أطلب نفسك مع زياد الرحباني

13-11-2006

أطلب نفسك مع زياد الرحباني

خرجت مرّةً من البيت، وكانت مميزة على ما أذكر، فقد قصدت مبنى أول ما يتبادر الى الذهن أنه مميّز عن حق، وسلكت الشارع الرئيسي المميّز، وكنت برفقة صديقٍ أقلّني بسيارته وهو جِد مميّز عن كل معارفي الآخرين، وتحادثنا في مواضيع متنوعة ومميّزة، ومررنا في حديثنا عن برنامج السهرة المميّز على اسم المطربة المميّزة حقاً التي دُعيت لافتتاح هذا المؤتمر المميّز لدرجةٍ لم أعد صراحةً قادراً على «التمييز»! وكيف يكون التمييز بين كل ما هو مميّز وعلى طول!؟ فما هو الطبيعي العادي؟ نسيت.
هل من مجال يا إخوتي أن نلتقي أو نتلفّظ أو نأتي على أو ننحو الى شيءٍ ما غير مميّز؟ وذلك فقط من أجل الدول الأخرى في العالم وقد أصبح معظمها يشعر بعقدٍ هائلة من النقص والغيرة تجاهنا كشعب من الأقوياء، كلهم. شعبٍ من الأساتذة، من المُعلّمين لا شغيل واحداً بينهم. نحن كظاهرة فعلاً مميّزة لا مكان لها في التاريخ المعاصر وقد تنقرض قبل التاريخ المقبل خاصةً أنها، على وفرة ما يميّزها، يبقى عندها في الوقت نفسه مشكلة مميّزة هي أنَّ: الكمية محدودة!

 

زياد الرحباني

المصدر: الأخبار

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...