خطيب بدلة يطالب بأن يكون للفنانين السوريين نقيب يليق بهم

04-09-2007

خطيب بدلة يطالب بأن يكون للفنانين السوريين نقيب يليق بهم

كتب محرر في صحيفة (صوت الشعب) التي يصدرها الحزب الشيوعي السوري في العدد 167-18/8/2007 مقالة تحت عنوان (صباح عبيد والزوبعة العابرة) يدافع فيها عن نقيب الفنانين السوري صباح عبيد الذي كثرت بحقه المقالات الصحيفة الورقية والالكترونية متحدثة عن ضحالة ثقافته, وضعفه الإداري وسلاطة لسانة وقلة لباقته وقراراته الارتجالية التي تسيء للفن والفنانين في سورية.

وكان المحور الأساسي للمشكلة المثارة يتعلق بإصدار صباح عبيد قرارا بمنع كل من هيفاء وهبي وأليسا وروبي من الغناء في سورية ويصف المحرر هؤلاء المطربات بقوله: إنهن من نجوم الغناء بالجسد الذي ملأ الفضاء وشغل الناس.‏

وبالطبع لن أسأل السيد المحرر عن مساوئ الغناء بالجسد, أو التعبير بالجسد, وعما إذا كان عيبا أو حراما بل سأمضي معه في مناقشة مقالته إلى آخرها.‏

صرح صباح عبيد -كما جاء في المقالة- لصحيفة (الثورة) أن سبب المنع هو مكافحة التلوث البصري والسمعي الذي اشتهر به هؤلاء تماما مثلما نكافح تلوث البيئة.‏

وكما ترى عزيزي القارئ فإن هذا الكلام ينطوي على معادلة منطقية باردة وذم مجاني ذي طبيعة إنشائية تعتمد على اللعب بالألفاظ لذلك فإن من الصعب مناقشته, تأييده أو نفيه.‏

ويقرر عبيد ويتفق معه المحرر أن هؤلاء المطربات لا يمتلكن حدا أدنى من الموهبة الغنائية! وإنما يعتمدن على أجسادهن في جذب المراهقين والمراهقات.‏

الأسئلة المهمة التي تبرز من خلال هذه العبارة هي التالية:‏

1- كيف عرف صباح عبيد أن المطربات الثلاث لا يمتلكن حدا أدنى من الموهبة الغنائية? هل (ذاكر) حضرته من ورانا وحصل على شهادة عليا في الموسيقا والتلحين ودراسة حجوم الأصوات ومعرفة (عرباتها) مقدرتها على الإعطاء من القرار والجواب, ثم امتحن هذه الأصوات وقرر أنها سيئة?! أم عهد بوصفه نقيبا للفنانين بهذا الأمر إلى لجنة موسيقية مختصة فحصتهن وامتحنتهن ثم خرجت بهذه النتيجة القاطعة?!‏

2- هل بقي شيء في العالم لا يعرف به المراهقون لتأتي أجساد المطربات الثلاث لتجذبهم?‏

3- أجسادهن تجتذب المراهقين, هذه فهمناها وبلعناها, ولكن كيف تجذب المراهقات?!‏

ينفي المحرر على الصحفيين الذين كتبوا عن صباح عبيد أي حق في الكتابة والتعليق باعتبار أنهم برأىه لا يفهمون في هذه المصلحة أساسا ويستخدم لهذا الغرض كلمة (تنطعوا!) ويتهمهم بأنهم سخيفون غليظون وأنهم قد شرعوا يخففون دمهم بقصد السخرية من نقيب الفنانين وقرار النقابة ولا ينسى أن يلمح إلى أن هؤلاء المغرضين يريدون تصفية حساباتهم وثاراتهم الفنية وغير الفنية مع صباح عبيد! ولست أدري لماذا يعفى الكاتب نفسه من ذكر أي مثال على هذه الحسابات والثارات.‏

وبالثقة التي يمتلكها العارف, الملم, المحيط, المتمكن, المتأكد, المؤيد لكافة أنواع الحظر والمنع والإلغاء.. يتساءل المحرر : أين أخطأ الفنان بل نقابة الفنانين في قرارهم هذا? ويسارع إلى الإشارة بيده إلى أقرب حائط صلب يمكن لمن يخالفه الرأي أن يخبط رأسه به, فيقول:‏

- من يعشق هيفاء وأليسا وروبي ونانسي ودومنيك فلديه قنوات الشيخ الوليد والشيخ الحريري والشيوخ الآخرين.. ويصف هؤلاء الشيوخ بأنهم جعلوا ثقافة العري وقلة الذوق هي ثقافة الشباب عندنا.‏

ههنا تحضرني أسئلة عديدة أحب أن أطرحها على المحرر باعتباره واحدا من العارفين ببواطن الأمور وخفاياها:‏

أولا: ماذا تعني ثقافة العري? هل يستحسن الكاتب مثلا أن تكون المطربة بشكل عام محجبة ومحتشمة?‏

ثانيا:ما المقصود بالذوق, وقلة الذوق? وهل الذوق هنا يعني مثلا, الحياء وخجل العذارى والخفر?‏

ثالثا: هل حقا تسود ثقافة العري وقلة الذوق عندنا ونحن لا علم لنا بذلك?!‏

وإذا كانت لكل مقالة صحفية نقطة توهج كبرى, فإن الكاتب يؤجل إظهار هذا التوهج إلى وقت متأخر في مقالته, ثم, وفجأة يميط عنهما اللثام على نحو يأخذ بالأبصار والألباب فيقول: (إما أن نمنع هؤلاء من الغناء في سورية فهو مطلب لكل من يريد أن يسمع فناً نظيفاً)!!‏

بصراحة, أنا الآخر أجلت إماطة اللثام عن النقطة المتوهجة في مقالتي هذه حتى الآن, وهي أنني من أصحاب الأذن الموسيقية المتميزة, ومن الذين يريدون أن يسمعوا فنا نظيفا ومن أكثر الناس استهتارا بالأغاني الهابطة التي تروج لها الفضائيات وغير الفضائيات ومع ذلك فإن منع الناس من الغناء في سورية لم يكن قط مطلبا لي- كما زعم الكاتب بل إنني أيضا أرفض الرقابة, وأرفض مبدأ الحماية والوصاية والانتداب على الناس وأذواقهم وعقولهم ,وأمزجتهم, ولست أدري إن كان السيد المحرر يعرف أن الجدانوفية قد أخرت الفن والفكر والأدب ليس فقط في الاتحاد السوفييتي, بل وفي مختلف أنحاء العالم.‏

كفانا منعا ورقابة ومع أنني لا أعرف السيد صباح عبيد ولا توجد بيني وبينه ثارات وحسابات فهذا لا يمنعني من المطالبة بأن يكون للفنانين السوريين نقيب يليق بهم.‏

خطيب بدلة
المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...