ملاحظات على معرض الكتاب في دورته الثالثة والعشرون

09-08-2007

ملاحظات على معرض الكتاب في دورته الثالثة والعشرون

يشارك في المعرض الدولي للكتاب المقام حالياً في مكتبة الأسد، عدد كبير من دور النشر السورية والعربية والأجنبية، ويشهد المعرض إقبالاً جماهيرياً كبيراً ومتميزاً..

ومن خلال جولاتنا اليومية صباحاً ومساء، كانت لنا بعض الملاحظات، منها: ارتفاع سعر الكتاب بشكل لافت، كثرة أجنحة (أقراص الـC.D) التي يفضل عدم مشاركتها مع معرض الكتاب وإن كان لابدّ فليكن لها معرض خاص بها أسوة ببقية الدول. دور نشر عربية ومحلية شكت من غلاء أجور الأجنحة التي تتراوح (ما بين الـ40 ألف ليرة الى الـ60 ألف ليرة...) وهو ما يدفع بدور النشر الى رفع سعر الكتاب الذي يكون ضحيته القارئ المسكين!!؟ ‏

ومن خلال المعرض قمنا بجولة على الأجنحة واخترنا بعض دور النشر العربية والسورية، وطرحنا عليها الأسئلة التالية: ‏

­ ثمة هموم وأزمات بين القارئ والناشر. أين تكمن هذه الأزمة، وما الحل برأيك؟ ‏

ما هي الحلول لإعادة حميمية العلاقة ما بين القارئ والكتاب؟ ‏

­ (بعيداً عن المعارض الدولية للكتاب). لماذا يظل الكتاب أسيراً لحدود البلد المنتج له؟ ‏

ہ سلطنة عُمان­ وزارة الإعلام­ الأستاذ محمد سعيد الشعشعي: ‏

«عندما ظهرت الإذاعة في العشرينيات من القرن العشرين، اعتقد المفكّرون والمثقفون أنها ستؤدي كثيراً إلى الابتعاد عن قراءة الكتب والصحف، بعد ذلك ظهر التلفاز فاعتقد البعض أنه سيأخذ إليه مستمعي الإذاعة. ‏

ومن ثم ظهرت تقنيات حداثوية وتكنولوجية كالانترنت وتوابعه، والفضائيات، وبرأيي ان الانترنت وأقراص الـ(C.D)، ساهمت في التعريف بكثير من عناوين الكتب والإصدارات الحديثة في شتى أصقاع العالم. ‏

أما الكتاب فمازال يحتفظ ببريقه وبألقه وبجمهوره ومحبيه. وفي الحقيقة أنا لا أرى أن هناك أزمة حقيقية للكتاب، بل إن المعارض الدولية العربية المتلاحقة وكثرة الإقبال الجماهيري من القرّاء على معارض الكتب تؤكدان عدم وجود أزمة. ‏

«على الدول والحكومات واتحاد الناشرين العرب، دعم سعر الكتاب، فسعر الكتاب مرتفع مقارنة بمتوسط دخل الفرد في بعض الدول، كما أنه يجب عقد الكثير من الندوات والمؤتمرات والدراسات التي تتناول إشكالية القراءة في بلادنا العربية، وعلينا أن نعوّد أطفالنا على المطالعة وعشق الكتاب لنغرس في نفوسهم هذه الحالة الإنسانية­ المطالعة». ‏

«لا أتفق معك في هذا الرأي، فالكتاب ليس أسيراً لبلده المنتج له، إنه كالطائر المسافر الذي يتجاوز حدود الجغرافيا والسياسات، والكتاب الذي يصدر في أقصى المشرق يوزع في أقصى المغرب، ويترجم لعدد من اللغات». ‏

ہ (دار فكر­ لبنان) الأستاذة: راغدة رستم: ‏

«أعتقد أن الأزمة ليست في هذه الثنائية فقط، إنها أبعد من ذلك وأكثر تشعباً، إنها تتعلق بتغيير نمط الحياة والاهتمامات، واتجاهات المعرفة ووسائلها. ‏

الناشر مضطر لرفع سعر الكتاب لغلاء مواد صناعة الكتاب، وهذا ما يدفع القارئ للابتعاد عن القراءة. ‏

وهناك إقبال من بعض المواطنين على الكتب الدينية وكتب التسلية والأبراج والطبخ، ما يفقد الكتب الجادة والهادفة والعميقة كثيراً من ألقها ويؤدي إلى سوء توزيعها». ‏

