المرأة ضد المرأة

06-01-2007

المرأة ضد المرأة

كثيرات هن الرائدات اللواتي مهدن الطريق لعمل المرأة وتفوقها, فالمرأة نفسها هي التي تمتلك مفاتيح النجاح طالما تخلت عن الشكوى وواجهت تحديات حياتها العملية بعقلية واعية ومهارات جديرة بالثناء.

اليوم سنلتقي امرأة سورية استطاعت بعلمها وعملها أن تدير عدة مشاريع وطنية ودولية, وأن تساعد في ربط علماء سوريين في المغترب مع وطنهم الأم سورية من خلال شبكة العلماء السوريين (نوستيا) حيث تعمل فيها كنائبة رئيس مجلس الأمناء.‏

الدكتورة أيسر ميداني حدثتنا أولاً عن قصة اغترابها في فرنسا والعوائق التي واجهتها, فقالت درست في جامعة دمشق قسم الكيمياء والفيزياء سافرت إلى فرنسا لعمل ستاج مخبري في المخبر المركزي للطرق والمعايير, وقبل سفري بأسبوع أخبرت أبي بنيتي السفر. كانت صدمة كبيرة له مع أنه طبيب ويؤمن بتعلم الفتاة أكثر من الشاب أجابني: أنا آسف ليس عندي أي إمكانية لسفرك, أجبته أني أستطيع أن اعتمد على نفسي ولست بحاجة لشيء, دمعت عيناه وقال: أنا لن أقف في طريقك أبداً.‏

سافرت إلى فرنسا وهناك لكثرة تميزي وطموحي قدم لي مديري بالمخبر منحة لأبقى بالمخبر وأدرس الدكتوراه. حصلت على الدكتوراه في كيمياء المواد البترولية, وهكذا استفدت من خبرة مديري واستفاد هو من البحث, في ذلك الوقت كانت فرنسا متأخرة عن سورية إذ رفضت في مدرسة مهندسين في فرنسا لأني امرأة واليوم أصبحت المرأة هناك تطالب ب 50% من الكراسي في البرلمان والوزارة.‏

> بعد عودتك من فرنسا كيف وجدت المرأة السورية؟

>> بكل أسف بقدر ما القانون تقدم بقدر ما المستوى الاجتماعي تراجع بالنسبة لقضية المرأة, لقد فوجئت عندما عدت إلى سورية في السنوات الأخيرة إلى أي مدى أصبح هناك تأخر في مجتمعنا وعودة شديدة إلى التقاليد الصارمة, وسيطرة الرجال على النساء والمجتمع على النساء مع أني لا أنفي وجود نساء متميزات استطعن التفوق في العديد من المجالات.‏

هناك بعض النساء من صديقاتي المتعلمات يردن تزويج بناتهن في سن الثالثة عشرة, نساء يدعون إلى هذا التراجع هنا أقول (عدو المرأة هو المرأة) يؤلمني أن أجد نساء ضد العلم والانفتاح الفكري وهن المسؤولات عن الأجيال القادمة.‏

اعتقد أن اليوم هناك مجالات مفتوحة جداً في العالم كله للمرأة, لكن يجب على المرأة السورية أن تناضل وتقف لتقول: أنا مكانتي بمكانة أي إنسان في المجتمع إذاً أنا نصف السماء, إذا لم يكن لديها هذا الشعور والرغبة فلن تطبق القوانين عليها لأن القوانين موجودة وتحميها والمشكلة في المرأة وليس في الرجل إذا كنا نؤمن بقضيتنا فعلينا أن نتراجع للوراء.‏

> كيف تعملون على ربط العلماء المهاجرين ببلدهم سورية؟

>> الشباب من جيلي كلهم وطنيون والإنسان يصبح وطنياً أكثر عندما يسافر خاصة عندما يسمع بهذه الضغوطات التي تمارس على بلده وشعبه والتهكمات والدعاية الكاذبة التي تروج لها الدول الغربية, أن بلدها بلد إرهابي. هذا يحز بأنفسنا وكل واحد منا يحاول أن يساعد البلد بطريقة ما لذلك جاءت نوستيا كإطار للعلماء المغتربين ليقدموا امكاناتهم في خدمة بلدهم هناك جمعيات وتجمعات كثيرة خارج إطار نوستيا كالجمعية العربية للمعلوماتية والجمعية السورية للمعلوماتية وغيرها والمهم أن تتعرف الجمعيات على بعضها وتعمل مشاريع مشتركة في سورية وفي البلدان العربية, وإن قررنا أن ننطلق فعلينا أن نبدأ الخطوة الأولى وبعدها تأتي خطوات علينا توطين العلم لكي لا يكون عند الشباب الرغبة والأمل في السفر والهجرة, يجب أن يحس الشاب أن مستقبله في بلده سيكون رائعاً, يجب إلغاء تعدد المرجعيات والبيروقراطية لأن المغترب وقته قليل وكذلك صبره لأن مفهوم الوقت مختلف في الدول الغربية لقد تعلمنا أن نستعمل الوقت لصالحنا, بينما مفهوم الوقت ضائع في سورية والعمل لا يتبع الكلام أين التكامل بين الجامعات والمؤسسات, باحثان في جامعتين مختلفتين يقومان على نفس البحث ولا يتكاملان لعمل دراسة مشتركة, ما المانع أن تتعاون كليات العلوم البشرية مع كليات المعلوماتية في البحث والعمل, إن البنية التحتية في سورية قوية لكن التواصل ضعيف.‏

> كيف يتطور المجتمع؟ ‏

>> المجتمع لا يتغير إلا إذا كان هناك أشخاص خلقوا ممارسات جديدة في حياتهم اليومية والعائلية مختلفة عما يريده المجتمع, وبالتالي يأتي المجتمع إلى القيم الجديدة متطوراً معها فالمجتمع لا يمكن أن يسبق الفرد, الفرد يسبق المجتمع والخلايا الأسروية الصغيرة هي التي تطور المجتمع, إضافة إلى العمل الجماعي والفكري والفلسفي مع الأسف شبابنا يأخذ من الغرب الشكليات فقد تراجعت القيم والأخلاقيات في مجتمعنا لم يعد الإنسان يحترم الإنسان الآخر ولا الصغير يحترم الكبير ولا الرجل يحترم المرأة, مع أن هذا ما كان يميزنا, وبازدياد الفقر في سورية تزايدت الجمعيات الخيرية, أنا لست ضدها فهي تستطيع أن تجعل الإنسان يعيش يومه, لكن لا تستطيع أن تعطيه مستقبلاً فنحن نريد أناساً مساعدين لأن الهدف من مساعدة الناس هو إيجاد إنسان منتج بدل أن أعطيه مهنة أو نساعده بفتح مبادرة كمعمل صغير أو منتج صغير يعيش فيه ورأسه مرفوع وكرامته مصونة, ليكون فخوراً بنفسه ويكون أولاده فخورين به.‏

 

بثينة النونو

المصدر: الثورة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...