الدراما السورية: كثير من الحكي قليل من الأحداث

15-08-2011

الدراما السورية: كثير من الحكي قليل من الأحداث

عرض حتى اليوم حوالى نصف حلقات المسلسلات السورية الرمضانية، وهي كافية ليفرد فيها كل مسلسل حكايته ويكشف عن خيوطها. ولكن أي من المسلسلات السورية حقق القدر الكافي لإثارة اهتمام الجمهور؟ وأي منها اليوم لا يترك مشاهده دون أن يترك في نفسه الفضول لترقب ما الذي يحدث في الحلقة التالية؟من الإنترنت
لعلنا لا نجافي الحقيقة بالقول إنه ما من مسلسل حتى اليوم جمع الناس حوله واستولى على حصة الأسد من الاهتمام، وإن كان ثمة متابعة لمسلسلات معينة، ففي معظمه يعود في الغالب إلى السمعة السابقة لصناع تلك المسلسلات التي كونوها في أعوام سابقة. وإن كنا نعتقد أن من بين تلك المسلسلات من لن يخيب ثقة الجمهور بصناعه، لكننا نجزم بأن معظمها يفتقد الحيوية في سرد أحداثه، فتمضي بهدوء ورتابة دون تحولات دراماتيكية كبرى. هذا لا يعني أن الحدوتة الجميلة غائبة عن بعضها، لكنه جمال يغـتاله بطء الحدث، ويفتقد في كثير من الأحيان عنصر الدهشة وربما الإقناع أحياناً.
وفي غياب حيوية الحدث الدرامي، ما يدفعنا إلى السؤال عن جدوى تقديم حدث في ثلاثين حلقة، فيما يمكن أن يُروى في أقل من نصف عدد تلك الحلقات، وعن معنى أن يتصاعد الحدث الدرامي في مسلسل من ثلاثين حلقة، على طريقة الدراما التركية، أي بإيقاع مسلسل يروي حكايته في تسعين حلقة أو أكثر؟!
أكثر ما يثير الاهتمام اليوم بالدراما السورية هو الأفكار الكبيرة، وجرأة طرحها، ومحاكاة الكثير منها لهواجس الناس اليومية ولسان حالهم. ولكن هل تكفي الأفكار الكبيرة والهامة وحدها لتصنع دراما هامة ورائدة؟! وهل حديث الناس عن جرأة عمل ما، أو أهمية أفكار عمل آخر، وفرادة حكاية عمل ثالث أو طرافته.. يكفي لندعي أننا قدمنا دراما مهمة هذا العام؟ ماذا عن حبكة الحدث الدرامي وتصاعده؟ ماذا عن عوامل الإدهاش والصدمة فيه؟ وأين الإثارة الدرامية فيه؟
ماذا لو عدنا لنهايات كل حلقة من الحلقات التي تابعناها حتى اليوم.. ألا يبدو واضحاً للعيان أن كثيراً منها كان يفتقر إلى مشهد ختامي يتأزم فيه الحدث الدرامي، ويترك المشاهد على حافة الإثارة بانتظار حلقة قادمة؟ ما جعل حلقات المسلسل الثلاثين تبدو وكأنها مكتوبة كما لو أنها حلقة واحدة طويلة.
هذا الأسلوب في الكتابة قد لا يعيب النص الدرامي عموماً، ولكنه يصير عيباً حين يكثر الحكي ويقل الحدث. وتمضي حلقات دون أي حدث يذكر، ويصير عيباً حين يلهث الكاتب خلف الحدث، لا يبدو لعبة بين يدي الكاتب يسيّره وفق ما تقضيه الدراما وما تتطلبه من إثارة.
لا نعمم هنا، ولكننا نتحدث عما يطفو على سطح شاشات العرض الرمضانية. والدراما الناجحة التي يمكن أن تقال في سبع حلقات أو في ضعفها على الأكثر، لابد من أنها تفقد شيئاً من رصيدها حين تقال في ثلاثين حلقة!

ماهر منصور

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...