«ليس سعر الكتاب المرتفع وحده مشكلة للمواطن، المشكلة في ابتعاد المواطنين عن فعل القراءة لعدة أسباب، وهنا أقترح على المؤسسات الإعلامية والثقافية والتربوية، الى جانب الأسرة، لعب دور المحرض على المطالعة وعلى تكريس فعل القراءة، وعلى دعم دور النشر ومؤازرتها». ‏

«نعم توزيع الكتاب بين بلدان العالم العربي ضعيف، ومعظم الكتب توزّع محلياً، لذلك لا يشكل الكتاب بالنسبة للمؤلف مشروعاً». ‏

ہ (دار رياض الريس­ لبنان): ‏

«هناك عدة أمور مشتركة شكّلت هذه الأزمة بين الناشر والقارئ، معظم دور النشر العربية تعتمد على التمويل الذاتي، ونظراً لارتفاع المواد الأولية لصناعة الكتاب يكون سعر الكتاب مرتفعاً، ما يشكل عائقاً أمام اقتنائه». ‏

«كما أن عصرنا اليوم هو عصر الكومبيوتر والانترنت، وهو ما يساهم والى حدّ كبير في الحدّ من الإقبال على الكتاب الورقي، ولكي تعود للكتاب حميميته نود لو أن الجهات الرسمية تساند وتدعم دور النشر مادياً ليعود للكتاب سعره المقنع، حينها يعود القرّاء الى الكتب». ‏

«نعم يعاني الكتاب من عدم انتشاره في كثير من الأحيان خارج حدود بلده لسوء تسويقه، ولصرامة الرقابة في بعض البلدان على الكتب، هو ما يشكل عائقاً لانتشاره». ‏

ہ (دار ميديا بروتك­ مصر) الأستاذ محمد صالح: ‏

قلت له: «أنتم تساهمون بطريقة غير مباشرة بتضييق الخناق على الكتاب وذلك عبر إنتاجكم وتوزيعكم للكتب على أقراص الـ(C.D)، لماذا؟». ‏

«لم يتأثر الكتاب الورقي بتوزيعنا للكتب على أقراص الـ(C.D) لأن القارئ المتميز والعاشق الحقيقي للكتاب لا تأخذه الكتب المنتجة على أقراص الـ(C.D). إذ لكل من الكتاب ومن الأقراص جمهوره.. والقارئ السوري قارئ متميز ومثقف وذكي يعرف ماذا يقرأ وماذا يريد.. وهو يقبل على الكتاب بشغف ..لمست ذلك من خلال المعرض وهذا الإقبال اليومي المتزايد على معرض الكتاب». ‏

ہ (دار الفكر­ سورية) الأستاذ: صهيب الشريف: ‏

«الأزمة ليست بين الناشر والقارئ، بل فيما يعانيه الكتاب عموما، من فقر في الإبداع، وعدم وجود حركة نقدية حقيقية وإهمال وسائل الإعلام له، والالتزام بمقررات محددة في مراحل التعليم المدرسي والجامعي، وعزوف عن القراءة، هذا عدا عن ارتفاع الجمارك والتأخر في منح أذونات الطباعة». ‏

«إعادة حميمية العلاقة بين القارئ والكتاب بكسر حاجز الكره للكتاب والوصاية، وبدعم الدولة لدور النشر وللكتاب». ‏

«طموح كل مؤلف ودار نشر وقارئ أن يرى الكتب التي تطبع في المغرب متوافرة في المشرق. البعض يعتقد أن الكتاب حر طليق يتنقل عبر البلدان دون (فيزا) أو جمارك أو رقابة. ‏

للأسف الكتاب موضوع تحت حصار عدة قوى، استطاع الانترنت اختراقها، فانتهك كل المحرمات وتجاوز كل الحدود والرقابات والوصايا دون رقيب أو حسيب». ‏

ہ (دار رسلان­ سورية) الأستاذ: رسلان علاء الدين: ‏

«أغلبية دور النشر تحاول بإمكانات محدودة تقديم مادة ثقافية وعلمية جادة لفك حاجز الأزمة بين القارئ والكتاب.. عدم تقديم الدعم الحكومي لها يجعلها تتجه نحو الكتب التجارية والسطحية ويجعل دور النشر ترفع أسعارها ما يؤدي الى ابتعاد القارى عن الكتاب لظرف القرّاء المادي والمعيشي الصعب». ‏

«من الحلول المقترحة مبادرة مؤسسات الدولة الثقافية والتعليمية الى إغناء مكتباتها باقتناء كتب من دور النشر لأن للكتاب ميزانية خاصة في كل المؤسسات التي أصبحت تعتبر الكتاب شيئاً ثانوياً وعادياً.. في معرض الكتاب هذا لم تقم وفود المؤسسات الرسمية السورية المخصصة لاقتناء الكتب التخصصية والثقافية والعلمية، بمقابل زيارة وفود من جامعات عربية كالأردن واليمن وغيرها.. آمل وأرجو أن تزورنا المؤسسات الرسمية». ‏

