أكاديمي أميركي: اللوبي الإسرائيلي يضر إسرائيل وأميركا

31-05-2008

أكاديمي أميركي: اللوبي الإسرائيلي يضر إسرائيل وأميركا

أكد أستاذ السياسة الدولية الأميركي بجامعة هارفارد ستيفن والت إن السياسات التي ينتهجها اللوبي الإسرائيلي في الضغط على الإدارة الأميركية تضر بمصالح إسرائيل قبل أن تضر أميركا ذاتها، مشيرا إلى أنها أفضت لـ"تكريس الصراع، وتغذية الإرهاب، وجعل الفلسطينيين أكثر راديكالية".

واستبعد في محاضرة نظمتها مؤسسة هيكل للصحافة مساء الخميس بالجامعة الأميركية بالقاهرة أن يكون لفوز المرشح الديمقراطي باراك أوباما بمنصب الرئاسة تأثير على العلاقات الأميركية الإسرائيلية.

وأوضح بالقول إن كل الرؤساء الأميركيين ينتقدون التوسع الاستيطاني لكن لم يقم أحد منهم بممارسة أي ضغط يذكر.

تجدر الإشارة إلى أن الدكتور ستيفن والت شارك في تأليف الكتاب المثير للجدل عن "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية" الصادر في 2007 وكذلك هو صاحب النظرية السياسية الشهيرة "توازن التهديد".

وحمّل الدكتور والت اللوبي الإسرائيلي مسؤولية الدعم الأميركي "غير المشروط" لإسرائيل، لأنه لا يوجد رئيس يريد أن يتحمل "التكلفة السياسية للضغط على إسرائيل".

وقال إن تبرير ذلك الدعم بأن إسرائيل تمثل فائدة إستراتيجية هامة للولايات المتحدة لم يعد مقبولا بعد انتهاء الحرب الباردة، كما رفض تبرير الدعم بأن إسرائيل ديمقراطية، لأن "هناك العديد من الديمقراطيات التي لا تحصل على نفس الدعم من أميركا".

ورغم انتقاده الشديد للوبي الإسرائيلي، شدد عميد كلية جون إف كينيدي بجامعة هارفارد على عدم وجود "مؤامرة"، وقال "إن اللوبي الإسرائيلي هو مجرد تجمع لمجموعات مصالح نشطة"، ورفض وجود ما يسمى بالبروتوكولات و"محاولة اليهود السيطرة على العالم"، معتبرا أن هذه "الأساطير" تحد من فهم الأمور.

وأوضح أن "مجموعات المصالح هي في قلب اللعبة السياسية بأميركا"، مشيرا إلى أن الدستور الأميركي يضمن حق التجمع وممارسة الضغوط على سياسات الحكومة، واللوبي الإسرائيلي ليس أمرا شاذا عن ذلك.

ورأى أن اللوبي الإسرائيلي هو "تجمع سياسي وليس دينيا" مدللا على ذلك بأن "أغلبية اليهود لا تهتم بالسياسة الخارجية، وهناك في اللوبي الإسرائيلي من ليسوا يهودا".

وأضاف الأكاديمي الأميركي أن مجموعات اللوبي الإسرائيلي وإن كانت تتفق في دعم وجود إسرائيل، فإنها ليست متجانسة، فهناك بعض المجموعات التي تساند حل الدولتين، وهناك مجموعات أخرى تطالب أميركا بالضغط على إسرائيل لتحقيق السلام.
وعن آلية تأثير ذلك اللوبي أوضح والت أن تلك المجموعات، وأشهرها إيباك، تحاول توفير معلومات لرجال الكونغرس تساند وجهة النظر الإسرائيلية.

وذكر أن إيباك لا تدفع أموالا للمرشحين مباشرة وإنما تدفع مجموعات أخرى لتوجيه التبرعات إلى مرشحين بعينهم، لافتا إلى أن إيباك وحدها لديها ميزانية سنوية تصل إلى خمسين مليون دولار.

وقال إن الآلية الثانية هي أن اللوبي يحاول بشدة تشكيل النقاشات العامة في أميركا من خلال تأثيره الكبير على وسائل الإعلام الرئيسية، مشيرا إلى أن كبريات الصحف الأميركية تخلو من أي انتقاد لإسرائيل، بينما صحيفة هآرتس تعج بتلك المقالات.

وعن سبب توجيه اتهامات كالنازية ومعاداة السامية لكل من ينتقد إسرائيل، أرجع ذلك إلى أنهم يدافعون عن "قضية ضعيفة جدا، وهي الدعم اللا مشروط من أميركا لإسرائيل"، ولذلك يلجؤون لتلك الاتهامات.

وعن ما يتوجب على الإدارة الأميركية فعله، رأى والت أن عليها معاملة إسرائيل كما تعامل بقية الديمقراطيات، "تساندهم عندما يصيبون، وتتوقف عن دعمهم حينما يخطئون"، محذرا من أن التاريخ قد يحكم بقسوة يوما ما على بلاده" لأنها لم تتوقف عن دعم إسرائيل "حتى عندما حولت غزة إلى سجن في الهواء الطلق".

عمرو مجدي

المصدر: الجزيرة

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...