الجراحة التجميلية.. انتشار واسع.. ومخاطر في ذمة الأخطاء الطبية

04-08-2017

الجراحة التجميلية.. انتشار واسع.. ومخاطر في ذمة الأخطاء الطبية

أضحت الجراحة التجميلية في الآونة الأخيرة من أهم الجراحات، وانتشرت على نطاق واسع في المجتمع، حيث كان معظم الناس يترددون في الإفصاح عن مشاكلهم التجميلية، أو الإصابات الخلقية التي تتطلب جراحة تجميلية،الجراحة التجميلية.. انتشار واسع.. ومخاطر في ذمة الأخطاء الطبية وغدت من الجراحات الرائجة في أيامنا بعد أن كسر حاجز الخجل الاجتماعي، وتغيّرت نظرة الناس لهذه العمليات، وأصبحت شبه موضة وتياراً جارفاً يجرف الناس الذين ليسوا في حاجة لإجراء مثل هذه العمليات، وليس لديهم حالة اضطرارية. هاجسهم مواكبة العصر، واتباع آخر صيحات الموضة، وهم قسم من المرضى، وهناك قسم آخر لديهم دوافع طبية تجميلية حقيقية، ونسبتهم أكثر قليلاً من الماضي بعد امتلاكهم الجرأة للتصريح بوجود مشكلة طبية لديهم، تحتاج إلى جراحة تجميلية حتى لو كانت تكلفتها المادية باهظة.

معلومات خاطئة

وبيّن الطبيب ثائر سلامة، اختصاصي في الجراحة التجميلية والترميمية، أن جراحة التجميل هي علم من علوم الطب، وفرع دقيق من الاختصاصات الطبية، ولكن تداوله بين الناس مغلوط قليلاً بسبب الإعلانات التي تنشر على وسائل الإعلام، والطريقة التي يروج لها، والمعلومات التي تذاع حول هذه الجراحة من مصادر غير موثوقة، وهي غالباً معلومات خاطئة، وبسبب رواجها والدعاية والإعلان والأساليب الملتوية التي تستخدم في جذب (الزبائن) على المحطات التلفزيونية الخاصة، جعل الناس يقدمون إلى استطبابات غير ضرورية، وهذه الجراحة لها معايير محددة، ومن المهم التوضيح للناس أنه عند الإقدام على هذه الخطوة يجب التأكد من اختصاص الطبيب الذي يريدون إجراء الجراحة لديه، وهل هو فعلاً اختصاصي في الجراحة التجميلية، والتأكد من شهادته الطبية، والترخيص الممنوح له من قبل وزارة الصحة لممارسة مهنة جراحة التجميل؟، وأضاف: عندما يريد المريض الخضوع لجراحة تجميل نقوم بالتحري عن الدوافع التي جعلته يقدم إلى إجراء هذا العمل الجراحي، فإذا كانت دوافعه نفسية فقط، هذا يجعلنا نتردد قليلاً في إجراء مثل هذه الجراحة، إلّا إذا كانت الحالة تؤثر على نفسية المريض بشكل سلبي، ومن الممكن تحسين نفسيته من خلال إجراء العمل الجراحي، فإننا نقوم بإجراء هذا العمل من أجل تحسين نفسية المريض، وبالتالي تقديم خدمة طبية ضمن إطار إجراء استطباب حقيقي، ومن الضروري ألّا يكون المريض مدفوعاً من قبل المجتمع، وأن تكون لديه قناعة ذاتية بإجراء العمل الجراحي، وعلى الطبيب في هذه الحالة أن يقيّم طبياً، ويتأكد فعلاً أن هذه الشكوى هي حقيقة موجودة، أو أنها فقط وهم لدى المريض، أي العمل على ربط الاستطباب الطبي الحقيقي مع دوافع المريض نفسه.

