في إسرائيل الحكم لحزب الحرب

24-02-2010

في إسرائيل الحكم لحزب الحرب

من الجميل العلم بأن الاقتصاد جيد أو نسبيا جيد، و أن قطاع التكنولوجيا المتقدمة مذهل , و أننا الأمة التي انطلقنا بالعمل, و أن هناك الكثير من الفرص  الاقتصادية للمتعلمين و الأذكياء و المجتهدين (أو لنقل لليهود المتعلمين و الأذكياء و المجتهدين). توجد ثروة كبيرة في إسرائيل و طبقة من الأغنياء.و هذا تغير جيد فالرفاهية حتى و إن انتشرت بشكل ضيق تبقى أمرا ايجابيا.
و فيما عدا الاقتصاد و صعود الأغنياء الجدد و التخلص من الركود، فان كل شيء في الحياة الوطنية ، كل شيء يخطر ببالك عندما تفكر بإسرائيل أو بكونك إسرائيليا ما هو إلا سلبي.
أن تكون إسرائيليا اليوم يعني أن تكون في حالة الضد. ضد الفلسطينيين، ضد الناس الذين ينتقدون طريقة معاملتنا للفلسطينيين ، ضد العالم الإسلامي بشكل عام.
هذا هو معنى أن تكون إسرائيليا. منذ بدء الانتفاضة الثانية قبل عقد و نحن نقر  بأنه ما من عربي يمكن الوثوق به. و باستثناء صورتها التكنولوجية ، فان هذا هو كل ما تجسده إسرائيل ، أي أن تكون ضد هذا و ضد ذاك و ضد أي أحد لا يكون ضدهما .
و هذا لم يترك لنا الكثير من الناس في صفنا، فنحن مع الجمهوريين و مع المسيحيين الانجيليين اليمينيين هذا كل ما في الأمر و أي شخص عدا ذلك هو ضدنا،أو لا يعلم شيئا عنا فهو إذن حيادي.
فكحال الاسكيمو أن تكون إسرائيليا اليوم يعني أن تنظم تفكيرك وفقا للعدو ، فمن غير العدو لا يمكنك فهم العالم و مكانك فيه. بدون العدو لن تعرف ماذا تريد باستثناء المزيد من المال الذي هو هدف الجنس البشري.
ماذا يريد الإسرائيليون أيضا؟ نريد الأمن! نريد أن يتركنا أولئك الأوغاد و شأننا!نريد أن يذهب العدو! الخوف و العداء تجاه العدو هو ما يحركنا إضافة للرغبة بالمزيد من المال.
حتى و إن حصدنا المزيد من الأموال ، ماذا سنفعل بها ؟ سنستثمرها لتحسين بلدنا؟  لتحسين العالم؟هل هذا هو هدف الأمة الصاعدة؟
عندما نفكر بالاقتصاد نفكر ب "الأنا" و لكن عندما نفكر ب "نحن" فإننا نفكر أولا و أخيرا ب "هم". بالتأكيد هناك الكثير و الكثير من الإسرائيليين النبلاء الايثاريين قاموا بأشياء عظيمة بشكل إفرادي أو ضمن جماعة.و لكن عندما نكون معا كأمة فان كل ما نراه هو العدو. صد العدو هو الهدف الوطني الوحيد الذي بقي لنا.انه القضية الوحيدة التي تسرق انتباه الناس يوما اثر يوم.
بالنسبة للجانب اليهودي في كون المرء إسرائيليا ، فان اليهودية في هذا البلد قبلية بشكل ساحق،لدرجة الشراسة.و اليهودية وفق للنموذج الإسرائيلي تغذي عقلية  ال"نحن"ضد ال"هم"أكثر من أي شيء آخر ،ربما باستثناء الإعجاب بالجيش لدرجة العبادة.
أي من هذه الأفكار ليست بالجديدة، لقد كانت دائما هنا، و لكن حتى العقد الماضي ،واجهت منافسة من إسرائيليين أقل خوفا يملكون عقولا منفتحة و آراء ايجابية حول ما تعنيه كلمة إسرائيلي. وجد هنا أناس تحدثوا عن بناء أشياء غير المستوطنات في الضفة الغربية و مدرسة يشيفا الدينية المتزمتة و الجدران العازلة .لقد أرادوا التوقف عن القلق من  العدو، أرادوا الانطلاق إلى العالم و لم يعادوا من قال لهم بأننا نعامل الفلسطينيين بشكل سيء ، لأنهم علموا أن الناقد على حق. وجد إسرائيليون كثيرون بعقلية كهذه، قاموا بمظاهرات كبيرة و كان لهم أحزاب سياسية و قادة و أفكار فحتى هذا العقد ، كان هناك معسكر سلام أيضا ،لا معسكر قومي فقط و تحارب المعسكران لتحديد وجهة هذا البلد ، و سببوا الكثير من التوتر الخلاق في الحياة الوطنية.و حتى هذا العقد كانت الحياة الوطنية ممتعة، و الآن بهتت.و سأعود لصحيفة هآرتس  مستشهدا برأي الصحفي جدعون ليفي قبل سنتين حيث قال:"مر زمن كان بإمكانك التوجه لاثنين من الإسرائيليين بسؤال و الحصول على ثلاثة آراء، الآن تحصل على رأي واحد فقط"
عندما حاولت شرح إسرائيل للأميركيين ، طلبت منهم تخيل 80% من مواطنيهم جمهوريين، لقد أضحت إسرائيل دولة بحزب واحد، حزب الحرب.
فنحن في حرب مع الشرق الأوسط و أوربا و اليهود الليبراليين في الخارج و للأسف مع القلة القليلة من المنشقين في الداخل.إننا لا نثق بأحد و نرى العداء للسامية في كل مكان . نريد بناء قبة حديدية فوق هذه البلد لإبقاء العالم خارجا.
يوجد القليل من الأوكسجين هنا ، و كل واحد يتنفس الهواء الذي يزفره شخص آخر. هذه البلد راكدة منذ عقد و لم نشهد إطلاقا تطابقا كهذا  من قبل .

   ترجمة رنده القاسم        
عن Occupation Magazine

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...