لبنان: احتواء التوتر مع الـ«يونيفيل» وإسرائيل تستثمره

20-07-2009

لبنان: احتواء التوتر مع الـ«يونيفيل» وإسرائيل تستثمره

قفز الجنوب اللبناني الى دائرة الضوء مجددا، مع تلاحق الاحداث الميدانية والخروقات الاسرائيلية للقرار 1701، والتي بلغت ذروتها مع استحداث الاحتلال مركز مراقبة ورمي في إحدى النقاط الواقعة ضمن الاراضي اللبنانية، على تلال كفرشوبا، فيما بدا أن عدم التصدي للخروقات الاسرائيلية المتفاقمة قد ولّد احتقانا كبيرا في نفوس الجنوبيين، ما لبث ان انفجر في وجه قوة دولية حاولت مداهمة أحد المنازل المأهولة في بلدة خربة سلم، من دون تنسيق كاف مع الجيش اللبناني، الامر الذي سارعت إسرائيل الى استغلاله للإيقاع بين «اليونيفيل» والمقاومة، و«تحريض» القوات الدولية على التطبيق المجتزأ للقرار 1701، وصولا الى صرف الانظار عن الخروقات المتمادية التي يقوم بها الجيش الاسرائيلي للاجواء والاراضي اللبنانية. 
وكانت قد نجحت الاتصالات التي جرت على أكثر من خط في احتواء حادث خربة سلم الذي نتج عن محاولة قوة فرنسية وإيطالية من الـ«يونيفيل» مداهمة أحد المنازل بحجة التفتيش عن السلاح، من دون التنسيق الكافي مع الجيش اللبناني الذي أناط به القرار 1701 تنفيذ المهام الميدانية على ان تتولى القوات الدولية مؤازرته عندما يطلب ذلك، الامر الذي أدى الى حصول مواجهة بين القوة الدولية والاهالي، أوقعت 14جريحا في صفوف الجنود الدوليين، وكادت الامور تتطور نحو الأسوأ ليس فقط في البلدة بل في بلدات وقرى اخرى تتواجد فيها القوات الدولية، ولكن قيادات حزب الله وحركة أمل تحركت سريعا على الارض وعملت على احتواء الغضب الشعبي والحؤول دون تفاقم الوضع، علما ان أوساطا سياسية واسعة الاطلاع تساءلت عما إذا كان ما حصل في خربة سلم، وقبله وبعده في كفرشوبا، ينطوي في خلفيته على مسعى لتغيير قواعد الاشتباك التي أرساها القرار 1701 وفرض معادلة جديدة على الارض.
في هذا الوقت، قالت الناطقة الرسمية باسم القوت الدولية العاملة في الجنوب ياسمينا بوزيان ان التحقيق في شأن ما جرى في خربة سلم مستمر، بالتنسيق مع الجيش اللبناني. وأضافت: الوضع عاد الى هدوئه ونحن نتابع عملنا بالتعاون مع الجيش من أجل تطبيق القرار 1701 وتنفيذ مهمتنا. 
وقالت مصادر أن قيادة الجيش اللبناني أبلغت قائد القوات الدولية الجنرال كلاوديو غراتسيانو صراحة بأن «اليونيفيل» هي المسؤولة عما حصل في خربة سلم بسبب الخطأ الذي ارتكبته عندما حاولت مداهمة منزل مأهول لتفتيشه، قافزة فوق دور الجيش وصلاحياته.
وقالت مصادر عسكرية انه ليس من حق القوات الدولية، بموجب القرار 1701 القيام بمداهمة المنازل او إقامة الحواجز من دون التنسيق مع الجيش، ذلك ان صلاحياتها عملا بهذا القرار تتمحور حول دعم الجيش ومؤازرته بناء على طلبه، لا الحلول مكانه، وبالتالي فهي اساءت التقدير بمبادرتها من جانب واحد الى المداهمة، علما ان الجيش قام بمسح ميداني بعد الانفجار في خربة سلم ولم يعثر على شيء.
وأصدرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بيانا جاء فيه انه على اثر الانفجار الذي حصل مؤخرا في بلدة خربة سلم ـ قضاء بنت جبيل، «حصل التباس لدى اهالي البلدة نتج عنه بعض ردود الفعل، وقد عولج الموضوع فورا وأعيد الوضع الى ما كان عليه». وبوشر تحقيق مشترك لتوضيح ملابسات هذا الحادث. وأكدت ان «وحدات الجيش اللبناني والقوة الدولية ستستمر بالعمل بشكل وثيق لتطبيق القرار 1701».
إسرائيليا، قالت صحيفة «هآرتس» إن ضباطا في القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان تجاهلوا معلومات استخباراتية سلمتها إسرائيل لهم حول ما اعتبرته مخزن الصواريخ في قرية خربة سلم.
ونقلت الصحيفة عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إسرائيل تأمل في أن يشكل الانفجار في خربة سلم تحذيرا من نشاط حزب الله وتعاظم قوته في جنوب لبنان، على خلفية بحث مجلس الأمن الدولي مستقبل عمل «اليونيفيل» في حلول نهاية شهر آب المقبل.
وأضافت الصحيفة أن إسرائيل تسعى لاستخدام انفجار مخزن الصواريخ، وادعائها بتخطي 12 لبنانيا الحدود في منطقة مزارع شبعا يوم الجمعة الماضي، للتشديد على ضرورة تكثيف عمل «اليونيفيل» في جنوب لبنان. ورأت أنه على الرغم من أنه لا يمكن تغيير التفويض الممنوح لـ«اليونيفيل» إلا أن إسرائيل ترى أن بالإمكان التركيز على التعليمات لإطلاق النار الممنوحة للقوات الدولية في جنوب لبنان، وتنفيذ عمليات متشددة بالتعاون مع الجيش اللبناني داخل القرى اللبنانية في الجنوب.
وبالنسبة الى خرق كفرشوبا، قالت مصادر ان قوات الاحتلال الاسرائيلي عززت محيط الخرق البري بدبابة ميركافا وعدد من الجنود، ما فُسر بأنه رسالة تهويلية الى أهالي كفرشوبا لمنعهم من تنفيذ التحرك الشعبي الواسع الذي هددوا باللجوء اليه خلال الساعات المقبلة، إذا لم يبادر العدو الى إزالة الخرق المتمثل في إقامة موقع عسكري في نقطة كانت تشغلها المقاومة قبل العام 2006.
وينتظر الاهالي نتائج الاتصالات التي تقوم بها قيادة القوات الدولية مع الجانب الاسرائيلي لمعالجة الخرق، وفي حال لم تسفر عن نتائج ملموسة، فإن هناك قرارا متخذا لدى أهالي كفرشوبا بأن يتولوا بأنفسهم إزالة الموقع الاسرائيلي المتقدم.
وأبلغت مصادر عسكرية ان منطقة الخرق هي منطقة تحفظ، ومن غير المسموح أن يُدق مسمار واحد فيها حتى لا يتم تكريسه كـأمر واقع، لافتة الانتباه الى ان من صلب مهام القوات الدولية ان تمنع أي تعد على المناطق موضع التحفظ للحؤول دون فرض أي معطى جديد فيها لصالح الاحتلال، وهي تشمل مزارع شبعا، تلال كفرشوبا، إضافة الى نقاط عند تخوم رميش والعديسة وإبل القمح.
ونبهت الى ان الخرق يندرج في إطار عملية قضم منظمة للاراضي اللبنانية، وبالتالي لا بد من مواجهته بكل الوسائل المتاحة.
وكان الخرق الاسرائيلي موضع بحث بين الرئيس نبيه بري وقائد القوات الدولية غراتسيانو في المصيلح، حيث لفت بري انتباه زائره الى ان إسرائيل تعتمد سياسة القضم، خطوة تلو خطوة، ومترا بعد متر، وهذا أمر لا يمكن السماح به، و ما حصل من تحرك شعبي هو رسالة بهذا المعنى.
وقال بري لغراتسيانو: الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا لم يتم دفعة واحدة، بل جرى على مراحل، ونحن لن نقبل بتكرار هذا السيناريو مجددا.

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...