خطة تسيبي ليفني لإشعال "كاديما" والإطاحة برئيسه

27-01-2008

خطة تسيبي ليفني لإشعال "كاديما" والإطاحة برئيسه

الجمل: بقي ثلاثة أيام على صدور تقرير لجنة فينوغراد، وتقول التسريبات الواردة في صحيفة هاآرتس الإسرائيلية بأن وزيرة الخارجية الإسرائيلية تسيبي ليفني قررت البدء في تنفيذ مخطط إشعال الخلافات داخل حزب كاديما بما يؤدي إلى الإطاحة برئيس الحزب ورئيس الوزراء الحالي إيهود أولمرت.
* "إشعال" كاديما:
صرح مسؤول رفيع المستوى بحزب كاديما، ومن الموالين لأولمرت بأنه من المؤسف والمؤلم أن توافق وزيرة الخارجية وعضو الحزب تسيبي ليفني على إجراء لقاء مع تجمع أسر مجندي الجيش الإسرائيلي الذين قتلوا أو أصيبوا بالإعاقات في العدوان الإسرائيلي الفاشل ضد جنوب لبنان في صيف العام الماضي 2006م. وأشارت مصادر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت بأن الوزيرة ليفني لم تقم بإخبار الحكومة رسمياً عن هذا اللقاء، وتجدر الإشارة إلى أن أولمرت لم يلتق جماعة المحتجين هذه إضافة إلى أنه ينظر إلى لقاء ليفني مع هذه المجموعة باعتباره لقاء لا يساعد في تقوية وتعزيز موقف حكومته. وتقول المعلومات بأن الوزيرة ليفني أكدت قائلة بأن هؤلاء المتظاهرين يطالبون بإقالة رئيس الوزراء أولمرت بعد صدور تقرير فينوغراد، وبأن من حق الذين قدموا التضحيات وحاربوا في جنوب لبنان ودفعوا الثمن أن يطالبوا بعقد اجتماع معهم. وتقول المعلومات أيضاً بأن موافقة ليفني على الاجتماع مع المحتجين جاءت على خلفية الرسالة التي وقع عليها 50 قائداً عسكرياً إسرائيلياً طالبت بتحميل أولمرت المسؤولية عن هزيمة جنوب لبنان وإقالته من منصبه، كذلك صرح عضو بارز في الكنيست الإسرائيلي عن حزب كاديما بأنه إذا أشار تقرير فينوغراد إلى مسؤولية أولمرت فإن حزب كاديما لن يسمح له بالاستمرار لا في منصبه ولا في زعامة الحزب.
* أزمة إشعال كاديما:
تقول مصادر حزب العمل الإسرائيلي والحركات اليسارية الإسرائيلي بأن "العمل" و"اليسار" قد طالبا وزير الدفاع الحالي إيهود باراك بالآتي بعد صدور التقرير:
• عدم المطالبة بإقالة رئيس الوزراء أولمرت.
• عدم الاستقالة من منصب وزير الدفاع.
ولتعزيز موقف باراك داخل الحكومة فقد عقد حزب العمل الإسرائيلي تظاهرة حاشدة في مقره بتل أبيب خلال الأيام الماضية شارك فيها زعماء الحزب وحركة «السلام الآن» من أجل الضغط على باراك وإثنائه عن التزامه السابق بالاستقالة من منصبه والمطالبة بإقالة أولمرت إذا أكد تقرير فينوغراد مسؤولية الأخير عن هزيمة الجيش الإسرائيلي صيف العام 2006م على يد رجال حزب الله اللبناني.
* المواجهة القادمة داخل كاديما:
تبنى بنيامين نتينياهو شارون وأولمرت وتسيبي ليفني داخل الليكود عندما كان شارون جنرالاً في الجيش الإسرائيلي وإيهود أولمرت محافظاً للقدس وتسيبي ليفني ضابطاً في الموساد الإسرائيلي. فشل الجنرال شارون في تنفيذ انقلاب داخل الليكود ضد المهندس بنيامين نتينياهو الذي استطاع تعزيز قبضته على "معمارية" حزب الليكود عن طريق المؤسسة الدينية وجماعة اليهود الأمريكيين وبعد ذلك خرج الجنرال إرييل شارون وخرجت معه مجموعة تتكون من أولمرت وشاؤول موفاز وتسيبي ليفني تزاهي هانيغبي أمين سر الليكود وجدعون عيزرا وزير الأمن الداخلي وعوميري شارون بن إرييل شارون وغيرهم من نخبة الليكود الذين كان معظمهم يتولى منصب "محافظ".
أقعدت الجلطة إرييل شارون وتولى نائبه أولمرت المهام ولما كانت تسيبي ليفني محط حفاوة ودلال الزعيم أولمرت فقد تم تحويلها من منصب وزيرة العدل إلى وزيرة الخارجية، وبعد صدور المعلومات الأولية عن فحوى تقرير فينوغراد سارعت ليفني إلى التوجه إلى أولمرت طالبة منه أن يقدم استقالته ويتصدى بشجاعة لتحمل المسؤولية عن الفشل والإخفاق الذي أدى إلى هزيمة الجيش الإسرائيلي، بعد ذلك هدأت التوترات بين أولمرت وليفني بسبب عجز أولمرت عن إقالتها من الحكومة لأن إقالتها ستؤدي إلى الإضرار بموقف أولمرت داخل حزب كاديما والرأي العام الإسرائيلي الذي أكدت استطلاعات الرأي بأن 70% منه يؤيد موقف ليفني.
كشفت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية لاحقاً عن أن تسيبي ليفني كانت قد حضرت  اجتماعاً قبل توجهها لمقابلة أولمرت ومطالبته بالاستقالة، وقد حضر هذا الاجتماع لفيف من زعماء التنظيمات النسائية الإسرائيلية والمذيعات والصحفيات الإسرائيليات والمحاضرات الجامعيات وكان موضوع الاجتماع هو التأكيد على الدعم النسائي لمسيرة ليفني من أجل الوصل إلى منصب رئيس الوزراء الإسرائيلي وإعادة إنتاج نموذج غولدا مائير في الساحة السياسية الإسرائيلية.
احتفظ إيهود أولمرت بالوزيرة تسيبي ليفني وأبقاها ضمن حكومته على غرار أن إبقائها سيؤدي إما إلى نجاة الحكومة أو احتراقها مع الحكومة بعد صدور التقرير النهائي، ولكن على ما يبدو فإن ليفني قد أعدت خطتها للإفلات من كارثة احتراق أوراقها مع أوراق إيهود أولمرت. سيناريو تسيبي ليفني الجديد سوف يركز على محاولة الاحتفاظ بشعبيتها وتنصلها من المسؤولية عن أخطاء أولمرت إضافة إلى القيام بتوجيه المزيد من الانتقادات ضد أولمرت وإحداث الزلزال داخل كاديما، وإذا نجحت ليفني في الحصول على شعبية كبيرة فإنها بلا شك سوف تهدد بالاستقالة احتجاجاً على عدم استقالة أولمرت بحيث يصل الأمر إلى مرحلة الاستقالة الفعلية من الحكومة الإسرائيلية.
تسيبي ليفني سوف تمارس ضغوطاً شديدة ضد أولمرت من اتجاهين:
• الضغوط من جانب كاديما.
• الضغوط من جانب الرأي العام.
فهل ستسيطر ليفني على حزب كاديما أم أنها سوف تلجأ إلى هواية الانقسام وبناء تحالف جديد يحملها إلى كرسي رئاسة الوزارة؟
 

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...