ہ (دار الرائي­ سورية) الأستاذ نضال بغدادي: ‏

«أعتقد أن الهموم والأزمات لا تكمن بين القارئ والناشر وإنما تكمن ضمن تركيبة المجتمعات العربية وتدخل ضمن منظومة وشبكة واسعة من الأزمات الاقتصادية والثقافية والسياسية والاجتماعية. نحن لا نستطيع أن نعزل القارئ أو الناشر عن محيطهما المأزوم، إذ إن كليهما يقعان تحت وطأة هذه الأزمات وضغوطها». ‏

«إن أي مقترحات ترد كردٍّ على سؤال كهذا، ستدخل مع الأسف في نطاق المعالجة المجتزأة أو تسطيح الرؤية. لاشكّ في أننا جميعاً ننشد إعادة الحميمية بين الكتاب والقارئ ونحلم بها، إلا أن التحدث عن الحلول يحتاج الى مراجعة شاملة لبنى المجتمعات العربية والى خطط واقعية وفعلية لتحقيق مستويات من النهوض في المجالات كلها، حيث يمكن الحديث حينها عن إعادة الاعتبار لموضوعة الثقافة بحدّ ذاتها». ‏

«الأمر يتعلق هنا بغياب آليات توزيع فعالة وخبيرة تستطيع أن تفتح آفاقاً لانتقال الكتاب بين الأسواق العربية، وأعتقد هنا أن آليات الرقابة تفترض حدود المرونة لعمليات انتقال الكتاب وتسويقه. يبدو أن الأمر بحاجة الى مؤسسات متخصصة تمتلك الخبرات التسويقية وروح المغامرة وشبكة علاقات واسعة تمكّنها من فكّ أسر الكتاب وتداوله خارج حدود البلد المنتج له». ‏

ہ (مركز الإنماء الحضاري­ سورية) الأستاذ: نادر السباعي: ‏

«يبدو أن الهموم والأزمات ستظل تلازمنا مثل القدر المكتوب!. المثقف العربي وضع مثل أي مواطن ما بين المطرقة والسندان، وهكذا نجد في هذا الواقع أن الناشر والقارئ يعيشان الواقع نفسه! وبعد تجربتي كقارئ وكناشر أرى أن الكتاب يحتضر! أقول يحتضر ليس لعدم وجود قارئ نوعي، بل لوجود ظرف زمني لا يحترم الكتاب». ‏

«كنت أراهن ومازلت على أن الكتاب هو الوسيلة الأساسية في الحصول على المعرفة، لقد أفسدت تلك الحميمية ما بين القارئ والكتاب جملة من الأسباب من صناعة هذا العصر في هذا الزمن الرديء. ‏

بيد أن الوقائع والإحصاءات تدل على أن الكتاب الورقي لايزال حافظاً للثقافة الإنسانية». ‏

«هناك مستودعات ضخمة الكتب لجهات رسمية لايزال الغبار يأكلها وهي حبيسة في الظلمة الرطبة، دون أن تصل الى القارئ! ‏

أرى أن تسويق الكتاب يحتاج الى مؤسسات توزيع وتسويق على مستوى الوطن العربي. ‏

وأخيراً أرغب في تحديد (مفهوم الاحتضار للكتاب) الذي ألمحت إليه وهو الطريق الى الولادة! لأنه لا يوجد موت دون ولادة، وأنا أؤمن ­لا محالة­ بوجود عصر تتم فيه ولادة جديدة للكتاب». ‏

ثم انتقلنا من دور النشر الى« شريحة المثقفين والفنانين الذين ارتادوا المعرض.. وسألناهم: ‏

­ هل هناك أزمة قراءة في الوطن العربي بشكل عام؟ ما الحل برأيك للخروج من هذه الأزمة؟ وسألناهم أيضاً عن انطباعاتهم وملاحظاتهم عن المعرض: ‏

ہ علاء الدين كوكش­ مخرج وكاتب: ‏

«طبعاً، بالإضافة الى دعم الدولة مادياً للكتاب لكي يصبح بمتناول الجميع من قبل الدخول المتدنية، أرى أن هناك جانباً آخر لا يقل أهمية عن الجانب الأول وهو خلق الحوافز المعنوية التي تشجع الناس على القراءة، وهذا يأتي عبر عدة أمور، بداية من المدرسة وانتهاء بالجامعة منها خلق وتأصيل عادة القراءة غير المدرسية عند الطلاب وترك الحرية لهم باختيار ما يقرؤونه، وكل حسب هوايته: القصص والروايات تساعد في البداية على جذب الطلاب الى هذا الجانب، كذلك إقامة المهرجانات والمسابقات لتحفيز الناس على القراءة عبر تقديم الجوائز والمكافآت لهم. ‏

