المؤسسة الدينية الكنعانية

28-12-2018

المؤسسة الدينية الكنعانية

Image
 الدينية الكنعانية

الجمل - الدكتور إياد يونس

 على الرغم من أن كل مدينة كنعانية تتمتع بمؤسسة دينية مستقلة كان هناك ما يجمع هذه المدن على جميع المستويات في مؤسسة دينية واحدة وكانت العلاقة بين السماء والأرض  تتجسد بشكل خاص في العبادة الكنعانية، وكانت هذه الظاهرة تنعكس على العلاقة بين مستويات المؤسسة الدينية، ولعبت دورات الخصب والجفاف السبعة دورا مهما في تحديد هذه العلاقة وتحويرها بما يتناسب مع إيقاع الطبيعة وكانت تظهر على أفق هذه الايقاعات.

-الإلهة :

 

 منذ ظهور عبادة الإله ايل بدأت شجرة  الكنعانية بالظهور قوية وتحاول أن تغطي جيل الإلة المرتمي في احضان الطبيعة الرطبة، أما جيل إله بعل هو جيل تتصارع فيه قوى الخصوبة والجفاف.

 

كان يعبر عن الطبيعة وكان الالة الذكر هو هذه الطبيعة أما إله الأنثى فلم تكن سوى إعلان لقوة الإلة الذكر تظهر خواصه وتقابله وكما أن بعل كان الإلة العظيم كانت عشتروت الآلهة الكبرى وكانت بعله تمثل القمر، ولبعل السمائيم إله توازيه يدعونها ملكة هالسمائيم ومن الأزواج المذكورة في الكتابات الكنعانية الفينيقية بعل صيدون وعشتروت صيدا وتموز وبعلة جبلا في جبيل.

 

وكانت آلالهة تظهر كثالوث في مرتبة عليا يسيطر على بقبة الآلهة مثل ثالوث صيدون ( بعل وعشتروت وأشمون ) وثالوث صور ( بعل وعشتروت وملكارت ) وكان هناك ثالوث بنات بعل ( أرصاي وبداري و طلاي ) أو ألهه العشرة من معاشرة ايل وبعلتيس، كذلك ظهرت ألهه مزدوجة مثل ( شهار وشاليم ) ( نجمة الصباح و المساء ) ويرح ونيكال إله القمر، وكانت الآلهة تهبط من السماء وتحل في الأحجار والتماثيل المخصصة لها أو في الجبال المسماة باسمها مثل جبل حرمون وجبل صفون، وكان الآلهة بمنزلة الأب بالنسبة للملك، وتحولت  إلى ألقاب كبيرة مثل ( غيلي وتعني الهي ) ( بعلي تعني سيدي ) ( أدوناي تعني سيدي )

 

- المعابد الكنعانية:

 

تركزت أماكن العبادة الكنعانية في نوعين من الاأماكن هي: هياكل العراء والأماكن المرتفعة ( المعليات ) ثم صارت المعابد والساحات وبعض الجبال وربما ساحات القصور أماكن للعبادة، وكانت لفظة قادش Qadesh تعني ( مكان مقدس ) إما كلمة بهل Phl فكانت تعني مكانا مرتفعا وربما عنت التماثيل الفضية للإلهة التي كانت تقام لها طقوس التبخير ( Pihilu ) وكانت المعابد الكنعانية تتعدد وتتنوع وخصوصا تلك التي كانت للإلهة بعل حيث يعتبر في البداية مسكنا له ولقواه ولكن هذه القوى سرعان ما تنفصل عن بعضها ويصبح بعل ظاهرا في عدة أشكال حسب المدينة أو الظاهرة، وكان المعبد في بدايته الأولى في العراء تمثله حجرة منتصبة مشحونة بالقداسة تدل على  وخصوصا ايل، ثم تطور المعبد إلى حجارة الأماكن المرتفعة ثم وضعت الحجارة في غرفة مربعة وكان لهذه الغرفة باب واحد فقط، ثم تطور بناء هذا الصرح أو المقصورة أو الغرفة المكعبة إلى بناء بعدة غرف وأصبح المذبح في وسط القاعة الكبيرة وعلى هذا المذبح يتم تقديم القرابين للإلهة ولم يكن بناء المعابد لعبادة  إيل بل لحبس قواه بين أربعة جدران وسقف, وساد الاعتقاد بضرورة بناء معبد باسم الإلهة بعل من أجل ضبط تصرفاته وحبس قواه أكثر مما هو من أجل عبادته فكانوا يعتقدون بإمكانية وقف المصائب عندما يكون بالإمكان حصرها في مكان معين.

- الهياكل:

وكانت عبارة عن أبنية متطورة قياسا إلى هياكل العراء وبعضها له واجهة من الأعمدة ويصعد إليها بدرج وتحتوي في مكان بارز على تمثال المعبود كما هو واضح في هيكل مدينة جبيل المنقوش على قطعة نقدية تعود الى القرن الثالث الميلادي.

- الكهنة:

تمتع رجال الدين الكنعانيون بمركز اجتماعي رفيع وكانوا يقومون بإدارة الشؤون الدينية في البلاد أي في كل مدينة كنعانية مستقلة ولا شك أنهم كانوا ينتظمون في مراتب ودرجات، وكان الكاهن الأكبر عادة هو كاهن إله تلك المدينة وهو الذي يعين الملك وتخبرنا أثار أوغاريت أن الكاهن الأكبر في عهد الملك الأكبر ( ابيمالك ) هو ( ايلي ملكو ) الذي قام بكتابة ملحمة اللآلئ حول هذا الملك وقد اعتبره مجرما بحق شعبة وخارجا عن قانون  ايل وأنه باع نفسه لبعل زعيم الأبالسة ولذلك استحق الموت رجما وستذهب روحه إلى الدرك الأسفل حيث تعيش في الظلام بجوار حارس الأموات ودليل المتوفين وهكذا انتهت مأساة هذا الملك الذي أراد الملك نقمد خلفه كتابتها لتكون لأبناء عائلته عبرة وعظة، وفي بعض الأحيان كان الملك المستبد يقوم أحيانا بالاستيلاء على وظيفة الكاهن الأكبر فالملك الأكبر قام بأعمال الكاهن الكبر ايلي ملكو ولكنه في حقيقة الأمر كان يستغل منصبه ليصلي إلى اله كاذبة وليسرف باستعمال كأس الألوهية للعرافة وجمع الذهب وغيرها، وعند البونيين كان الكاهن يعرف باسم كوهن وينتمي إلى واحدة من المراتب ( أمير كهنة – كاهن من المرتبة الثانية – زوج عشتارت ) وكانت الكهانة عند البونيين وراثة سلطة قوية ولكنها محصورة في المجال الديني وليس السياسي، وكان الكاهن البوني يلبس ثوب كتان شفاف طويل يمتد من كتفه إلا

يسر شريط مستقيم ويربط الكاهن شعره برباط من المعدن النفيس وأحيانا تغطي رأسه قبعة عالية تشبه الطربوش والكاهنان يغطين راسهن بوشاح ويرتدين ملابس طويلة كان هناك من يتبع الكهنة مثل الحلاقون والموسيقيون وحملة المصابيح والمشاعل وغيرهم.

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...