«الأطلسي يستفز موسكو: طـرد دبلوماسيـيـن علـى خلفية قضية تجسس

01-05-2009

«الأطلسي يستفز موسكو: طـرد دبلوماسيـيـن علـى خلفية قضية تجسس

تعرّضت العلاقات بين موسكو والغرب لانتكاسة خطيرة، أمس، مع إعلان حلف شمال الأطلسي طرد اثنين من الدبلوماسيين الروس المعتمدين لديه على خلفية فضيحة تجسس، وذلك بعد ساعات على استئناف العلاقات المجمدة بين الجانبين، في وقت أثار تفويض أمن الحدود في جمهوريتي أبخازيا وأوستيا الجنوبية إلى الروس غضب الحلف، الذي رأى في الخطوة انتهاكاً لاتفاق وقف إطلاق النار في القوقاز.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ايغور لياكين إن الحلف الأطلسي طرد دبلوماسيين روسيين معتمدين لديه، مشيراً إلى أنّ موسكو «تدرس حاليا ظروف هذا الطرد لتحديد الإجراءات الممكن اتخاذها من جانبنا».
وكانت صحيفة «فايننشال تايمز» ذكرت أنّ اثنين من الدبلوماسيين الروس المعتمدين لدى الأطلسي تم طردهما بتهمة قيامهما بأنشطة تجسسية لصالح بلدهما، موضحة أنّ أحد الدبلوماسيين المطرودين هو نجل سفير روسيا لدى الاتحاد الأوروبي فلاديمير تشيخوف.
وأوضح مصدر دبلوماسي في الحلف الأطلسي للصحيفة أنّ أمر الطرد جاء على خلفية فضيحة التجسس التي حكم فيها على المسؤول الأمني في وزارة الدفاع الإستونية هيرمان سيم بالسجن 12 عاماً بتهمة الخيانة، لنقله معلومات تقع في أكثر من ألفي صفحة إلى عملاء في جهاز المخابرات الروسي «اس في آر».
وبحسب وسائل الإعلام الإستونية، فإنّ المعلومات التي سرّبها سيم للروس تتضمن معلومات سرية عن اتصالات قامت بها دول خارجية ومنظمات دولية، وأخرى تتعلق بأمن المعلومات والتجسس ومكافحة التجسس والسياسة الدفاعية في تلك الدول والمنظمات.
وأصدرت وزارة الخارجية الروسية بياناً قالت فيه إنه «حصل استفزاز فاضح بحق اثنين من الموظفين في الممثلية الدائمة لروسيا لدى حلف شمال الأطلسي»، مضيفة أنّ «الأجهزة الأمنية التابعة للحلف تريد، بذريعة مزاعم واهية بالكامل، ومن دون أي تفسير مفهوم، طردهما من بروكسل». ورأت الخارجية الروسية أنّ «هذا العمل يتناقض مع النيات المعلنة لقيادات الناتو بتطبيع العلاقات مع روسيا».
ويأتي هذا القرار في اليوم ذاته الذي استأنف فيه «الأطسي» محادثاته الرسمية مع روسيا على مستوى السفراء، وذلك بعد ثمانية أشهر على تعليق الاتصالات بسبب الحرب التي خاضتها روسيا مع جورجيا في آب الماضي.
من جهته، أكد سفير روسيا لدى الحلف الأطلسي ديمتري روغوزين أن الخطوة «عمل استفزازي لا يمكن أن يمر من دون رد»، لكنه توعد بـ «رد فعل بارد»، موضحاً «لن نفقد أعصابنا، من قام بهذا العمل أراد تقويض رغبة رئيسي البلدين (الولايات المتحدة وروسيا) في إقامة علاقات جيدة».
- يأتي ذلك في وقت وقعت فيه روسيا اتفاقا مع جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا تتولى بموجبه موسكو مهمة حراسة حدود هاتين الجمهوريتين القوقازيتين لمدة خمسة أعوام.
وجاء في نص الاتفاق، الذي وقعه الرئيس الروسي ديميتري ميدفيديف في الكرملين، أنه «خدمة لأمنها وامن الاتحاد الروسي، وبانتظار تشكيل قوات حرس الحدود الخاصة بها، ستعهد أوسيتيا الجنوبية إلى روسيا مهمة حماية حدودها». كذلك وقعت أبخازيا اتفاقا مطابقا مع روسيا.
وبفضل الاتفاقين ستشارك روسيا في بناء قوات حرس حدود في هاتين الجمهوريتين المواليتين لها، وستزود قواتهما بالمعدات والتجهيزات اللازمة، وستتولى حماية حدودهما إلى حين تمكنهما من ضمان أمنهما بنفسيهما. وأوضح مصدر في الكرملين أنّ روسيا ستساعد بموجب الاتفاقيتين في إيجاد الكوادر المطلوبة لخفر الحدود وإنشاء قوات حرس الحدود.
وفي أول رد غربي على هذين الاتفاقين، اعتبر حلف شمال الأطلسي أن الخطوة الروسية تشكل «انتهاكا صريحا» لاتفاق وقف إطلاق النار مع جورجيا، فيما رأى الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي أنّ «الاتفاق شكل من أشكال المناورة في محاولة لإضفاء الشرعية (على الجمهوريتين)، رغم أنه من غير الممكن تشريع ما هو غير شرعي في الجوهر»، مضيفاً أنّ «الاتفاق خطير جداً على الجميع، بما في ذلك روسيا».
من جهة ثانية، وصف ميدفيديف المناورات العسكرية التي يعتزم الحلف الأطلسي إجراءها في جورجيا بأنها «استفزاز فاضح... ولو حاولوا إقناعنا بعكس ذلك». وشدد ميدفيديف، خلال حفل التوقيع على الاتفاقيتين الأمنيتين مع أوسيتيا وأبخازيا، على أنه «لا يجوز إقامة مناورات في مكان شهد حربا منذ مدة»، محذراً من أن «الآثار السلبية المحتملة لهذه الخطوة ستقع على أولئك الأشخاص الذين اتخذوا القرار الخاص بإجراء هذه المناورات».
ويقول الحلف الأطلسي إنه لا يفهم سبب انزعاج موسكو من التدريبات العسكرية التي تم التخطيط لها منذ فترة طويلة ويشارك فيها 1300 جندي من 19 دولة في الفترة الممتدة بين السادس من أيار والأول من حزيران المقبلين. 

المصدر: وكالات  

إضافة تعليق جديد

لا يسمح باستخدام الأحرف الانكليزية في اسم المستخدم. استخدم اسم مستخدم بالعربية

محتويات هذا الحقل سرية ولن تظهر للآخرين.

نص عادي

  • لا يسمح بوسوم HTML.
  • تفصل السطور و الفقرات تلقائيا.
  • يتم تحويل عناوين الإنترنت إلى روابط تلقائيا

تخضع التعليقات لإشراف المحرر لحمايتنا وحمايتكم من خطر محاكم الجرائم الإلكترونية. المزيد...