عادل إمام نسي كم «إياد» في غزة!

03-01-2009

عادل إمام نسي كم «إياد» في غزة!

أقل ما يقال عن تصريحات الفنان المصري عادل إمام عن أحداث غزة الأخيرة لصحيفة »المصري اليوم«، أنها كانت مثيرة للخيبة.. فالممثل المصري عاد ليكرر تصريحات بعض سياسيي بلاده، حين قال: »حذرت القيادات المصرية القيادات الفلسطينية من الهجمات الإسرائيلية، لكنها لم تنتبه لذلك، وخاضت حربا غير متكافئة، والأفضل أن تتوقف »حمَّاس« عما تقوم به، لأن إسرائيل لن تقابل ما تفعله »حماس« بالورود«.
وبحسب الصحيفة فإن إمام الذي بدأ كلامه قائلاً »أكاد أبكي دماً على ما يحدث«، عاد ليؤكد انه يرفض عقد قمة عربية، لأن »إسرائيل لن تتوقف ولا جدوى من هذه القمم«، منتقداً في الوقت ذاته »التظاهرات وشعارات« بالروح بالدم نفديكِ يا فلسطين«، وإضراب التجار في مصر، ووقف السوق تضامناً مع الفلسطينيين«، كون هذه الأفعال »تفيد إسرائيل أكثر مما تضرها، لأننا نخرب اقتصاد بلادنا!«.
تعيدنا تصريحات عادل إمام بقوة إلى وقائع فيلمه »السفارة في العمارة«، لتثير أسئلة عن مدى تطابق شخصيته الحقيقية وشخصية المهندس التي أداها في الفيلم. المهندس الذي عاد إلى مصر ليجد مقر السفارة الإسرائيلية في البناء الذي يمتلك إحدى شققه، ولكنه لا يعتبر أنه في مشكلة إلى أن يجد نفسه وبدون قصد جزءاً من تظاهرة تندد بالتطبيع مع »أعداء السلام« وتنادي بـ»سقوط الاحتلال الإسرائيلي«، وذلك بعد أن أعجب بمدرسة شابة يسارية، رغب بقضاء ليلة حمراء معها ولكنها جرّته، من دون قصد، إلى التظاهرة.. ليصير بحكم الـ»دون قصد« رمزاً شعبياً لمقاومة التطبيع مع إسرائيل.
هل كان هذا الـ»دون قصد« أيضاً هو ما جعل عادل إمام »زعيماً« يعبر بعفوية عن مقولات الشعب السياسية من خلال أفلام كثيرة له مثل »نحنا بتوع أتوبيس«، »الإرهابي«، »اللعب مع الكبار«، »حسن ومرقص« وغيرها؟!
أكان عمق الوعي السياسي والاجتماعي الذي أبداه إمام في أفلامه الكثيرة، مجرد تجسيد لنص مكتوب على الورق لا علاقة لأفكاره الخاصة به؟!
وإن كان عادل إمام بريئاً من كل الاتهامات السابقة، فما الذي يعنيه تجاهــله، مثلاً، ان حقيقة إغلاق معبر رفح مصرياً كان مقتل الفلسطينيين في حصارهم ومقاومتهم للعدوان الإسرائيلي؟
وحين ينتقد عادل إمام أضعف الإيمان الشعبي، أي التظاهرات التضامنية بكل شعاراتها، ولا يريد للقمة العربية أن تنعقد، ولا يريد لأحد أن يحتج، ولا يريد لـ»حماس« أن تحارب.. فما الذي يراه مناسباً بالضبط لمقاومة العدوان؟
في فيلم »السفارة في العمارة«، يعود المهندس في مشهد النهاية ليطرد السفير الإسرائيلي وضيوفه، بعد أن يكتشف استشهاد الطفل »إياد«، وهو ابن صديقه الفلسطيني الذي يعود إلى فلسطين ويشارك في انتفاضتها... ويبدو أنه في هذا المشهد بالذات يحدث افتراق بين شخصية عادل إمام الحقيقية وشخصيته في الفيلم، وإلا ما معنى ألا يثور عادل إمام بشخصيته الحقيقية لمشهد عشرات الأطفال الذي يقتلون يومياً في غزة، بينما يأخذ البطل قراره الحاسم بسبب موت »إياد«؟
في الفيلم، يسأل الطفل »إياد« المهندس باندهاش »هُوَ اللي يدافع عن أرضه يبقى إرهابي؟«، ولكن المهندس المصري لا يجيب الصبي مكتفياً بابتسامة، ويبدو أن جواباً عن مثل هذا السؤال لا يعرفه عادل إمام بعيداً عن الكاميرا، وإلا ما معنى أن يحمَّل في تصريحاته للصحيفة »القيادات الفلسطينية وبعض الفصائل الأخرى، ما يحدث الآن في فلسطين«؟
قال وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط، أمس الأول، في حواره مع الزميلة جيزال خوري في برنامجها »بالعربي«، إن الشعب المصري لا يريد أن يحارب وأنه »أخذ قراره منذ العام ،١٩٧٩ واختار منهج السلام، والتسوية والتنمية«، طالباً من خوري العودة إلى لبنان وإخبار »الشيخ« حسن بأن »الملايين التي تحدث عنها تتظاهر في شوارع مصر غير موجودة«.. ولعل الأنظار أصبحت مصوبة أكثر من ذي قبل على الشعب المصـري وردات فعله بعدما تعالت الأصوات بضــرورة أن يثــبت أن حقيقته تشبه الصورة الغاضــبة التي نشاهدها على شاشات التلفزة، لا تلك التي تحدث عنها أبو الغيط، أو ذهبت إلى مثلها تصريحات الممثل عادل إمام.. وعندها قد لا نجد أمامنا سوى أن نصرخ: نصرة للطفل الفلسطيني متمثلاً بـ»إياد« في فيلم »السفارة في العمارة«.. قاطعوا عادل إمام!
رابط المقابلة على »المصري اليوم«
ahttp://www.almasry-lyoum.com/article.aspx?ArticleID
٢١٩٢٥٥٦=

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...