فوائد كثيرة

ولفت الطبيب سلامة إلى أن لجراحة التجميل فوائد أكثر من الأضرار، إلّا إذا تم اعتبار التكلفة المادية من الأضرار، فهي خدمة طبية تحتاج إلى دفع ثمن، ومثلها مثل أي عمل طبي إذا أجريت على أصولها، تخفف المعاناة النفسية، والألم في بعض الأحيان، وتحمل جراحة التجميل في طياتها: جراحة الترميم، التشوهات الولادية، جراحة الحروق، عقابيل استئصال الأورام، جراحة الحوادث الرضية، وهذه من الجراحات المعقدة التي تحتاج إلى اليد الخبيرة.

وعن سلبيات الجراحة التجميلية أوضح الطبيب ثائر سلامة بأنه ينطبق على جراحة التجميل كل ما يتعلق بسلبيات بقية اختصاصات الطبيب (مضاعفات)، وكل عمل طبي يحمل في طياته نسبة من المضاعفات تختلف حسب خطورة العمل الطبي، وحجمه، ويد الطبيب التي تقوم به، ولها الدور الأكبر، وأي عمل جراحي لا يخلو من المخاطر، ولكن نسبة المخاطر تختلف من طبيب إلى آخر بحسب خبرة الطبيب، وأضاف سلامة بأن ما يذاع بين الناس من مضاعفات وسلبيات لعمليات التجميل، قسم منها صحيح، وسببها الرئيسي وقوع المرضى ضحية التضليل، ونلاحظ وجود حالات سيئة جداً، وللأسف الشديد غالبية هذه الحالات، لأن معظم المرضى يقابلون الطبيب بشكل سري دون علم الأهل، أو نقابة الأطباء، أو أية جهة قادرة على أن تأخذ لهم حقوقهم، وبالتالي تتشكّل لديهم مشكلة نفسية غير قادرين على حلها مع الأيام، وهذا بسبب الطبيب الذي يقوم باستدراج المرضى بأسلوب تقسيط “أجور العملية”، مستغلاً الضعف المادي لديهم، وهذا يكون على حساب الأداء، يقوم الطبيب في هذه الحالة بإجراء العمل الجراحي في عيادة خاصة تفتقر لأدنى مقومات العمل الجراحي ليوفر تكلفة العمل في المشفى في ظروف مثالية، وهنا تكثر المضاعفات والاختلاطات، ومن الممكن أن يكون هؤلاء الأطباء لا يحملون أي اختصاص طبي تجميلي، وكثرت هذه الظاهرة مؤخراً، وأصبح العديد من الناس غير الاختصاصيين، (لا يمتون لمهنة الطب بأية صلة)، يمارسون مهنة جراحة التجميل، وذلك بسبب رواجها!.

الجراحة الترميمية

وأوضح الطبيب ثائر سلامة بأن جراحة التجميل لا تقتصر على الفئة ميسورة الحال في المجتمع، ولكن هناك فئة فقيرة هي بأمس الحاجة لهذه الجراحة، وغالباً ما تكون مشكلاتهم في مجال الجراحة الترميمية، وهذه العمليات مكلفة أكثر من عمليات التجميل بحد ذاتها، وتحتاج إلى معدات وضوابط إضافية، وبالتالي يصعب على المريض تأمين تكاليف العمل الجراحي، وشركات التأمين لا تقبل التعاقد مع أطباء جراحة التجميل حتى لو كانت الحالة وظيفية مثل هذه الحالة، وأكد سلامة على ضرورة دعم هذه الجراحة في المشافي العامة، أو من قبل شركات التأمين، ولفت الطبيب إلى أن جراحة التجميل تطورت بشكل ملفت في محافظة طرطوس، وأن أية جراحة تجميل تجري في كل أنحاء العالم بالإمكان القيام بها في المحافظة بالجودة نفسها بسبب وجود عدد لابأس به من الأطباء لديهم من الكفاءة والخبرة ما يجعلهم يقومون بأية جراحة تجميل مهما تطلبت من الدقة، وتكلفة هذه العمليات في سورية لا تتجاوز 1/5 من تكاليفها في البلدان المجاورة، ولو أن ظروف البلاد أفضل لكنا شهدنا سياحة طبية.

رشا سليمان- البعث

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...