دراسة: الشباب السوري يرغب بالعمل المكتبي في القطاع العام

29-08-2008

دراسة: الشباب السوري يرغب بالعمل المكتبي في القطاع العام

أظهرت دراسة نفذتها هيئة تخطيط الدولة بالتعاون مع الهيئة السورية لشؤون الاسرة وصندوق الأمم المتحدة للسكان في جانب منها رغبة الشباب والشابات في سورية بالعمل في الأعمال المكتبية والإدارية خاصة في القطاع العام لأنها ضمان المستقبل برأيهم.

وعبر الشباب في الدراسة التي تناولت قضاياهم بهدف وضع قاعدة بيانات لمشروع دعم الاستراتيجية الوطنية للشباب في سورية عن ميولهم للعمل في المهن الطبية والهندسية بسبب النظرة الايجابية التي يسبغها المجتمع عليها وفي مجالات الاتصالات والتجارة نظرا للربح السريع والمرتفع المتوقع من قبلهم لمن يعمل بهذه المهن وفي مجال التعليم وغيره من المجالات المشابهة انطلاقا من مبدأ توفر فرص عمل اكبر فيها.

واشار البحث الميداني الذي شمل ستة آلاف شاب وشابة من جميع المحافظات و 30 مجموعة بؤرية الى ان تركز اهتمامات الشباب المهنية حول الاعمال المذكورة فرضته محددات موضوعية تتعلق بالمجتمع وظروفه واخرى ترتبط بهم وبذويهم اي ان الاسرة والمجتمع يلعبان دورا كبيرا في قولبة خيارات الشباب وتفضيلاتهم المهنية حيث يتم الترغيب باشكال معينة من المهن دون غيرها نظرا للتقدير الذي يحظى به من يزاولها او لاسباب تتعلق بالهم المعيشي وبالحالة المادية التي تعيشها بعض هذه الاسر.

وتعزو الدراسة تركيز الشباب على الوظيفة الادارية والمكتبية المريحة والمقدرة اجتماعيا الى النظرة السلبية للتعليم المهني المنتشرة بين الاهالي كما تشير الى ان استشراء الروح الاستهلاكية جعل عددا غير قليل من الشباب يطمحون الى مزاولة اعمال تتناسب مع هذه الروح الامر الذي يفسر انتشار الكثير من محال الهواتف النقالة والاكسسوارات واماكن التسلية والترفيه وما شابه.

وبرر اكثر من نصف الشباب والشابات الذين شملهم البحث ممن لا يعملون سبب عدم نزولهم الى العمل بمتابعة الدراسة وارجعه اقل من ثلثهم بقليل الى عدم ايجاد فرصة عمل والتفرغ الكلي للاعمال المنزلية وبين اكثر من نصف الذين يحتاجون الى العمل وخاصة الاناث منهم انهم لا يستطيعون اتخاذ قرار النزول الى العمل الا بعد موافقة الاهل.

وبينت الدراسة ان حوالي ثلث المشتغلين من الشباب يتقاضون راتبا شهريا يتراوح مابين 2000- 4000 ليرة سورية واكثر بقليل منهم يتقاضون مابين 4500-6500 ليرة سورية ويتم اقتطاع جزء كبير من دخول بعضهم لتغطية نفقات الاسرة.

وتتمثل أهم اسباب الرضا عن العمل عند الشباب المشمولين بالدراسة بشعورهم بالامن النفسي الذي يوفره العمل وديمومته وعدم وجود فرصة عمل افضل وتنحصر اهم اسباب عدم الرضا عن العمل في ضعف الدخل الذي يحصل عليه الشباب المشتغلون.

وتؤكد الدراسة ازدياد اضطراب الحياة النفسية للعاطلين عن العمل كلما ازدادت فترة تعطلهم وان الشباب الذين يعانون من البطالة يحرمون من ممارسة حقهم في اتقان المهارات وتثبيت المعارف التي اكتسبوها لممارسة هذه المهنة الامر الذي سينعكس حتما على مستوى انتاجيتهم المستقبلية.

ويعتقد الشباب الذين أجري عليهم البحث ان عدم تفعيل القطاع الخاص بشكل جاد ومثمر وعدم مشاركته الفعالة في التخطيط وضعف التنسيق والتعاون بينه وبين القطاع العام الى جانب ما يعتريه من مشكلات يرتبط بعضها بالتشريعات والقوانين والبعض الاخر بالبنية التحتية هي امور تسهم في تقليص الاستثمارات وبالتالي خسارة في فرص العمل الامر الذي يدفع بعض الشباب الى البحث اولا عن فرصة عمل في القطاع العام.

وساهمت ندرة العمل حسب الدراسة في جعل بعض الشباب المتعلم يفكر بالهجرة لان عدم ربط التعليم بسوق العمل وضعف استقطاب القطاع الخاص لاصحاب الخبرات من اهم الاسباب وراء الاعتقاد بان فرص العمل في الخارج اكثر توفرا.

وعبر الشباب والشابات عن اعتقادهم بان مشكلة الرجل المناسب في المكان غير المناسب من الدوافع الاساسيبة التي تكمن وراء تفكير الشباب بالهجرة.

المصدر: سانا

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...