أعشاب التنحيف اجتهادات عبثية وخلطات مؤذية

31-05-2012

أعشاب التنحيف اجتهادات عبثية وخلطات مؤذية

تنتشر لدى السوريين خلطات نباتية مختلفة لعلاج البدانة، وخصوصاً تلك التي يروج لها ويبيعها العطارون على أنها سبيل الخلاص من السمنة، وتطالعنا الفضائيات كل يوم بـ«خبراء أعشاب» منحوا أنفسهم لقب «دكتور» ليقدموا العلاجات العشبية لشفاء أي مرض كان حتى تلك التي عجز الطب عن شفائها.
 
الباحث محمد منصور الخطيب الحائز دبلوم الدراسات العليا بتأثيرات الأدوية تحدث عن ماهية هذه الوصفات، والمخاطر الصحية التي قد تنجم عنها، مبيناً أن بعض هذه الوصفات مفيد، ولكن لا يجوز إعطاؤها للجميع على حد سواء، لأن أسباب البدانة تختلف من شخص لآخر، وهناك خلطات قد تكون مميتة بسبب جهل من اخترعها بخصائص النبات، فأي نبات هو مثل أي مادة كيميائية له محاسن ومساوئ ولا يجوز خلطه عشوائياً أو استخدامه في جميع الحالات ولكل الناس.
وقال الخطيب: الأساس الذي تقوم عليه جميع خلطات أعشاب الريجيم هو «شاي 13» الذي قدمته شركة «نيترمان» والذي يعتمد على أوراق السنامكي وثمارها (العشرق)، ويتسبب بالإسهال وبفقدان الجسم للمواد الغذائية، ولكن جميع الشركات المقلدة عمدت إلى خلط أعشاب «انتراكينونية» أخرى عن جهل بمضار هذه الأعشاب التي لا يجوز استخدامها بشكل مستمر وإلا فإنها تؤدي إلى تفجير الزغابات المعوية وإلى تقرحات شديدة وإلى ما يشبه مرض «كرون».
وأضاف الخطيب: أضافت «نيترمان» لخلطتها «الفوقس الحويصلي» لاحتوائه على نسبة عالية من اليود الذي يؤدي إلى تنشيط إفراز الدرق وتنشيط الاستقلاب العام وخسارة المادة الغذائية، وجميع الوصفات الأخرى كانت تقليداً لهذه الوصفة ولكن المقلدين أضافوا للخلطة أعشاباً أخرى «انتراكينونات» كبدائل عن السنامكي مثل نبات الكسكارا والقشرة المقدسة، والصبر والراوند وغيرها، فزين الأتات مثلاً اعتمد في خلطات التنحيف على الراوند الذي لا يجوز إعطاؤه للمرأة، لأن جرعة نصف غرام خلال 24 ساعة يمكن أن تؤدي إلى انفصال المشيمة واضطراب نظام الدورة الشهرية بشكل تام، وقد تؤدي إلى إجهاض الحامل أو تشوه الجنين، ومع هذا لم يستخدم زين الأتات الراوند الصيني وإنما الأوروبي الذي يحتوي على مادة «الرابونتيسيم» الممنوع استخدامها للبشر.
وأضاف الخطيب: آخرون اعتمدوا في خلطاتهم على الحنظل من دون علم منهم أنه لا يجوز تناوله أكثر من مرة كل 16 يوماً لاحتوائه على سمية كبيرة قد تؤدي إلى إتلاف الكبد والكلى خلال أيام قليلة، وهناك من أضاف لخلطته «الصبر» أو الصبرة وهي من الماسطات التي تتسبب باهتراء زغابات المعدة والأمعاء أكثر خمسين مرة من السنامكي ومن ثم تناولها عدة مرات وبانتظام مع خلطة الريجيم سيلحق بالإنسان قرحة هضمية أكيدة وسريعة.
وتحدث الخطيب عن الأعشاب المستخدمة في قطع الشهية مبيناً أن الأساس فيها نبات يدعى «الإيفيبرا» الذي ينبه إفراز (الكاتيكول أمينا) المسؤول عن نظام الاحتراق في الجسم، ولكن مشكلة هذا النبات أنه يرفع الضغط ولا يجوز إعطاؤه للناس الذين لديهم (غلوكوما) أو ما يسمى الساد العيني «المياه الزرقاء أو البيضاء» أو لمن يعاني ارتفاع ضغط العين، أو للمرأة الحامل، أو من يعاني تسرعاً في القلب.
وتحدث الخطيب عن وصفة أخرى قُدمت عن جهل على أنها تقطع الشهية وهي جذور الأرقطيون «أركتيون لابّا» مبيناً أن الأرقطيون هو قاطع عطش وليس قاطع شهية، ومع هذا فقد اشترى «الأتات» من الفلاحين السوريين نبتة من مجموعة (الكزانتيوم) التي يشبه شكلها الأرقطيون فأدخلها في مستحضراته على أنها أرقطيون، من دون علم منه أن هذه النبتة لا يجوز استخدامها بشرياً لأنها ترهق الكبد والكلى وفي اليوم الخامس من استعمالها بكميات عادية يصاب الإنسان بفاقة كبدية أو قصور كلوي «وللأسف لا تزال النبتة تباع في الأسواق على أنها أرقطيون». وأشار الخطيب إلى أن قاطع الشهية الحقيقي هو نبات «المخملية» أو لوف السبع «آلشينيلّلا» وهي نبتة ظريفة الطعم تشبه أوراقها أوراق الخبيزة وتنمو في بعض المناطق الجبلية الباردة في سورية ولكن ليس بكميات تجارية.
وتحدت الخطيب عن مشكلة النباتات المزيفة وما قد تحتوي عليه من أذيات صحية مشيراً إلى أن أكثر من 70 نبتة تباع في سورية وتصدر من دون أي صلة بالأسماء التي تباع تحتها نهائياً، باستثناء تشابهها مع صور النباتات الأصلية في الكتب، ومن الأمثلة على ذلك أن بعض الفلاحين جمعوا نباتات شتى من الشاطئ السوري وباعوها لمحال العطارة على أنها (الفوقس الحويصلي) وهو عشب ينمو ضمن الماء في الشواطئ البريطانية والفرنسية حصراً، وهذا العشب يعطى بحالة واحدة فقط لتخفيف الوزن لمن يعانون نقصاً بإفرازات الدرق لأنه مشابه لهذه الإفرازات.
وتطرق الخطيب إلى استخدام المالئات مثل بزر الكتان، فقبل تناول الطعام يمكن تناول دقيق البزر ليملأ المعدة ويقلل كمية الطعام لأن الدقيق «ينفش» في المعدة بشكل يقلل من كمية الطعام التي يستطيع تناولها الإنسان.
وأضاف: إذا كان الامتلاء هو المطلوب فالأفضل أن يبدأ الإنسان وجبته بصحن كبير من السلطة يشعره بامتلاء لا بأس فيه، وفي الوقت عينه يستفيد من الخضراوات في حركة الأمعاء كما يستفيد من اليخضور الذي يمتلك الصيغة نفسها الخاصة بهيموغلوبين الدم مع فرق أن الذرة في اليخضور هي نحاس على حين هي حديد في الهيموغلوبين.

باسم الحداد

المصدر: الوطن

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...