أميركا والدول الصناعية تضخّ 60 مليون برميل نفط من احتياطياتها

24-06-2011

أميركا والدول الصناعية تضخّ 60 مليون برميل نفط من احتياطياتها

اتخذت الدول المستهلكة للنفط بقيادة واشنطن، أمس، خطوة غير مسبوقة في ظروف مماثلة، أثارت انتقادات جهات دولية عديدة، عبر إعلانها إطلاق 60 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية النفطية، نصفها من الولايات المتحدة بهدف خفض الأسعار ومواجهة «نقص في الإمدادات»، رغم الضمانات السعودية بزيادة الانتاج النفطي بعد رفض منظمة «اوبك» اتخاذ قرار جماعي بذلك. وفيما برّرت أميركا ومعها «وكالة الطاقة الدولية» هذا الإجراء بضرورة مواجهة التباطؤ الاقتصادي، اتفّق معظم المحللين على أن خلفية القرار «سياسية» ترتبط بالانتخابات الأميركية من جهة، وبالصراع الضمني بين منتجي النفط ومستهلكيه من جهة أخرى.
وأعلنت وكالة الطاقة الدولية التي تضم 28 دولة صناعية مستهلكة للنفط، أنها ستطلق 60 مليون برميل من احتياطياتها الاستراتيجية النفطية بهدف خفض الأسعار ودعم الاقتصاد العالمي. وقالت الوكالة، إنها ستطلق مليوني برميل يوميا على مدى 30 يوما كفترة مبدئية في السوق العالمية للتعويض عن النقص الذي خلفه انقطاع الإمدادات الليبية.

وسيأتي نصف هذه الكمية من الولايات المتحدة وهو يعادل استهلاكها في يوم ونصف يوم. وستقدم أوروبا 30 في المئة من الكمية في صورة نفط خام ومنتجات مكررة بينما ستأتي الكمية المتبقية من دول المحيط الهادئ في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
ويمثل هذا القرار، وهو الثالث من نوعه في تاريخ المنظمة التي أنشئت قبل 37 عاما، بعد حرب الخليج في العام 1991 وإعصار كاترينا في العام 2005، ضربة لمنظمة «أوبك» ولا سيما للسعودية أكبر منتج في المنظمة وحليف أميركا المقرب. ورغم جهود السعودية فشلت «أوبك» التي تترأس ايران دورتها الحالية، في الاتفاق على زيادة الإنتاج في اجتماع عقدته في الثامن من حزيران الحالي وقررت المملكة ضخ إمدادات إضافية بشكل منفرد.
وقالت وكالة الطاقة «انقطاع الإمدادات مستمر منذ فترة وأصبح أثره أكثر وضوحا مع استمراره. وأضافت أن التوقعات تفيد بأن الإنتاج الليبي سيظل خارج السوق فيما تبقى من العام 2011. كما اعتبرت الوكالة أن «زيادة شح المعروض في سوق النفط قد تقوض الانتعاش الاقتصادي العالمي الهش». وقال مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية إن الرئيس باراك اوباما «قلق للغاية» من أثر انقطاع إمدادات النفط من ليبيا وأسعار النفط المرتفعة، وأضاف «الولايات المتحدة مستعدة لعمل المزيد إذا كان ضروريا لعلاج هذه المسألة». ولطمأنة الحلفاء السعوديين قال المسؤول «نحن نرى أننا نقوم بإجراء يأتي تكملة لما وافق السعوديون ومنتجون آخرون على القيام به».
لكن أسعار النفط الأميركية تسجل أصلا انخفاضا منذ نيسان الماضي، وقد ادى قرار أمس، إلى انخفاض حاد في الأسعار بنسبة 5 في المئة تقريبا، إلى أقل من 91 دولارا للبرميل الخام.
وقال مندوب كبير لدولة خليجية عربية في «أوبك»: «لا مبرر لهذا. ليس هناك نقص في معروض السوق. الكويت والسعودية تزيدان الإنتاج لكن ليس هناك كثير من المشترين. وكالة الطاقة تلعب لعبة سياسية مع الولايات المتحدة.. ليس أكثر». وهذا هو رأي شركات نفطية أميركية كبرى أيضا. فقد قال «معهد البترول الأميركي» الذي يمثل شركتي «اكسون» و«شيفرون» وشركات أخرى إن هذه الخطة «أسيء توقيتها» و«ليست منطقية إلى حد بعيد» لأنه ليست هناك أزمة في المعروض، فيما قال استاذ العلوم السياسية في جامعة فيرجينيا لاري ساباتو إن «هذا يسمح لإدارة اوباما بتقديم نفسها على أنها المسؤولة عن تراجع أسعار النفط».

المصدر: وكالات

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...