تقرير: بنود "مخفية" قد ترفع الدين الأمريكي لأرقام فلكية

01-03-2010

تقرير: بنود "مخفية" قد ترفع الدين الأمريكي لأرقام فلكية

قال تقرير اقتصادي الاثنين، إن الديون الحقيقية للولايات المتحدة تفوق بكثير ما يتم التصريح عنه، وذلك باعتباقوة الدولار تأثرت بالديون الكبيرةر أن البيانات الرسمية تغفل الإشارة إلى أنواع معينة من القروض كفيلة بمضاعفة الدين العام ورفعه إلى أرقام فلكية.

وبحسب التقرير فإن المعروف عن الدين الأمريكي حالياً وصوله إلى مستوى 13 ترليون دولار، وإمكانية صعوده إلى 22 ترليون دولار عام 2020، لكن التقارير لا تشير إلى قيمة خسائر الشركات التي تديرها الحكومة الأمريكية بعد إعلان إفلاسها، ولا إلى خسائر خفض الضرائب.

ويشير التقرير الذي عمل عليه الفريق الاقتصادي إن أن أرقام الدين العادي تشير إلى الأموال التي استدانتها واشنطن من الأمريكيين العاديين والصناديق الاستثمارية والحكومات الأجنبية عن طريق السندات، والتي تبلغ قيمتها الحالية ثمانية ترليونات دولار، وهي تزداد باضطراد.

كما تشير إلى المبالغ التي تدين بها الحكومة للصناديق العامة، مثل الضمان الاجتماعي والتأمين الصحي، خاصة وأن واشنطن سبق أن استخدمت مبالغ عائدة لهذه الصناديق في تمويل عمليات أخرى، وتقدّر المبالغ المدرجة في هذا الإطار بقرابة خمسة ترليونات دولار.

ولكن الموازنات عادة ما تخفي أرقاماً أخرى كفيلة بزيادة الدين العام الأمريكي، ومنها على سبيل المثال الخسائر التي تكبدتها شركات التمويل العقاري، مثل "فريدي ماك" و"فاني ماي،" والتي باتت الحكومة الأمريكية مسؤولة عنهما بعد إفلاسهما، وبات من الواجب إدراج خسائرهما في الموازنة.

ويقول رودلف بينر، المدير السابق لمكاتب الموازنة التابع للكونغرس: "الموازنة لا تشمل أرقام فاني ماي وفريدي ماك.. رغم أنهما باتتا ملك الشعب الأمريكي،" مشيراً إلى أن الخسائر المقدرة من عملهما قد تصل إلى 448 مليار دولار بسبب الأضرار التي طالت الرهن العقاري.

من جهته، قال لين بيرمن، أستاذ الاقتصاد والإدارة العامة بجامعة سيراكوز، إن على الكونغرس الأمريكي أن يقر بأن واشنطن عاجزة عن سداد الديون المستحقة لصناديق الضمان الصحي والتأمين الاجتماعي قبل عام 2037، ما سيضطرها للاستدانة مجدداً لتغطية نفقات هذا القطاع خلال الفترة المقبلة.

كما أن خطط خفض الضرائب المطبقة حالياً لتحفيز الاقتصاد تزيد الطين بلة بالنسبة للخزينة الأمريكية التي ستخسر ترليون دولار من العائدات، وسيترتب عليها البحث عن مصادر تمويل جديدة عبر القروض.

ويعتبر بيرمن أن هذا المبلغ هو أحد الديون المخفية في الموازنة، والتي يجب أن تضاف إلى المديونية الأمريكية العامة.

يذكر أن القضايا الاقتصادية المحلية تحتل صدارة الاهتمام الأمريكي حالياً، وقد تطرق إليها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، في خطابه الأخير حول "حالة الاتحاد،" واقترح تجميد الإنفاق ثلاثة أعوام في بعض البرامج الحكومية، وحدد مجالات لخفض 20 مليار دولار في ميزانية العام المقبل.
 وفي خطوة قد لا تلقى ترحيبا من جانب كثيرين، قال الرئيس الأمريكي إن إدارته "لن تستمر في منح تخفيضات ضريبية لشركات النفط ومديري صناديق الاستثمار ومن يحققون أرباحا تزيد على 250 ألف دولار سنويا."

المصدر: CNN

التعليقات

يحب البعض ان يقول ان الرأسالية أثبتت فشلها. و لكن ما لا يلحظه هذا البعض هو أن الرأسمالية على العكس أثبتت انها قضت على خيارات الدولة بحيث لم يعد ثمة مهرب من حتميتها التاريخية- على الأقل في المستقبل المنظور. فمن يتابع حجم الأموال التي ضختها الحكومات الغربية- امريكا و أوروبا- لانقاذ البنوك و شركات التاميم المتعثرة يفهم ان الرأسمالية كشفت عجز الحكومات و خواء الدولة المعاصرة و خوفها من الشركات. في السباق يطلقون النار على الخيول المتعثرة . و عندما تعثرت الشيوعية اطلق المعارضون النار عليها بدون رحمة. اليوم تتعثر الراسمالية و لكنها حتى في أشد لحظات ضعفها فإنها تفرض على الحكومات ضريبة انقاذها. باتت الملاذ الأخير لأنها امتصت خيرات الدولة و اهزلت الشعوب و نضبت طاقاتها. بات رمد الرأسمالية المتهتكة افضل من عمى الحروب الأهلية و الانهيارات الدولية بالكامل. هذا ينطبق على بلدنا الاجمل سوريا. اليوم استطاعت الحكومات المتعاقبة ان تفقر الشارع و ان تشل التعليم و تفرض خطابها المنافق الذي يمجد خيارات البورصة مقابل خيارات الانتاج. خيارات الربح المحفوف بالمخاطر مقابل التوازن الاقتصادي الرصين. كل هذا يجعل مستقبل البلاد مرهونا بحفنة من جراد الاقتصاد و لصوصه. بحيث أن اي خيار آخر يعني الوقوع في هاوية الحروب الأهلية الناتجة عن الفقر و الكراهية المبيتة لدى الجميع ضد الجميع. نحن لا نريد اقتصاد سوق. نريد اقتصاد عمل. فقط للمقارنة : تكلفة الطاقة الكهربائية- نفقات انشائية و بنى تحتية و صيانة دورية و ضياعات اقتصادية في التلف, و محروقات و كتل رواتب هائلة -و حقيقة أنها تشكل قيمة استراتيجية اساسية للدولة و مع هذا تبلغ فاتورة الكهرباء التي تخدم الاسرة السورية على مدار الساعة و السنة ربع فاتورة الموبايل لشخص واحد. و واحد على عشرة من مجموع فواتير موابيلات الأسرة. كيف يمكننا ان نستمع بعد هذا الى تبشير وزرائنا بان اقتصاد السوق يبني الدولة؟ ثمة مقطع اسقط من الآذان سهواً فبعد الدعوة (هيا على الفلاح) . كانت عبارة (هيا على خير العمل)

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...