مكياج كامل برغم كل الظروف!

04-09-2009

مكياج كامل برغم كل الظروف!

لم يعد هناك من شك أن صناع الدراما العربية قد تنبهوا إلى أهمية الماكياج كركيزة أساسية من ركائز أيّ عرض مصوَّر. فالكل بات يجمع ان الماكياج كما الديكور والتمثيل والإخراج والأزياء من العناصر الرئيسة في الدراما، له دور في إظهار الصورة المعروضة بالحلّة الأنسب، كما يمكنه أن يساهم في دعم أداء الممثل أو العكس، إي إعطاء صورة مغايرة للرسالة التي يريدها النص. ولأهمّيّته الاستثنائيّة، تمّ اللجوء في محطات سابقة إلى اختصاصيين في الماكياج أثناء تصوير انتاجات ضخمة واستقدام فرق أبرزها من إيران، كما لمعت أسماء مثل محمد عشوب من مصر وكلود ابراهيم من لبنان (عمل على ماكياج الفنان أشرف عبد الباقي في مسلسل «أبو ضحكة جنان» عن الفنان اسماعيل ياسين). مشهد من مسلسل قلبي معكم
مع هذا يبقى واضحاً على الشاشة، التضحية أحياناً بضرورة الاقناع تلبية لرغبة ظاهرة أو مُضمَرة عند الممثّل للبروز بالصورة الأجمل على الشاشة، فتأتي الصورة مناقضة للنص وتحل اللادقة محلّ الاقناع المنشود.
هذا الموسم، ظهرت عدّة مشاهد، وفي أكثر من عمل، كان التكلّف سمة ظاهرة فيها، منها مثلاً، مشهد في مسلسل «قلبي معكم» أفاق فيه الفنّان عبّاس النوريّ الذي يؤدّي دور «الدكتور بِشْر» من النوم فجأة، بعد تلقّيه مكالمة أنبأته أنّ هناك مَن يقوم بهدّ البناء الذي يحلم الدكتور بتحويله إلى مشفى للتجميل. لكن على غير عادة المستيقظ من النوم متفاجئاً، كانت تسريحة عباس ثابتة، لم تخرج فيها أية خصلة شعر عن مكانها المعتاد، كما بدا بكامل أناقته المعهودة ما عدا اصطناع بعض النعاس، إضافة إلى أنّ تعابير وجهه كساها الماكياج المعتاد الطبيعي. على ان تنفيذ ماكياج من أفاق من نومه مذعوراً منتفخ العينين بعض الشيء أمر من أصعب ما يكون، ويتطلب وقتاًَ قد لا تسمح به ميزانية وحساب وقت مشهد سيمر بثوان قليلة، إلا ان الملاحظة لا يمكن إلا ان تسجل نظراً إلى تكررها في أكثر من مسلسل. وإن كان هناك من عذر قد يساق هنا لتبرير غياب الماكياج الملائم إلا انه يبقى لمسلسل «صبايا» نصيبه من اللامبالاة إزاء الحرص على صدق الصورة، فعلاوة على ما تبدو عليه الصبايا من مكياج كامل حتى وهنّ نائمات أو مستيقظات توّاً، يزداد الطين بلة في حلقات معينة، كما حين ظهرت الفنّانتان نسرين طافش «ليلى» وجيني إسبر «ميديا»، وقد علقتا في صحراء بادية الشام وهما في طريقهما إلى تدمر لتقديم عرض للأزياء، فبدتا في أجمل حلّة ممكنة، مكياجهما تامّ من أحمر الشفاه إلى الكحل والماسكارا وصولاً إلى تناسق لون البشرة وأحمر الخدود، فبدا انه لم تنتقص من زينتهما أيّة ذرّة بعد افتراض نوم ليلة في السيّارة في أجواء صحراويّة كئيبة. وكان قد سبق هذا المشهد آخر، انتقلت فيه الفنّانة ديمة بياعة «نورة» من الجلوس على الكنبة إلى مكالمة خطيبها «وائل»، فبدت في المشهد الأوّل من دون مكياج يُذكَر إلا انها سرعان وعادت في المشهد التالي لتطل بماكياج شبه كامل ولو لم يكن بين المشهدين أيّ فترة زمنيّة.. اللهم إلا إذا كان السيناريو قد منحها قدرات خارقة على وضع مساحيق التجميل خلال ثوان قليلة تمتد بين رنة هاتف وأخرى.
هنا تشتبك أخطاء المونتاج مع أخرى لها علاقة بتنفيذ الماكياج، ليقع الضرر على الحلة النهائية على العمل، وهي عينة من ملاحظات تضاف إلى ظاهرة تتعلق بالمبالغة في وضع المكياج في المسلسلات الخليجيّة، حتّى درجت ظاهرة ما بات يعرف شعبيّاً بـ«المكياج الخليجيّ»، الذي يتّسم بأنّه صارخ و«فاقع»، من ذلك في مسلسلَي: «العنود» «عجيب غريب»، حيث تكاد ألوان الماكياج الصارخة حيناً والداكنة حيناً آخر تكون الحاضر الأبرز في عدد من المشاهد بشكل يحول النظر عن أداء الممثلين.

هيثم حسين

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...