توازنات الأطراف على خارطة الصراع اللبناني- الإسرائيلي

30-07-2006

توازنات الأطراف على خارطة الصراع اللبناني- الإسرائيلي

الجمل: القراءة السريعة لتوازنات الأطراف، على خارطة الصراع الـ(لبناني- الإسرائيلي) الدائر حالياً تشير إلى الآتي:
* إسرائيل- أمريكا والحلفاء الغربيين:
في جولات الصراع السابقة، كان يمكن الحديث عن وجود معسكر غربي يتميز بقدر ما في مواقفه عن المواقف الإسرائيلية-الأمريكية، ولكن الموقف الحالي يشير إلى اندماج وتوافق تام: إسرائيلي- أمريكي- بريطاني- فرنسي.. لا حول الـ(ملف اللبناني) وحده، وإنما حول الـ(ملف الشرق أوسطي الكبير) الذي يشكل الملف اللبناني واحداً من مكوناته. ويركز هذا المحور أو الـ(تحالف الجديد)، على ضرورة المضي قدماً في الصراع وتصعيده بما يتيح إعادة إنتاج الـ(خارطة) الجديدة للمنطقة والتي تصبح فيها إسرائيل الـ(بروكسي)، أو الوكيل الرئيس الذي يقوم بدور الـ(جيش البريتوري الحامي للامبراطورية الأمريكية المزمع إنشاؤها في العالم. ولهذا، فإن هذا التحالف سوف يعمل من أجل الضغط على لبنان باستخدام استراتيجية العصا والجزرة، بحيث ينال(ثواب الجزرة) عندما يوافق على نشر القوات الدولية ونزع سلاح حزب الله، وتوقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل وفق شروطها وبنودها، واستضافة القوات الديمقراطية التي تستهدف بقية دول الشرق الأوسط، وربما يتضمن ذلك مشاركة الـ(جيش اللبناني) في هذه الأنشطة، والتآمر ضد حقوق الشعب الفلسطيني، والإقرار بأن مزارع شبعا ليست لبنانية.. وربما الـ(مشاركة) في التحالف الذي تقوده أمريكا في الحرب ضد العراق.. وكل ذلك وغيره، سوف يكون مقابل أن ينال لبنان الـ(جزرة) والتي سوف تكون على الأغلب مجرد وعود وتلميحات بالدعم والتمويل.. على نحو يتطابق تماماً مع ما قدمه (مؤتمر باريس للمانحين).
أما عقاب العصا، فيتمثل في استمرار القصف الإسرائيلي، ومحاولات الغزو البري التي ستواصل إسرائيل القيام بها.
* لبنان:
الطرف الثاني، أصبح مزدوجاً هذه المرة، يتقاسمه طرف يقاتل ضد العدوان الإسرائيلي بشجاعة غير مسبوقة، وطرف آخر بدا واضحاً أنه ينتظر الفرصة المناسبة لكي يمارس انقلابه السياسي ضد المقاومة اللبنانية، وذلك على أساس اعتبارات تبني أطروحة أن المقاومة اللبنانية هي المسؤولة عن الخراب والدمار، وأنه لابدّ من الـ(انصياع للقرارات الدولية) التي تخدم الأجندة الإسرائيلية في المنطقة.. ويراهن هذا الطرف –وفقاً لما تبثه أجهزة ماكينته الإعلامية حالياً مثل تلفزيون المستقبل- على أن سحب بساط الدعم والتأييد الشعبي للمقاومة اللبنانية.. لن يتم إلا بالمزيد من القصف.
الصراع في الشارع اللبناني يشير إلى تزايد قدرة المقاومة اللبنانية على استقطاب المزيد من المؤيدين والمناصرين للمقاومة، وذلك على النحو الذي يمكن أن يحوّل أغلبية تيار المستقبل الحاكم إلى (تيار من ورق)، بعد أن حولت صواريخ المقاومة اللبنانية (حكومة المستقبل) إلى (حكومة من ورق). وقد يشهد الأسبوع المقبل، المزيد من الضربات الجوية الإسرائيلية، لجهة فرض الضغوط على اللبنانيين من أجل الموافقة غير المشروطة على الـ(صيغة الأمريكية- الإسرائيلية الجديدة) وسوف يصحب ذلك بعض الخلافات بين (القوى السياسية) التي ظلت منذ فترة مؤتمر المانحين في باريس أكثر استعداداً للموافقة على الأجندة الأمريكية- الإسرائيلية دون قيد أو شرط، وقوى المقاومة، والتي تريد تسوية عادلة للصراع القائم الذي سببه العدوان الإسرائيلي..
أما الأطراف الإقليمية، وبالذات الدول العربية فسوف تكون مجموعتان، الأولى من الدول الداعمة للمقاومة اللبنانية وحقوقها المشروعة، والثانية سوف تتكون من دول الـ(مظلة العربية) التي تحدّث عنها دينس روس في معهد واشنطن.. وسوف تتبنى
أمر القضاء على المقاومة العربية للأجندة الإسرائيلية ليس في لبنان وحده، وإنما داخل فلسطين أيضاً، وذلك بما يتيح لإسرائيل على الأقل أن تعلن حدودها من طرف واحد، ويبرر تقديم المزيد من التسهيلات للتحالف الإسرائيلي- الأمريكي- الغربي، من أجل استهداف إيران وبعض دول المنطقة الأخرى.

الجمل: قسم الترجمة والدراسات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...