد الى تقاليد بعض حدائق دمشق، والذي سيتغير على مرتادي الحدائق انهم سيجدون من يبحث عنهم. ليس المقصود بستانيي الحدائق الذين يزعجهم المساس بالعشب، انما موسيقيون ارتأوا البحث عن جمهور لا يبحث عنهم!موسيقيون يلاقون الجمهور ليطوروا ذائقته

وسيصير يوم الجمعة من كل أسبوع موعداً ثابتاً مع الموسيقى. هناك 12 فرقة ستحيي 48 حفلة في أربع حدائق في العاصمة السورية طوال موسم الصيف. انه مشروع «موسيقى على الطريق» الذي تديره وتنظمه جمعية «صدى» الموسيقية، بتمويل ودعم من محافظة دمشق.

بوادر هذا المشروع ظهرت العام الفائت. آنذاك تعاونت «صدى» مع احتفالية دمشق الثقافية، لتقديم عشر حفلات في الحدائق العامة. تلك البداية ركزت على جذب اهتمام الجمهور. فالفرق التي زحفت الى الحدائق، وبقصد من المنظمين، كانت في معظمها فرق نحاسية، وعلى رأسها أوركسترا الجيش التي تم تدريبها وتأهيلها لهذه الغاية. تلك الفرق كانت تستطيع لفت الانتباه بمجرد عزفها، كون «موسيقاها تلقى قبولاً من الكثيرين» كما يوضح المدير الفني لمشروع «موسيقى على الطريق» العازف شربل أصفهان. ويشرح ان برنامج الحفلات في الحدائق سيشمل تقديم أنماط موسيقية متنوعة، بين الجاز والموسيقى الكلاسيكية العربية والغربية إضافة الى موسيقى الفرق النحاسية وغيرها.

هذا العام يأخذ مشروع «موسيقى على الطريق» طابعاً أكثر جدية وإصراراً. سيختلف الكثير، كما يؤكد أصفهان. ازدادت الفرق، وتم تثبيت أربع حدائق (الجاحظ ودمشق وزكي الأرسوزي المنشية) ستحتضن كل أسبوع أربع فرق مختلفة في الموعد نفسه. هذا الموعد يسعى المنظمون الى ترسيخه «تقليداً» لدى الجمهور.

ويولي المنظمون الأطفال اهتماماً خاصاً في برمجتهم. من بين الفرق يوجد «كورال ألوان» وأعضاؤه أطفال، وكذلك أوركسترا «أطفال شمس» وأعمار عازفيها بين 7 و16 سنة. هذه الخطوة هي سعي من المنظمين كما يقولون الى «تحفيز الأطفال المنتشرين في الحدائق العامة، وعدم حصرهم في خانة المتلقين بل تشجيعهم عندما يرون أطفالاً من أعمارهم يقدمون نتاجاً موسيقياً».

ومن الحديث مع جمعية «صدى» يبدو أن مشروعها الجديد، هو ارتداد لهدفها الأساس في دعم «الموسيقى الجادة». و «صدى» جمعية أهلية غير ربحية، كما تقدم نفسها، أنشئت عام 2006. والى جانب نشاطات تأهيلية للموسيقيين، نظمت حفلات عدة بهدف أن تجد للموسيقيين السوريين مجال عمل في بلدهم.

الحفلات في الحدائق هي «تجربة مذهلة» للعازفين، كما يؤكد اصفهان الذي سبق وعزف مع فرقة خماسي نحاسي في إحدى الحدائق العام الماضي. يشرح العازف هنا عن المردود المعنوي الذي يعود على الموسيقيين جراء الاحتكاك المباشر بالجمهور، والالتصاق من دون وجود حواجز ولا حتى منصة. يتذكر أيضاً كيف بدأ العزف وقتها في الحديقة والجمهور حوله، وأنهى الحفلة وطفل يجلس في حضنه. يعود أصفهان أيضاً ليؤكد «استعداد الجمهور»، ويشرح ان العزف في الحديقة «صاحبته كمية من الصمت تكفي ليسمع الناس العزف جيداً ومن دون إزعاج».

وسيم إبراهيم

المصدر: الحياة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...