الديمقراطيون يستقطبون بعض الجمهوريين ضد حرب بوش

الجمل:    بعد إصرار الديمقراطيين الذين يشكلون الأغلبية في الكونغرس الأمريكي على إصدار موافقتهم على ميزانية الحرب الأمريكية المشروطة بانسحاب القوات الأمريكية من العراق، وتنفيذهم بالأمس لهذا الإصرار بإصدار الكونغرس لقرار الموافقة المصحوب بتحديد شهر تشرين الأول القادم لبدء عملية الانسحاب، برغم تهديد الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش باستخدام الفيتو ضد هذا القرار، قام الديمقراطيون اليوم بخطوة جديدة في تحدي الإدارة الأمريكية هذه المرة عن طريق الجمهوريين المعارضين، وذلك عن طريق تقديم الزعيم الجمهوري وعضو مجلس النواب عن ولاية أوهايو دينيس كوشينيخ المرشح الرئاسي السابق لعريضة قانونية تطالب بحجب الثقة عن نائب الرئيس الأمريكي ديك تشيني وعزله عن منصبه.
نشر تقرير واينمادسون الاستخباري الأمريكي على موقعه الالكتروني اليوم نص عريضة حجب الثقة والعزل، وتركز الخطوط العامة للعريضة على النقاط الآتية:
لقد ظل الأداء السلوكي لديك تشيني نائب الرئيس الأمريكي، خلال تقلده لمنصب نائب الرئيس الأمريكي منافياً ومنتهكاً لدستور وقوانين الولايات المتحدة، وللقَسَم الذي أداه، والذي ينص على الالتزام الكامل المطلق بالثقة بالنزاهة والأمانة والشرف الصادق خلال فترة تولي منصب نائب الرئيس. وتتركز انتهاكات ديك تشيني للدستور والقانون في الآتي:
- فبركة وتزوير المعلومات الاستخبارية عمداً بهدف خداع وتضليل المواطنين الأمريكيين والكونغرس حول خطر أسلحة الدمار الشمال العراقية من أجل تبرير قيام الولايات المتحدة باستخدام القوات المسلحة ضد العراق على النحو الذي ألحق الضرر بمصالح الأمن القومي الأمريكي.
- فبركة وتزوير المعلومات الاستخبارية عمداً بهدف خداع وتضليل المواطنين الأمريكيين والكونغرس الأمريكي حول وجود علاقة وصلة بين العراق وتنظيم القاعدة، وذلك من أجل تبرير استخدام الولايات المتحدة للقوة العسكرية ضد شعب العراق على النحو الذي ألحق الضرر بمصالح الأمن القومي الأمريكي.
- المجاهرة علناً بتنفيذ العدوان ضد الجمهورية الإيرانية دون وجود أي دليل على تهديد حقيقي ضد الولايات المتحدة الأمريكية، والقيام بمثل هذه المجاهرة على خلفية القدرة الأمريكية الحالية في مواجهة مثل هذه التهديدات يعتبر مضراً بالأمن القومي الأمريكي.
يقول الخبراء والمحللون بأن النقاط والثلاثة الواردة في عريضة الزعيم الجمهوري دينس كوشينيخ سوف تؤدي مباشرة إلى الإيقاع بعناصر اللوبي الإسرائيلي (وبالذات منظمة الإيباك) وأيضاً بعناصر جماعة المحافظين الجدد المتغلغلين داخل الإدارة الأمريكية (وبالذات البيت الأبيض، البنتاغون، الكونغرس، وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، ووكالة الأمن القومي الأمريكي).
كذلك القرائن التي سوف تستخدم ضد ديك تشيني سوف يتمثل أبرزها في الآتي:
- ادعاءات تشيني العلنية المتكررة في الصحف وأجهزة الإعلام والاجتماعات الرسمية في أجهة السلطة الأمريكية التشريعية والتنفيذية، حول خطر أسلحة الدمار الشمال العراقية.
- شهادة الكثير من المسؤولين الاستخباراتيين الأمريكيين بأن ديك تشيني قد مارس ضغوطاً مكثفة عليهم بما أرغمهم واضطرهم إلى التخلي عن المعلومات الحقيقية التي توصلوا إليها واستبدالها بمعلومات مزورة تهدف إلى التأكيد بوجود أسلحة الدمار الشامل العراقية وأيضاً بوجود صلة وارتباط بين العراق وتنظيم القاعدة، متجاهلاً التقرير الرسمي لوكالة مخابرات الدفاع الأمريكي رقم (044-02) الذي نفى هذه العلاقة.
- الإضرار بالمصالح الأمريكية من جراء مقتل أكثر من 3300 أمريكي في العراق، وأيضاً إنفاق أكثر من تريليون دولار أمريكي وفقاً لحسابات الخسائر المباشرة وغير المباشرة التي لحقت بالاقتصاد الأمريكي بسبب حرب العراق.
- وثائق تثبت مواصلة ديك تشيني عملية تضليل الشعب الأمريكي والكونغرس الأمريكي بأن الحرب في العراق ناجحة وليست فاشلة.
اللجنة القضائية القانونية لمجلس النواب الأمريكي، تم تقديم عريضة أخرى لها تطالب بحجب الثقة عن الرئيس بوش وعزله، سبق أن قدمها النائب الأمريكي هنري غونزاليس، وقد ركزت عريضة النائب غونزاليس على قيام بوش بإساءة استخدام السلطات الدستورية الممنوحة له.. كذلك قام النائب الجمهوري سنسيا مايكيني بتقديم عريضة أخرى تطالب بحجب الثقة عن الرئيس بوش وعزله عن منصبة بسبب عجزه عن الالتزام بالدستور الأمريكي واستغلال منصبه لمصلحة الشركات النفطية التي تملكها عائلة بوش في هيوستن بولاية تكساس.
الديمقراطيون والجمهوريون في الكونغرس الأمريكي تزايدت خلافاتهم حول العرائض، وذلك لأن هناك شبه اتفاق بين الجمهوريين والديمقراطيين على عدم القيام بنزع الثقة عن أي رئيس أمريكي بحيث تكون عملية نزع الثقة وعزل الرئيس الأمريكي السابق نيكسون الأخيرة في تاريخ الولايات المتحدة، وذلك لأن عملية العزل وحجب الثقة في حد ذاتها تلحق ضرراً كبيراً بسمعة الولايات المتحدة كدولة عظمى عالمية.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة