«داعش» يعود إلى حلب.. وحرب «الفصائل» تستعر

27-02-2014

«داعش» يعود إلى حلب.. وحرب «الفصائل» تستعر

في تطور جديد على ساحة المعارك بين الفصائل «الجهادية» في حلب، عاد تنظيم «الدولة الإسلامية في العراق والشام» (داعش) إلى المدينة، التي خسر نفوذه فيها بعد تقدم «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية»، وذلك عن طريق سيطرته على حي الهلك في أول ردة فعل داخل المدينة منذ إعلان الفصائل حربها على التنظيم، الأمر الذي من شأنه أن يعيد فتح جبهات القتال في أحياء المدينة الخارجة عن سيطرة الحكومة، والتي عانت مراراً من حروب الفصائل المتناحرة.
وفي هذا السياق، كشف مصدر ميداني، إن «جهاديي داعش» دخلوا حي الهلك الواقع شمال شرق المدينة، والقريب من جبهة القتال مع الجيش السوري، من دون اية معارك تذكر، حيث انسحب مقاتلو «الجبهة الإسلامية» من الحي مع وصول عناصر «داعش»، الذين رفعوا «رايتهم» عليه، وقاموا بتوزيع منشورات تطالب كل من يحمل سلاحاً أن يقوم بتسليمه لهم، تمهيداً لشن حملة تفتيش في الحي بحثاً عن مطلوبين للتنظيم.مبنى انهارت واجهته جراء غارة جوية في حي هنانو في حلب امس (ا ف ب)
وتأتي سيطرة «داعش» على حي الهلك ضمن سلسلة تطورات تشهدها حرب «الفصائل» في حلب، آخرها مقتل القيادي «القاعدي» ابو خالد السوري، الذي نعته «جبهة النصرة» و«حركة أحرار الشام»، كأحد أعمدة «القاعدة» في سوريا، وما تلاه من إعلان «جبهة النصرة» و«الجبهة الإسلامية» و«جيش المجاهدين» (وهي ابرز الفصائل التي تقاتل «داعش») عن توحيد لعملياتها «لصد هجوم النظام»، إلا أن مصدرا «جهاديا» قال ان الهدف من هذه الخطوة هو التصدي لداعش»، موضحاً أن هذه الخطوة «جاءت بشكل سريع بعد عودة داعش إلى المدينة وبدء عملياته في مناطق كان يعتقد أنها خرجت عن سيطرته»، الأمر الذي يشير على أن الحرب بين هذه الفصائل ستستعر في المدينة، التي تتقاسم «الجبهة الإسلامية» و«النصرة» السيطرة على أحيائها الخارجة عن سيطرة الحكومة.
وقلل المصدر من أهمية خطوة «غرفة العمليات المشتركة» لهذه التنظيمات على الأرض، خصوصاً في المعارك ضد الجيش السوري، كونها تعمل بشكل متواصل منذ زمن بعيد. وقال: «هذا الإعلان الجديد ليس أكثر من رسالة مباشرة إلى داعش الذي يبدو أنه سيعود إلى مدينة حلب بقوة بعد سيطرته على حي الهلك»، مستشهداً بالكلمة الأخيرة لزعيم «النصرة» أبو محمد الجولاني الذي منح «داعش» مهلة خمسة أيام للعودة عن حربها قبل أن تندلع حرب كبيرة بين هذه الفصائل، المتحاربة أصلاً، ولكن على جبهات متعددة وغير متناسقة.
وفي السياق ذاته، كشف مصدر ميداني،  أن مدينة مارع شمال حلب تشهد إجراءات أمنية كبيرة، وهي تعتبر احد أهم معاقل «لواء التوحيد» التابع لـ«الجبهة الإسلامية»، فيما يبدو أنها تحضيرات واستعدادات لهجوم مرتقب قد يشنه «داعش» على المدينة القريبة من اعزاز، والتي تشكل نقطة إستراتيجية في ريف حلب الشمالي، إضافة إلى انها تضم سجناً كبيراً يقبع فيه مخطوفون من الجيش والقوى الأمنية، تم نقلهم من سجن الراعي بعد سيطرة «داعش» على المدينة قبل نحو شهر.
على المقلب الآخر، يتابع الجيش السوري تقدمه البطيء على محاور عدة، أبرزها الجهة الشرقية لمدينة حلب، إذ تمكن من السيطرة على عقدة مهمة فيها هي «عقدة المطار»، حيث أصبح الجيش على مشارف البحوث العلمية شرق المدينة، والتي تعني السيطرة عليها أنه أصبح على مشارف أحياء جديدة، هي جبل بدرو، مساكن هنانو، الحيدرية، إضافة إلى طريق الباب والميسر في الجهة المقابلة، وذلك وسط تكثيف الطوافات قصفها لمراكز داخل هذه الأحياء التي باتت شبه فارغة من سكانها الذين نزحوا خلال الفترة الماضية إلى أحياء حلب الغربية الخاضعة لسيطرة الحكومة، أو الى مدن أخرى، أو حتى إلى الريف الشمالي (تم إنشاء مخيمات عدة في ريف حلب الشمالي لاستقبال النازحين، أبرزها مخيم مارع).
ومن الجبهات المهمة التي يتقدم فيها الجيش السوري أيضاً، جبهة المدينة الصناعية في الشيخ نجار التي تشهد معارك عنيفة مع مقاتلي «جبهة النصرة» المتمركزين فيها، والذين يحاصرهم الجيش من محورين، في حين شهدت جبهة سجن حلب المركزي بعض الهدوء في اليومين الماضيين، وسط تراجع مسلحي «النصرة» و«الجبهة الإسلامية» من بعض مراكز تواجدهم في محيط السجن، الذي يشهد بدوره أوضاعاً إنسانية، وصفها مصدر من داخله بأنها صعبة، بسبب النقص في الغذاء والدواء، بانتظار وصول الجيش وفك الحصار المطبق على السجن منذ نحو 10 اشهر، ما أدى إلى مقتل نحو 600 نزيل وعنصر من حمايته.
على جبهة المدينة القديمة، وسط حلب، قال مصدر ميداني، ان جنودا من الجيش السوري، بمؤازرة قوات من «كتائب البعث» يخوضون معارك شرسة في محيط الجامع الأموي، وفي ساحة الملح، أصيب خلالها عنصران من الجيش، وقتل 7 مسلحين، من دون أي تغير في خريطة السيطرة في هذه المناطق.
وفي القسم الخاضع لسيطرة الحكومة في حلب، أو ما بات يعرف بـ«حلب الغربية»، عادت قذائف الهاون من جديد بعد توقف استمر نحو شهر، حيث سقطت ثلاث قذائف هاون في حي الموكامبو أطلقها مسلحون متمركزون في حي بني زيد، تسببت بمقتل خمسة مدنيين وإصابة تسعة.

علاء حلبي

المصدر: السفير

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...