صلاة مسيحية - إسلامية في كاتدرائية كركوك

02-06-2011

صلاة مسيحية - إسلامية في كاتدرائية كركوك

مسيحيون ومسلمون، عسكريون وشيوخ عشائر من العرب والاكراد والتركمان، اقاموا صلاة مساء الثلثاء داخل كنيسة في كركوك طلباً للسلام، في خطوة هي الاولى من نوعها في المدينة التي تمزقها خلافات طائفية وإتنية.

وردَّد الحاضرون في كاتدرائية كركوك للمسيحيين الكلدان، وعددهم حوالى 1500، تراتيل مريم العذراء ومزامير وصلوات وقراءة من الإنجيل وسورة مريم من القرآن.

وقدمت سيدات مسيحيات ومسلمات بالكلدانية والعربية والكردية والتركمانية دعوات من اجل السلام والاستقرار ووحدة البلاد والعباد، فيما كان يجري عرض تمثال للسيدة مريم العذراء مزيَّن بالورود والشموع.

وخُتمت الصلاة التي اقيمت لمناسبة ذكرى ولادة السيدة مريم العذراء بإطلاق زوجي حمام. وطغت على المناسبة، التي شارك فيها عدد كبير من الاطفال والنساء، الاجواءُ العاطفية، حيث بدا التأثر واضحاً على وجوه الجميع ،خصوصاً اقرباء اشخاص قتلوا خلال اعمال عنف في كركوك.

وتخلل المناسبة مصافحات باتت نادرة بين شخصيات كردية وتركمانية وعربية.

وتواجه كركوك (240 كلم شمال بغداد)، التي يعيش فيها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة أبرزها التنازع على السلطة.

ويطالب الاكراد بإلحاق كركوك الغنية بالنفط بإقليم كردستان الشمالي، فيما يصر العرب والتركمان والحكومة المركزية على الإبقاء عليها كمحافظة مستقلة مرتبطة ببغداد.

وقال أحد المشاركين في الصلاة، إنها «مناسبة كي يصلي فيها المسيحيون والمسلمون معاً من اجل السلام والاستقرار في بلدنا وفي مدينتنا كركوك التي صدمتنا أحداثها الأخيرة».

وأضاف ان «مسيحيي كركوك ومسلميها اجتمعوا معاً في المدينة العزيزة التي عانت في الاسابيع الاخيرة من العنف الأعمى وقد أرعبنا جميعاً».

وقتل 29 عراقياً وأصيب تسعون آخرون، معظمهم عناصر في الشرطة في ثلاثة تفجيرات وقعت في 19 ايار (مايو)، وسط كركوك.

وقبل ذلك بأربعة ايام، عثرت الشرطة على جثة عامل بناء مسيحي كلداني اختطف قبل ايام من موقع عمله. وشاركت عائلة العامل والرائد المسلم ابراهيم حازم رؤوف، الذي قتل في التفجيرات الاخيرة، في الصلاة.

وقال ساكو، متوجهاً الى اهالي كركوك: «علينا ان نجتمع ايضا في مسجد او حسينية، التي هي بيوت الرحمن، لنقف وقفة اخوية صادقة وحازمة من اجل تفعيل السلام والاستقرار والامان في مدينتنا، بحيث تغدو مثالاً تحتذي به المدن الاخرى».

وشدد على ان «المسيحيين عراقيون أصلاء، حالُنا حالُ إخوتنا المسلمين. نحن مسالمون ومرتبطون بجذورنا العراقية، ولا نسعى للعيش منعزلين في كانتون مغلق، ولا في مخيمات مهاجرين في بلاد الشتات».

ويتعرض المسيحيون العراقيون لاعتداءات متكررة دفعت كثيرين منهم الى الفرار من بلادهم التي يعيشون فيها منذ اكثر من ألفي عام. وكانت أعداد المسيحيين في العراق تراوح بين 800 الف ومليون ومئتي الف نسمة قبل الاجتياح الاميركي ربيع العام 2003، وفقاً لمصادر كنسية ومراكز ابحاث متعددة. ولم يبق منهم سوى اقل من نصف مليون نسمة اثر مغادرة مئات الآلاف، كما انتقل بضعة آلاف الى مناطق آمنة في شمال البلاد مثل سهل نينوى وإقليم كردستان.

وقال مدير مكتب الشهيد الصدر في كركوك الشيخ رعد الصرخيفي، ان يوم الصلاة كان «مباركاً، وهو دعوة للسلام تحت خيمة مريم العذراء بعيداً من تنظيم القاعدة والاحتلال والبعثيين».

من جهة أخرى، اعتبر رجل الدين الكردي احمد محمد امين، أن «العالم بأسره مهدد من الارهاب، ومبادرة المسيحيين اليوم دليل على اصالتهم ووطنيتهم والتصاقهم بأرضهم مع إخوانهم العراقيين، فلا جدوى من العراق دون وجود اخواننا المسيحيين».

وعلى رغم مرور ثمانية اعوام على الغزو الأميركي للعراق وسقوط النظام السابق، مازالت البلاد تشهد اعمال عنف شبه يومية تشمل الهجمات الانتحارية والسيارات المفخخة والاغتيالات.

وكان العراق شهد خلال الاعوام التي اعقبت الاجتياح، خصوصاً بين 2006 و2008، مواجهات طائفية قاسية استهدفت جميع اطياف المجتمع، والاماكنَ الدينية والحكومية، وقُتل خلالها عشرات الآلاف في عموم البلاد من 2003.

المصدر: أ ف ب

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...