جيش الاحتلال يهب لنجدة القوات العراقية ضد مواطنيها الرافضين

29-03-2008

جيش الاحتلال يهب لنجدة القوات العراقية ضد مواطنيها الرافضين

كثفت قوات الاحتلال الأميركي دعمها للقوات العراقية في حملتها على عناصر ميليشيا «جيش المهدي»، التي بدأت الثلاثاء الماضي، وشنت غارات جوية في البصرة للمرة الأولى، فيما ظلت القوات البريطانية تشارك من بعيد في المعارك الأعنف من نوعها التي وصفها الرئيس جورج بوش بأنها لحظة «حاسمة» و»اختبار» لحكومة نوري المالكي.
وفرض تواصل القتال في البصرة وتوسعه إلى مناطق أخرى ضغوطا على المالكي، الذي خفف لهجته، عارضا على حملة السلاح في البلاد تسليمه إلى قوات الأمن في مقابل «مكافأة مالية»، وذلك خلال مهلة تنتهي في الثامن من نيسان المقبل، إلا أن نائب القائد العسكري لـ«جيش المهدي» في البصرة أبو حسن الدرجي رد على العرض قائلا «سنواصل القتال ولن نسلم أسلحتنا. لن نسلم رصاصة واحدة».
واعترف وزير الدفاع العراقي عبد القادر جاسم، في مؤتمر صحافي في البصرة، بأن المسلحين أخذوا قوات الأمن العراقية على حين غرّة، موضحا أن الحكومة «كانت تتصور أن هذه العملية ستكون عملية عادية لكنها فوجئت بمستوى المقاومة، واضطرت إلى تغيير خططها وتكتيكاتها».
وقال قائد القوات العراقية في البصرة اللواء علي زيدان إن قواته قتلت 120 مقاتلا «من الأعداء» وأصابت نحو 450 منذ بدء الحملة  الثلاثاء الماضي، إلا أن المسلحين التابعين لـ«جيش المهدي» واصلوا سيطرتهم على الشوارع.
وأعلن المتحدث باسم القوات البريطانية طوم هالواي أن طائرات حربية أميركية أغارت على دفعتين على مواقع لـ«جيش المهدي» في البصرة، في أول تدخل منذ اندلاع المعارك، موضحا أنها استهدفت مجموعات تطلق صواريخ ومراكز تجمع لأفراد الميليشيا. وأوضح مسؤول في وزارة الدفاع أن طائرات بريطانية وفرت الدعم الجوي.
واستبعدت لندن مشاركة قواتها، التي كانت تتولى أمن المدينة حتى كانون الأول الماضي، في العمليات. وقال متحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية «هذه عملية بقيادة عراقية، وكنا نريد رؤيتها منذ تولوا المسؤولية عن الأمن في البصرة. ستستغرق وقتا لكنها تظهر الإرادة السياسية للحكومة العراقية في مواجهة المتشددين». وأوضح المتحدث باسم رئيس الوزراء غوردون براون أن لندن تقدم دعما في مجالي الإمداد والتموين، وتعالج بعض جرحى الجيش العراقي في قاعدتها، مجددا أن العراقيين يتولون المسؤولية.
وفي دمشق، قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري «كان لا بد أن تحدث (العملية). إنها من وجهة نظري مواجهة تأخرت وقد اتخذت الحكومة قرارا بهزيمتهم، وهذا أمر لا رجعة فيه». وأضاف «قطعا هذا قتال حتى النهاية، وإلا لن تكون للحكومة سلطة هناك».
وأسفرت المعارك المتواصلة في البصرة ومناطق أخرى في الجنوب وبغداد عن مقتل أكثر من 180 شخصا، وسقوط مئات الجرحى. وقال شاهد إن مقاتلي «جيش المهدي» سيطروا على وسط مدينة الناصرية، بعد معارك طاحنة قتل فيها 15 شخصا وأصيب .50 كما سيطر عناصر الميليشيا على بلدة الشطرة شمالي الناصرية.
وأعلن الاحتلال أن قوات خاصة عراقية وأخرى أميركية قتلت 14 «متشددا» وأصابت 20 في معارك شرسة في الكوت، حيث قتل تسعة من القوات العراقية. كما دارت اشتباكات عنيفة في المحمودية.