وجود الكتاب في كل بيت سيؤدي حتماً الى زيادة عدد القراء». ‏

«عودة المعرض الى مكان ولادته أمر جيد ويبشر بالخير، تبقى مشكلة ارتفاع سعر الكتاب.. ناقشت صاحب إحدى دور النشر العارضة بذلك.. فقال لي: (إنهم يأخذون مني من أجل هذه الزاوية التي أعرض فيها كتبي خمسين ألف ليرة سورية، فكيف تريدني ألا أرفع سعر الكتاب، أو سأدفعها من جيبي.. قلت له: معك حق!! ودفعت له ما طلب بعد أن اختصرت عدد الكتب التي أخذتها، ومضيت». ‏

ہ عبد الرحمن الدوسري (شاعر سعودي) ‏

«تعويد الأطفال على القراءة، وجعل هذا الأمر شائقاً ومحبباً إليهم، محاولة إقناعهم بأن القراءة ضرورية للغاية وعليهم التقليل من مشاهدة الفضائيات واللعب بالانترنت، طباعة الكتب طبعات شعبية بسعر معقول، تشجيع فكرة القراءة للجميع في كل البلاد العربية. المعرض بشكل عام جيد وأتمنى أن يتطوّر الى الأفضل». ‏

ہ د.بشار خليف­ طبيب وباحث: ‏

«لا أعتقد أن هناك أزمة في القراءة، فعدم القراءة صفة ملازمة لمطلق مجتمع في أي وقت. ‏

بحسب البنية الاجتماعية دوماً هناك شريحة مثقفة أو تسعى للثقافة والكتاب، مقابل شرائح عدة لا علاقة لها بالكتاب. ‏

حالياً لا توجد أزمة، وهذا أمر طبيعي في حركة المجتمع الثقافية، وإذا شئت الآن التحدث عن الشريحة المثقفة، علينا دراسة أسباب ميلها الى الثقافة، هناك أسباب سياسية اقتصادية اجتماعية، وهناك أسباب للنفور من القراءة حالياً: ‏

1­ ان التخلف المؤسساتي التربوي يجعل الأطفال في المدارس كارهين للكتاب. ‏

2­ النظام التربوي العائلي مقتصر على هذا الاتجاه، فبيت بلا مكتبة كرأس بلا دماغ. ‏

المعرض توقيته الزمني مزعج (في آب اللّهاب)¼ ‏

ہ (حنا بهنان­ باحث): ‏

«تخفيض سعر الكتاب بشكل فعلي يدفع الناس لاقتنائه، نشر الكتب الجيدة التي تبني الإنسان بناء موضوعياً ونشر الكتب المترجمة من اللغات العالمية الى العربية، لأن الفضائيات وأقراص الكتب والانترنت تضيّق الحصار على الكتاب. ‏

المعرض تظاهرة حضارية ومدنية لأن هذا المعرض يعرض الكلمة التي تؤثّر في عمق النفس الإنسانية. أتمنى أن يكون المعرض من التجارب العلمية والحضارية التي تؤثّر في بنيان الإنسان. ‏

ہ (عبد الله خبازة­ شاعر ومحام): ‏

نحن كغيرنا من الشعوب نتعرض لمحن وأزمات فما بالك بأزمة القراءة، لكننا شعب نقرأ ونحبّ ونسعى نحو الثقافة ولنبدأ من الطفل، من الأسرة الى المدرسة لنعلّمهم عشق المطالعة وعادة القراءة. ‏

المعرض تظاهرة ثقافية وحضارية مهمة تفيد في إنماء الثقافة والقراءة والاطلاع على الإصدارات الجديدة. ‏

‏ ہ حسن الصواف (باحث) ‏

1­هنالك مجموعة عوامل سبّبت أزمة القراءة في الوطن العربي ومنها على سبيل المثال: ‏

أ­ الواقع المعيشي، وتدني مستوى الدخل الفردي، الذي يقابله ارتفاع ثمن الكتاب. ‏

ب­ قلة العناوين التي تهمّ القارئ، وبالذات متوسطي الثقافة، وسيادة المؤلفات السطحية... لقد بات السوق مليئاً بمؤلفات الكتّاب الجدد ممن غزوا ساحة التأليف في غفلة من الزمن، وباتت الكتب التي تستحق القراءة نادرة. ‏

