حرب الأفيون بين واشنطن والملالي في هلمند: إلى أين؟

07-07-2009

حرب الأفيون بين واشنطن والملالي في هلمند: إلى أين؟

الجمل:  بعد فترة طويلة من تحول الحرب الأفغانية إلى مجرد عمليات متقطعة تحدث بين الحين والآخر، بدأت القوات الأمريكية تنفيذ واحدة من عملياتها العسكرية الكبيرة لجهة ارتفاع الشدة ، واستخدام القوة المفرطة في المسرح الأفغاني، وتقول المعلومات بأن ولاية هلمند الأفغانية ستكون المسرح الرئيسي لهذه العملية العسكرية الأمريكية، مع احتمالات أن يتسع نطاق العملية إلى الولايات الأفغانية الأخرى المتاخمة لها.
• القوات الأمريكية: مدى جدوى الهجوم على هلمند:
تقول المعلومات، بأن ولاية هلمند، ظلت تمثل أحد أهم المسارح الصعبة في مواجهة القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو المتمركزة في المسرح الأفغاني الجنوبي..
هذا، وتشير المعلومات والتسريبات، إلى أن العملية العسكرية الأمريكية الجارية حالياً ضد ولاية هلمند تحمل اسم (الخنجر) وبرغم أن الهدف المعلن لهذه العملية هو القضاء على حركة طالبان المتمركزة في الولاية، فإن الهدف غير المعلن، هو السيطرة على الولاية بما يؤدي إلى حرمان عناصر حركة طالبان الباكستانية والأفغانية من استخدام ولاية هلمند لأغراض في عمليات الانسحاب التكتيكي العابرة للحدود الأفغانية- الباكستانية.
• حركة طالبان: مدى جدوى الدفاع عن هلمند:
تعتبر ولاية هلمند واحدة من أهم المعاقل الرئيسية لحركة طالبان بشقيها الباكستاني والأفغاني، وتقول المعلومات بأن سكان ولاية هلمند يرتبطون بعلاقات وثيقة مع حركة طالبان الأفغانية التي يتزعمها الملا محمد عمر، بينما سكان إمارة وزيرستان الجنوبية الباكستانية يرتبطون بعلاقات وثيقة مع حركة طالبان الباكستانية التي يتزعمها الملا بيت الله محسود وتقول المعلومات بأن حركة طالبان الأفغانية قد أعدت عملية دفاعية أطلقت عليها تسمية (الشبك الحديدي) في مواجهة عملية (الخنجر ) التي تقوم بتنفيذها القوات الأمريكية حالياً.
• توازن القوى في مسرح هلمند:
على أساس اعتبارات المؤشرات العسكرية الكمية، فإن القتال الدائر حالياً في ولاية هلمند، هو بين طرفين، يمكن الإشارة لقدرات كل منها العسكرية، بحسب المعلومات الأخيرة، على النحو الآتي.
- القوات الأمريكية (عملية الخنجر): وتتكون من 8500 جندي أمريكي، إضافة إلى 7500 جندي بريطاني، 700 جندي دنماركي، 300 جندي كندي، 200 جندي هولندي، 100 جندي إستوني، ويقود العملية الجنرال الأمريكي تيم رادفورد.
- قوات حركة طالبان (عملية الشبك الحديدي): وتتكون من 9000 عنصر طالباني باكستاني، 3000 عنصر مستقل، ويقود العملية كل من: الملا داد الله- الملا نجت- الملا محمد- الملا أختار عثماني- الملا عبد القاسم- الملا عبد الغفور- إضافة إلى كوكبة أخرى من (الملالي).
هذا، وتشير التقارير والمعلومات، إلى أن القوات الأمريكية سوف تسعى بالتعاون مع قوات حلف الناتو، وقوات الجيش الباكستاني، إلى محاولة حسم معركة هلمند على وجه السرعة، وذلك بما يتيح للقوات الأمريكية الآتي:
- تقديم المساعدات للحركات البلوشيستانية المتمردة ضد إيران، وذلك لأن ولاية هلمند الأفغانية يمكن استخدامها لجهة القيام بدور الممر من وسط أفغانستان حيث تتمركز القوات الأمريكية وقوات حلف الناتو والعبور جنوباً باتجاه منطقة بلوشستان الباكستانية التي تتقاطع مع منطقة بلوشيستان الإيرانية، والتي شهدت مؤخراً عاصمتها زهدان بعض أحداث العنف والانفجاريات.
- حرمان حركة طالبان الباكستانية وحركة طالبان الأفغانية من أهم منطقة لإنتاج المخدرات، وتقول الإحصائيات بأن 95% من الأفيون الأفغاني يتم إنتاجه بواسطة مزارع الأفيون المنتشرة في ولاية هلمند والتي تسيطر عليها حركة طالبان الباكستانية.. وتقوم بعمليات تهريبية للأسواق الخارجية بواسطة حركة  طالبان الباكستانية.
هذا، وإضافة إلى ذلك تقول التحليلات، بأن القوات الأمريكية تخطط بعد استيلاءها على ولاية هلمند، إلى تحويل ريع إنتاج الأفيون إلى صالح استخدام وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، وذلك بحيث يتم استخدام عائدات صادرات الأفيون في تمويل العمليات السرية الأمريكية في الباكستان وأفغانستان، وبدرجة أكبر منطقة بلوشيستان الإيرانية، والتي مازالت وكالة المخابرات المركزية الأميركية تراهن على إمكانية استخدامها كساحة للعمليات السرية الأمريكية- الإسرائيلية الموجهة ضد إيران.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...