وفي بغداد، قالت مصادر أمنية إن 14 شخصا قتلوا وأصيب 61 في مواجهات بين «جيش المهدي» وقوات الاحتلال والقوات العراقية في 13 على الأقل من الأحياء الشيعية، وخاصة مدينة الصدر. وأعلن الجيش الأميركي مقتل احد جنوده في انفجار عبوة جنوبي العاصمة.
وقال متحدث باسم القوات الأميركية «تجري عمليات في مدينة الصدر وحولها. واشتبكنا مع الأعداء بالمدفعية والطائرات وبنيران مباشرة». وأوضح أن مروحية شنت غارة في مدينة الصدر، ما أدى إلى مقتل أربعة مسلحين، إلا أن الشرطة وأطباء قالوا إن خمسة مدنيين قتلوا. واشتعلت النيران في سيارات بعد غارة أخرى على ساحة لانتظار السيارات في المدينة. كما شنت المروحيات غارة على حي الكاظمية أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
وفي تحد لحظر للتجول الشامل في بغداد، قصف مسلحون بالصواريخ والقذائف المنطقة الخضراء. وسقطت رشقتان على الأقل قرب مقر نائب الرئيس العراقي طارق الهاشمي، فقتلت حارسين وأصابت أربعة، وفقا لما ذكرته ابنته لبنى. وشكل مجلس النواب العراقي، خلال جلسة طارئة بمشاركة 54 نائبا من بين ,275 لجنة بقيادة رئيس البرلمان محمود المشهداني للتوسط من أجل وضع حد للمواجهات. وقاطع «التحالف العراقي الموحد» أكبر كتلة شيعية في المجلس والائتلاف الكردي الجلسة.
ودعا ممثل المرجع الشيعي الكبير آية الله علي السيستاني، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، في خطبة الجمعة، إلى «احترام القانون وضرورة تطبيقه وفرضه على الجميع في كل مناطق العراق ومدنه، وضرورة حفظ الأمن لكافة المواطنين العراقيين»، مضيفا «يجب ألا يكون هذا سببا لإلحاق الأذى والضرر بالمواطنين الأبرياء الذين لا دخل لهم في ما يحصل من أحداث».
وقال بوش، في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الاسترالي كيفن رود في البيت الأبيض، «أي حكومة يفترض أنها تمثل غالبية الشعب يجب أن تواجه العناصر الإجرامية، أو من يعتقدون أن بإمكانهم العيش فوق القانون، وهذا ما يحدث في البصرة وأماكن أخرى في العراق». وأضاف «يمكنني القول إن هذه لحظة حاسمة في تاريخ العراق الحر. كانت هناك لحظات أخرى حاسمة حتى الآن لكن هذه لحظة حاسمة. هذا اختبار للحكومة العراقية»، مجددا وقوفه إلى جانب المالكي والقوات العراقية، وموضحا «لقد اتخذ قرار التحرك ونحن سنساعده».
وجدد بوش أنه من المهم النجاح في العراق من أجل توجيه «رسالة واضحة لإيران»، لنقول لها إنها «لن تستطيع فرض صوتها على الدول الأخرى في الشرق الأوسط».
وفي أول تصريح يصدر عن جهة إيرانية حول المعارك الضارية، دعا رئيس مجلس صيانة الدستور الإيراني آية الله احمد جنتي، في خطبة الجمعة في طهران، الحكومة العراقية و«جيش المهدي» إلى إنهاء القتال وإبرام اتفاق. وقال «أقول للقوات الشعبية المسلحة التي جاءت إلى البصرة ووجهت بندقية إلى هذا الشخص أو ذاك.. يا أخي.. إذا كان لديك ما تقوله.. تعال واجلس مع الحكومة.. الحكومة تحظى بالشعبية وكذلك أنتم». وأضاف «إلى نوري المالكي المبجل والعزيز، والذي يدير شؤون الشعب بحكمة وقوة، أوصيكم بالاستماع إلى أصوات القوات الشعبية، والتوصل إلى تسوية بطريقة ما مع بعضكم البعض».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...