جـ­ عزوف السلطة المسؤولة عن الثقافة عن تعزيز دور الكتاب، ومساعدته بالنشر والدعاية والدعم، والقيام بإصدار طبعات شعبية تمكّن القارئ من الحصول عليها بيسر... لهذا كله، لابد أن تتكاتف الجهود لدعم النشر، وتسهيل وصول الكتاب للناس وتفعيل الحركة الثقافية بكل السبل. ‏

2­ يمثل معرض الكتاب مهرجاناً سنوياً للثقافة، يجد فيه القراّء فسحة واسعة للحصول على الجديد من المؤلفات، وإغناء مكتباتهم بالكتب المفيدة. وقد تميز معرض هذه السنة بـ : التنظيم الجيد الذي أتاح للناس الحركة والتأمل في محتويات الأجنحة. كما تميز بتوفر المطبوعات الجديدة، ولكن لا بد من متابعة ومراقبة موضوع الأسعار والعمل على تخفيضها لتتاح للجميع بسعر معقول وغير مرهق. ‏

ہ نزيه بدور­ (روائي وقاص): ‏

1­ أزمة القراءة في الوطن العربي هي انعكاس لحالة التوتر وعدم الاستقرار المسيطرة على المجتمعات العربية في الوقت الراهن فموقع الكتاب من الحياة اليومية هو مؤشر واضح لحالة التطور أو الانتكاس الحضارية لدى الشعوب. وفي ذلك يقع جزء كبير من المسؤولية على السياسات الثقافية السائدة والتي تعير الاهتمام الأكبر للإذاعة والتلفزة لغايات دعائية وتجارية، دون الاهتمام بدعم الكتاب وتشجيع النشر. ‏

ما عدا بعض الحالات المحدودة في الوطن العربي الكبير. لذلك تسود الثقافة البصرية المسطحة والهابطة في الغالب. وتصبح القنوات الفضائية المصدر الأساسي للمعلومة دون النظر للمستوى الثقافي والأدبي للقائمين عليها. ‏

2­ معرض الكتاب في مكتبة الأسد هو تظاهرة مهمة ننتظرها من عام إلى عام، وتترك انطباعات إيجابية في الغالب نظراً لتعدد دور النشر المشاركة وتنوع العناوين المتوفرة في أروقة المعرض. ‏

ہ محمد مروان مراد (باحث وإعلامي): ‏

أولاً: ثمة في الوطن العربي أزمة قراءة حقيقية، نلمسها في ركود المؤلفات، وكسادها، ولعلنا نعزو ذلك إلى العديد من الأسباب: ‏

1­ تهافت دور النشر على طباعة مؤلفات بعيدة عن اهتمام القارئ الجاد، واهتمامها بكتب الطهو والسحر والمواضيع الخفيفة التي لا تسمن ولا تغني من جوع باعتبارها ذات مردود مفيد. ‏

2­ ارتفاع ثمن الكتب، وعدم مراعاة دخول المواطنين، صحيح أنها مكلفة ولكن بإمكان السلطات المسؤولة عن الثقافة دعمها والتخفيف عن القارئ بطرحها بسعر مناسب. ‏

3­ ضرورة تكليف لجنة من المسؤولين والمهتمين لدراسة وضع الكتاب، وطرح الحلول المناسبة لتنشيطه، وإيجاد السبل للتخفيف من أزمته. ‏

ثانياً: زرت معرض الكتاب، وسررت بهذا الحضور العارم والاقبال الجيد، وقد أسعدني التنظيم الذي أعدّه المشرفون على المعرض، ما أتاح الفرصة لعرض المؤلفات والحصول عليها بسهولة. كما أسعدني توفر المؤلفات الجديدة، وبشكل خاص أن أياً منها لم يُمنع من العرض، فكانت الفرصة سانحة للحصول عليها، وهي مأثرة تشكر عليها الرقابة. لكنني لاحظت ارتفاع سعر بعض المؤلفات، وعدم التقيد بالحسم المقرر، ولا بد أن الأمر سيتلافى في المعارض القادمة. وكانت سعادتي كبيرة بهذا الكم الواسع من المحاضرات الأدبية والندوات الثقافية التي رافقت المعرض، وأغنى فيها مشاهير الكتّاب الساحة الفكرية بالجديد من الأفكار.. وهي مأثرة أخرى للمعرض السنوي.‏

تنويه: توزع كتبنا: شغب+ رواية اسمها سورية+ الرب يبدأ نصه الأخير في دار التكوين جناح رقم 192

أحمد عساف

المصدر: تشرين

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...