الأهداف الإستراتيجية للحركات الكردية الانفصالية

24-11-2007

الأهداف الإستراتيجية للحركات الكردية الانفصالية

الجمل: برغم هدوء التصريحات والتحركات السياسية، فإن حالة الاصطفاف والتعبئة العسكرية الفاعلة على خطوط المواجهة التركية – الكردية ما تزال مستمرة.
* المشهد الحالي في خارطة الصراع التركي – الكردي:
عسكرياً:
• على الجانب التركي: ما تزال القوات التركية تقوم بالحشد والتعبئة الفاعلة ورفع الجاهزية للقيام بتنفيذ الاقتحام العسكري، أما الحكومة التركية والبرلمان التركي فهما لا يزالان على موقفهما السابق القاضي بضرورة تنفيذ العملية العسكرية ضد الحركات الانفصالية الكردية المتمركزة في شمال العراق.
• على الجانب الكردي: هدأت تصريحات الزعماء الأكراد المعادية لتركيا مع التشديد على عدم تسليم أي مطلوب كردي للحكومة التركية وعلى التصدي لأعباء المواجهة العسكرية في حال حدوث الاقتحام التركي لشمال العراق.
• الأطراف الثالثة: بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية فهي تقدم الأسلحة والمعلومات الاستخبارية لكلا الطرفين الكردي والتركي، وتطالب الأكراد بعدم السماح لحزب العمال الكردستاني بمهاجمة تركيا وفي نفس الوقت تطالب الأتراك بعدم القيام بأي اقتحام عسكري لشمال العراق والاعتماد على الدور الأمريكي في القضاء على خطر حزب العمال الكردستاني.
• إيران وسوريا تؤيدان الحلول السلمية، وفي نفس الوقت ترفضان التدخل في الشؤون الداخلية التركية.
* كردستان: خارطة طريق "الشبح الإسرائيلي":
من المعلوم أن المناطق الكردية تتكون من دائرة تتقاطع فيها أراضي أربعة دول: العراق، تركيا، سوريا، وإيران. وقد ظلت إسرائيل تعمل لفترة طويلة في استثمار الخلافات الإثنوثقافية الكردية – العربية لتحويلها إلى صراعات إثنوسياسية، وقد نجحت إسرائيل إلى حد كبير في تحقيق هذا المخطط من خلال تحويل الخلاف الكردي – العربي داخل العراق من الحالة الإثنوثقافية المنخفضة الشدة إلى الحالة الإثنوسياسية المرتفعة الشدة.
كذلك نجحت إسرائيل في توريط أمريكا معها في الصراعات الجارية حالياً في المناطق الكردية على النحو الذي أصبحت فيه أمريكا تتحرك علناً نيابة عن إسرائيل التي ما زالت تركز على التحركات السرية غير المعلنة في الأراضي الكردية.
* مخطط إسرائيل – البرزاني:
مع تغير التوازنات الجيوستراتيجية، يدرك البرزاني وبقية الزعماء الأكراد أهمية الدعم الإسرائيلي لأنه يعني ضمانة وفعالية في الحصول على الدعم الأمريكي. وتجدر الإشارة إلى التحالف بين اللوبي الإسرائيلي واللوبي الكردي وتنسيق الجهود، التي تمخض عنها دفع مجلس النواب الأمريكي لتبني قرار "المذبحة الأرمنية"، هي جهود لها أكثر من دلالة ومعنى. بكلمات أخرى، يحاول اللوبي الكردي التحالف مع اللوبي الإسرائيلي لفرض النفوذ على أعضاء مجلس النواب ومجلس الشيوخ في الولايات المتحدة، تمهيداً لإصدار المزيد من القوانين والتشريعات التي تمهد بدورها للاعتراف الدولي بالوضع الانفصالي شبه المستقل لإقليم كردستان العراقي، وللضغط أيضاً على الدول الأخرى في المنطقة لدفعها إلى الاعتراف بـ"المشروع الكردي الإثنوسياسي الانفصالي الذي حل محل المشروع الكردي الإثنوثقافي السابق". وكذلك يركز اللوبي الكردي على التحالف مع المرشحين الديمقراطيين وذلك على أساس اعتبارات أن:
• إذا فاز الجمهوريون بالرئاسة الأمريكية فإن التحالف الكردي – الإسرائيلي – الأمريكي سوف يكون بخير.
• إذا فاز الديمقراطيون بالرئاسة الأمريكية فإن التحالف الكردي – الإسرائيلي – الأمريكي سوف يكون مهدداً.
وللقضاء على مخاطر التهديد في الساحة الأمريكية سعى اللوبي الكردي إلى:
• إغراء المزيد من الشركات النفطية الأمريكية بالحضور إلى إقليم كردستان والحصول على عقود وامتيازات الاستثمارات النفطية بالتركيز على الشركات التي يملكها كبار الجمهوريين والديمقراطيين.
• بناء الروابط مع المرشحين الديمقراطيين البارزين، وحالياً يقوم اللوبي الكردي بدفع المزيد من الأموال لتمويل حملة المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون
أما الأهداف الاستراتيجية للحركات الانفصالية الكردية فهي:
• تأجيل الصراع العسكري مع تركيا خلال العام 2008م.
• انتهاز فرصة وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى الرئاسة، من أجل تنفيذ ما يلي:
* تنفيذ نقل قاعدة انجرليك من جنوب تركيا إلى منطقة كردستان العراقية.
* إعطاء المزيد من التسهيلات العسكرية والنفطية للإسرائيليين والأمريكيين.
* التوسع في منح العقود والتسهيلات النفطية للشركات الأمريكية، وبالذات في منطقة كركوك المتنازع عليها على النحو الذي يؤدي إلى دفع الشركات الأمريكية النفطية إلى الضغط على الحكومة الأمريكية من أجل دعم مشروع ضم كركوك إلى كردستان.
تحويل قاعدة انجرليك من جنوب تركيا إلى كردستان سوف يؤدي تلقائياً إلى دفع حلف الناتو إلى بناء الروابط مع الأكراد وإلى جعل أمريكا تتواجد بشكل نهائي في المنطقة. وكل ما يحاول الأكراد تفاديه في الوقت الحالي، هو خطر شبح الاقتحام العسكري التركي الذي سوف يؤدي إلى تقويض كامل المشروع.

الجمل: قسم الدراسات والترجمة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...