تعـاون أميـركي إسـرائيلي: اختـبار صـاروخ «حيتـس 3»

26-02-2013

تعـاون أميـركي إسـرائيلي: اختـبار صـاروخ «حيتـس 3»

بعد وقت قصير من إعلان إسرائيل نجاح تجربة إطلاق صاروخ «حيتس 3» المتطور في إطار تطوير المنظومة الاستراتيجية المضادة للصواريخ البعيدة المدى، تم الإعلان بشكل لم يفسره أحد، عن قرب نشر منظومة القبة الحديدية في محيط تل أبيب. وبحسب الإعلان فإن منظومة القبة الحديدية ستنشر بشكل متواتر في مناطق مختلفة في إطار تأهيل الطواقم والمواقع لاستيعابها، وهي التي برزت أهميتها خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة.
وكانت وزارة الدفاع الإسرائيلية قد أجرت أمس تجربة على صاروخ «حيتس 3» انتهت في الساعة الثامنة صباحاً بالنجاح، وفقاً للبيان الرسمي. وجاء في البيان أن التجربة تمت في قاعدة «بلماخيم» العسكرية الواقعة جنوبي تل أبيب والمحاذية للبحر المتوسط، كما أن الصاروخ أطلق باتجاه الغرب، وبقي في الجو ست دقائق اخترق في نهايتها الغلاف الجوي وفتح محركه الصاروخي الثاني.
وتفاخر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بنجاح تجربة «حيتس 3» معلناً أن «يد إسرائيل ممدودة على الدوام للسلام، لكننا دوماً نستعد لاحتمالات أخرى». وبحسب كلامه، فإن «التجربة تعبر عن القدرات التكنولوجية العالية لإسرائيل والقدرات الأمنية العالية للصناعات الأمنية، ولوزارة الدفاع وللتعاون مع الولايات المتحدة». كما هنأ وزير الدفاع إيهود باراك العاملين على نجاح التجربة.
وصرحت وزارة الدفاع أن «نجاح التجربة يشكل معلم طريق هاما في القدرة العملانية الإسرائيلية للدفاع عن نفسها في مواجهة الأخطار المتوقعة إقليمياً»، مضيفة ان «الأمر يتعلق بتجربة أولية في نطاق تطوير سيتواصل في الأعوام القريبة. ومن المتوقع إجراء تجارب أخرى بهدف تحويل المنظومة (حيتس) إلى منظومة دفاعية».
ووفق ما أعلن في إسرائيل فإن صاروخ «حيتس 3»، هو ضمن منظومة جديدة يعكف الجيش على تطويرها في إطار اتفاقيات ثنائية مع الولايات المتحدة التي تشارك في تمويل عمليات تطوير هذه المنظومات بنسبة تصل إلى الثلثين. وأعلن مسؤول إسرائيلي أن التجربة الحالية تمت فقط لاختبار الصاروخ الجديد، ولكن في المراحل المقبلة سيتم اختبار قدرات الصاروخ على اعتراض الصواريخ المعادية. وأضاف ان «جميع أهداف الاختبار قد تحققت».
وفي إطار التجربة الحالية تم اختبار العديد من جوانب تطوير منظومة «حيتس» في إطار إتمام نشر منظومات مضادة للصواريخ تغطي كل أنواع التهديدات. وشارك في تجربة «حيتس 3» ممثلون عن وزارتي الدفاع الإسرائيلية والأميركية، خصوصاً عن الدائرة الأميركية المكلفة بتطوير منظومات الأسلحة.
ومعلوم أن تجارب المنظومات الصاروخية من هذا النوع تتم على يد إدارة إسرائيلية خاصة تدعى «حوما» (السور) وهي إدارة تابعة لدائرة الأبحاث وتطوير الوسائل التقنية والبنى التكنولوجية في وزارة الدفاع. كما تشاركها الإشراف على التجارب في إسرائيل الوكالة الأميركية للدفاع ضد الصواريخ المعروفة باسم «MDA». كذلك إن المقاول الرئيس لتطوير منظومات «حيتس» بأنواعها هو مصنع «ميلم» التابع للصناعات الجوية الإسرائيلية بالتعاون مع شركة «بوينغ» الأميركية.
ومعروف أن منظومة «حيتس» أعدت أصلاً لمواجهة الصواريخ البعيدة المدى مثل «سكود»، وما هو أبعد مدى وأكثر تقدماً، وتقوم على اعتراض هذه الصواريخ وهي بعيدة وفي الغالب خارج الغلاف الجوي. وتكتمل منظومة «حيتس» بمنظومة «عصا الساحر» الصاروخية المعدة لمواجهة صواريخ متوسطة المدى من الأنواع القادرة على قطع حوالي 200 كيلومتر، والتي تحلق على ارتفاعات متوسطة. وبعد ذلك تأتي منظومة القبة الحديدة المعدة لمواجهة الصواريخ القصيرة المدى وخصوصاً تلك المنطلقة من قطاع غزة والجنوب اللبناني. وعموماً يسمى تكامل المنظومات هذا في إسرائيل بـ«الدفاع الصاروخي المتعدد الطبقات»، والذي يغطي التهديدات المحتملة من الجوار المباشر حتى التهديدات البعيدة المدى، من صواريخ إيران مثلاً.
وقد بدأ الإعداد لتطوير «حيتس 3» بعدما تبين أن صاروخ «حيتس 2» المنتشر في قواعد إسرائيلية حالياً لا يكفي لمواجهة الأجيال الجديدة من الصواريخ الإيرانية والسورية. وقد تركزت التجربة الجديدة على فحص مدى تحليق الصاروخ في الفضاء وهل هو كاف لإصابة الهدف. وكانت إسرائيل قد طورت «حيتس 2» لمواجهة جيل صواريخ «شهاب» الإيرانية. وبحسب التفسير الدارج في إسرائيل فإن «حيتس 3» معد أصلاً للإطلاق في حال فشل «حيتس 2» في اعتراض الصاروخ المعادي. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن منظومة «حيتس 3» ستدخل الخدمة الفعلية بعد عامين أو ثلاثة. ويعتبر «حيتس 3» قسماً مركزياً في منظومة «الدفاع الصاروخي المتعدد الطبقات».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...